مشروع الولاية الايرانية «المقدّسة» خطوة إلى الأمام وخطوتان إلى الوراء!

ايران
في بلاد الاستبداد، ممنوع علينا أن نفكر...ممنوع علينا أن نملك أجنحة لنطير ونتحرر...الحرية تخيف المستبد، وبالتالي فهو لا يريد مواطنين أحرارا، إنه يريد قطيعا فقط..قطيع يسمع ويطيع...قطيع يكون شعاره في الحياة: مات المستبد...عاش المستبد *فيليب يفبفر

لم تعد مصلحة إيران من إشعال حرب طائفية في سوريا ولبنان، أو فوضى سياسية في أضعف “الإيمان”، وخضات أمنية كما شاهدنا في أكثر من منطقة في الساحل السوري والحدود السورية اللبنانية خافية على احد من أجل إعادة جزء من تموضعها في تلك الجغرافيا السياسية والعسكرية المركزية في سياستها الوجودية، دون أن ننسى ان إنهيار”جسر إيران البري” في سوريا أضعف ذراعها الأقوى حزب الله في لبنان وسوريا والمنطقة، وخلخل نفوذ طهران التي كانت تتباهى بمناطق نفوذها من الحشد العراقي الى الحوثي مروراً بالأسد الذي غدر بها وطار إلى موسكو وصولاً إلى درة التاج “حزب الله” في لبنان كما وصفه وليّ ايران علي خامنئي أكثر من مرة ومرة وخصوصاً بعد اغتيال سيّد المصالح الايرانية في لبنان وأبعد وأبعد حسن نصرالله…

خسائر إيران المتواصلة.. بداية خسوف، أو بداية نهاية أسلحة إيران ونفوذها في هلالها “الشيعي الخصيب” المُتخيل.. الهلال الشيعي، او المصطلح السياسي الذي يوصف منطقة جغرافية في الشرق الأوسط يشكّل فيها الشيعة غالبية السكان، يمتد من إيران إلى لبنان وصولاً إلى “قطاع حماس الشيعي” في غزة…

سقوط الهلال الشيعي

“الهلال الشيعي” المُكوّن من العراق وسوريا ولبنان والاردن وفلسطين، والذي أوجدته إيران بكثير من العناية والصبر، يمر في هذه الفترة بمرحلة سيئة يمكن أن تكون قاتلة بالنسبة إلى إيران، هذه الدول التي سقط معظمها تحت سيطرة نظام “الملالي”  الإيراني تواجه شُحّاً في احتياطي النقد الأجنبي وخاصة الدولار، وكذلك تعيش فوضى مؤسساتية واضطراباً اقتصادياً وحروباً بين مكونات كل بلد لعبت على اوتارها واوتار عودها منظومة الملالي الخمينية لأكثر من اربعة عقود متتالية من التخطيط الاستراتيجي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً.

ومع بداية عام  2023 مروراً بطوفان الاقصى 2024 وتدمير مدينة غزة على يد الالة العسكرية الإسرائيلية الحديثة، وتشريد أكثر من مليونين ونصف مليون شخص من أهلها، وحرب اسناد غزة التي اعلنها حزب الله وأدت إلى ما أدت اليه من تدمير مدن وقرى وبنى تحتية وفوقية في لبنان تُعد ولا تُحصى، وتشريد ما يزيد عن المليون ونصف مليون من الاهالي الى أماكن نزوح متفرقة، بالإضافة إلى تدمير بنية الحزب في لبنان، وتصفية قياداته العسكرية والأمنية الأساسية، وعلى رأسها أمين عام الحزب هذا دون إن تتوقف هذه الحروب إلى ايامنا هذه،نعم إلى ايامنا هذه يواجه “محور المقاومة المُفبركة” تهديداً أكبر من أي وقت مضى بسبب سقوط نظام “الأسد”، أحد أركانها الأساسية المهمة تاريخياً في صناعة المؤامرات، وصناعة المخدرات السياسية والغير سياسية إلى تخزين وتهريب الأسلحة الايرانية التقليدية والكيميائية وكل الممنوعات عبر الحدود البرية والبحرية والجوية…

