الطائفية من فم حسين النمر.. عندما يُهين «الحزب» السُنّة في بعلبك

حسين النمر

في لحظة سقوط أخلاقي وسياسي، تلفّظ المدعو حسين النمر، مسؤول منطقة البقاع في حزب الله، بكلام خطير يعكس ذهنية استخفاف، بل احتقار واضح لطائفة أساسية من مكونات النسيج اللبناني.

في مجلس عائلي، قال النمر بلهجة لا تخلو من السخرية:
“هيدي منقولا عن السنة ببعلبك عشان يمشوا معنا إي إذا منجبلهم النبي عالأرض ما رح يمشوا معنا.”

لا يمكن قراءة هذا الكلام كـ”دعابة”، ولا تفسيره كزلة لسان،ما قيل هو تصريح سياسي بامتياز، يتجاوز الإهانة الفردية إلى الاعتداء المعنوي على جماعة بأكملها.

إنه ازدراء بالعقيدة، واستخفاف بالإيمان، وتحقير للانتماء، في عبارة واحدة تختزل العقلية التي يدير بها حزب الله علاقاته مع من يختلف عنه.

فأي ذهنية هذه، التي ترى في اعتزاز الناس بنبيّهم عقبة سياسية؟
وأي مشروع ذاك، الذي يفترض أن “السير خلفه” يجب أن يسبقه خلع للهُوية والانتماء والعقيدة؟

إن كلام حسين النمر لا يُهين فقط أهل السنة في بعلبك، بل يُهين كل من يؤمن بلبنان التعددي، لبنان الدولة المدنية التي تحترم كرامة المواطن وتُعلي من شأن الانتماء الوطني فوق الولاء الطائفي أو الحزبي.

ثم ما معنى “يمشوا معنا”؟
هل المطلوب أن يذوب الناس في مشروعكم؟ أن يتحولوا إلى أتباع صامتين؟ أن ينكروا تراثهم الديني والوطني ليُحسبوا على محوركم؟

وهل يُختصر الانتماء إلى بعلبك بالمشي وراء الحزب؟
إذا كان “حتى النبي لا يُقنعهم أن يمشوا معكم”، فهذا ليس ذنب الناس، بل إدانة لمشروعكم نفسه.

إن هذا الخطاب ليس طارئًا،بل هو امتداد لمنهج سياسي يرى في الآخر “دونًا”، إما تابعًا أو خائنًا،وهو يعكس فوقية سياسية متغطرسة، لا تعترف لا بشراكة، ولا باحترام، ولا بقيمة الآخر المختلف.

الطائفة السنية في بعلبك، التي قاومت، وبنت، وعلّمت، وشهدت، لا تحتاج شهادة حسن سلوك من مسؤول حزبي.
وأبناء المدينة الكريمة، بمختلف طوائفهم، لن يقبلوا أن يُختصر ولاؤهم للوطن بولائهم لحزب مسلّح يُسيطر على القرار الوطني خارج مؤسسات الدولة.

كلام حسين النمر لا بد أن يُواجَه.
الصمت عنه مشاركة في الجريمة السياسية والأخلاقية.
والمطلوب ليس فقط الاعتذار، بل موقف واضح من الحزب الذي ينتمي إليه،هل يمثل كلامه قناعة الحزب؟ أم أنه انحراف فردي؟ وإن كان كذلك، فما العقوبة؟ وما الإجراء؟
بعلبك ليست حديقة خلفية لأحد،ولا أرضًا مباحة للخطاب العنصري والطائفي.

وكرامة الناس، أيًا كان مذهبهم، ليست سلعة تُمسّ في جلسة خاصة ثم تُنسى.

إن السكوت على هذا النمط من الكلام هو تفريط بالسلم الأهلي، وهو دعوة مفتوحة للفتنة،وما لم تتم محاسبة هذا الانحدار، فإن القناع قد سقط ،ما يُبشّر به بعضهم باسم المقاومة، هو في حقيقته مشروع استتباع سياسي مذهبي لا مكان فيه إلا للمطأطئين.
ونحن لا نطأطئ.

السابق
غزة تُعلن رسميا «منطقة مجاعة» جراء الحصار الإسرائيلي
التالي
«الهرمل للجميع» أعلنت لائحتها البلدية في مدينة الهرمل