نعم، سقوط النظام المستبد البائد في سوريا الذي أحدث زلزالاً بقوة مازالت على مقياس ريختر “السياسي والاقتصادي والعسكري” غير موصوفة، هذا دون أن يغيب عنا المشهد المتزايُد، من العجز لدى المُشغّل الرئيسي والذي يرجع إلى جفاف مخزونات الدولار أكثر من كونه، بسبب الهجمات العسكرية التي يشنها “أعداء” هذا المحور على أكثر من جبهة ومحور حروب عنوانها الرئيسي، يبدأ من “الملف النووي” الإيراني المختلف عليه والمفاوضات المكوكية من ناحية، وشروط ومواصفات الشرق الأوسط الجديد وما يحمله من وظائف سياسية واقتصادية وعسكرية ذاهبة إلى شرق آسيا من ناحية أخرى آخذة بعين الاعتبار والحسبان مصير الحرب الروسية الاوكرانية، والأذرع والأظافر والأسلحة الإيرانية المتهالكة التي تحاول منظومة “الفقيه” على إعادة الاعتبار لها ولو جزئياً ضمن الصفقات الغادرة المريبة قديمها وجديدها، وهذا يشير الى ما سمعناه وشاهدناه مؤخراً من مقدمات نظرية لخطابات الشيخ نعيم قاسم  ووفيق صفا قدّس الجمهور الغشيم سرّهم.

سقوط النظام المستبد البائد في سوريا الذي أحدث زلزالاً بقوة مازالت على مقياس ريختر “السياسي والاقتصادي والعسكري” غير موصوفة

هذا دون ذكر التحديات المصيرية التي تواجهها طهران داخلياً وخارجياً، من احتجاجات شعبية كامنة تحت رماد السخط المجتمعي، إلى مفاوضات نووية هشة كما ذكرنا أعلاه تتأرجح تحت وقع تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب المتجددة؛ وعقدة إيران التي ما تزال عاجزة عن التحرر من عقدة سوريا والسقوط الأسطوري على جميع المقاييس السياسية والأبعاد الوجودية. تستمر طهران في التخبط بين التصريحات المتناقضة والمواقف المرتبكة، بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على سقوط نظام الأسد وخروج القوات الإيرانية من المشهد السوري رغم بعض الخلايا النائمة والعصابات المسلحة المتوارية والمختبئة وبقايا الفلول العسكرية المشردة ومخازن الأسلحة المتنوعة والغير مكشوفة خرائطها ومستودعاتها. نعم، ما زالت إيران تعيش الخوف من ما بعد نظام الأسد، التي تروج لمعزوفة “نخشى على سوريا من الاحتلال، ومن سيطرة داعش والسلفيين، ومن أن تتولى جماعات متطرفة الحكم وتقصي الآخرين، نحن قلقون على الأقليات، وعلى الشعب السوري ككل”.

حزب الله ينقض الاتفاق

نعم، من الإنكار إلى الارتباك،”عقدة سوريا” تكشف مأزق إيران وتخبّط سياساتها ومصلحة تشخيص النظام فيه تشير إلى إن اميركا رفعت سقف مطالبها بشكل كبير ومفاجئ بعد الجولة الأولى -لاعادة تصويب دور وذاكرة إيران الملالي إلى سبب وجودهم وحقيقة ثورتهم أساساً وتأسيساً- يضاف إلى رفع السقف الأميركي تصريح مسؤول أمني إيراني كبير اليوم: “لدينا معلومات استخباراتية من مصادر موثوقة تفيد بأن إسرائيل تخطط لهجوم كبير على المواقع النووية الإيرانية. وينبع هذا من عدم الرضا عن الجهود الدبلوماسية الجارية بشأن البرنامج النووي الإيراني، وكذلك من حاجة نتنياهو إلى الصراع كوسيلة للبقاء السياسي”، الامر الذي دفع أيتام الولاية “المقدسة” من نعيم قاسم إلى وفيق صفا الى نقض توقيع إتفاق الهدنة من الطرف اللبناني، بقلم الأخ الاكبر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي، وقلم رئيس الوزراء اللبناني السابق نجيب ميقاتي.

حزب الله “الأنموذج” والأداة في منظومة حكم ولاية “الفقيه” ومداها النظري والتنفيذي، لا يريد لبنان الكيان السيد والمستقل عن النفوذ الإيراني في محور الممانعة الكاذبة

نعم، نقض إتفاق الهدنة على لسان الأمين العام لحزب الله اللبناني، الشيخ نعيم قاسم في رده على الدعوات المطالبة بنزع سلاح الحزب، قائلا إنهم “سيواجهون من يسعون لنزع سلاحهم ومن يعتدون عليهم”، طبقا لما نقل عنه موقع قناة “المنار” التلفزيونية التابعة للحزب.

وقال الشيخ نعيم: “لن نسمح لأحد أن ينزع سلاح المقاومة، وهذا السلاح هو الذي أعطى الحرية لشعبنا وحرر وطننا”.

وأضاف نعيم قاسم في كلمة متلفزة له على قناة “المنار”، في وقت متأخر مساء الجمعة: “سنواجه من يعتدي على الحزب ومن يعمل على نزع سلاحه، كما واجهنا إسرائيل”.

وأكد الأمين العام لحزب الله: “لسنا ضعفاء بل نحن أهل المواجهة، ولدينا خيارات ونحن لا نخشى شيئاً وسترون في الوقت المناسب الذي نقرره”.

ومضى نعيم قاسم مضيفا: “استطاعت المقاومة أن توقف إسرائيل على الحدود الجنوبية ومنعتها من تحقيق أهدافها”، طبقا لما نقلت عنه موقع “المنار”.

وذكر الأمين العام لحزب الله أن “اتفاق وقف إطلاق النار هو نتيجة صمود حزب الله، ولولا هذا الصمود لما كان الاتفاق، ولاستمرت إسرائيل في عدوانها”، حسب قوله!

حزب الله “الأنموذج” والأداة في منظومة حكم ولاية “الفقيه” ومداها النظري والتنفيذي، لا يريد لبنان الكيان السيد والمستقل عن النفوذ الإيراني في محور الممانعة الكاذبة، بل يريده على صورته ومثاله جزءاً لا يتجزاء، أو جزءاً عضوياً من “أرخبيل” الوصاية الإلهية لآيات الله قتلة “زرادشت”، يريده خارج انتمائه وهويته العروبية، يريده خنجرا مسموما في ظهر أمة  الضاد، يريده جسدا “مصلوبا” على ورقة “الكلوروفيل” الخضراء النسخة الايرانية، يريده ملحقا جيوسياسيا في النفوذ الأخطبوطي – السرطاني – الإمبراطوري – الفارسي، يريده في “فخ” ولاية الفقيه العبثية وتقاطعاتها العدمية، يريده منصة سوداء أخرى في أنتظار “عودة” المهدي المنتظر من “السماء الرابعة”، أو يريده في أنتظار عودة غودو، في أنتظار اللاشيء،يريده وجبة ساخنة، أو باردة لا فرق على موائد اللئام، أو يريده أن يكون مجرد نقطة من دم، على ورق الرغبات والتسويات الايرانية!

اقرأ أيضا: انتقال المفاوضات إلى المرحلة الفنية مؤشّر على التقدم السريع.. الصحف الإيرانية: تفاؤل وحذر!

السابق
«الوجه المبتسم».. حدث فلكي نادر سيظهر في 25 نيسان!
التالي
بالفيديو: إستهداف سيارة بصاروخ موجه من مسيّرة في بلدة كوثرية السياد