هكذا باعت إيران الحزب.. علي الأمين: السلاح كوسيلة للجم العدوانية الإسرائيلية أثبت فشله

علي الأمين
تفكيك حزب الله في لبنان أصبح محسوما وذلك بحسابات إقليمية ودولية والحساب الإسرائيلي بالدرجة الأولى.

اعتبر رئيس تحرير موقع “جنوبية” الصحافي علي الأمين في حديث صحفي مع قناة “البديل” أن المشكلة الأساسية حتى الآن أن آثار الحرب حتى الآن لا زالت على حالها، الدمار والمشاهد، وهناك حالة حزن مقيمة، بالرغم من البروباغندا والخطابات والشعارات أننا كنا أقوى من إسرائيل، ورغم أنها كانت حقيقية ولكن تبين وهمها، ولا شك أن هناك حالة من الصدمة ليست فقط بحجم الخسائروالقتل والدمار بل بالوهم الذي كنا نعيشه، من فكرة أن تقف “إسرائيل على إجر ونص” أو فكرة “تل أبيب مقابل الضاحية” وفكرة “المدني مقابل المدني”.

وأضاف: “كل هذه الصورة تهاوت بشكل دراماتيكي مفجع، وليس فقط بالتفوق العسكري المباشر إنما أيضا من جانب آخر هو حجم الإختراقات التي طالت بنية حزب الله، بالرغم من الصورة التي كانت عن الحزب حيث بدا العدو أنه داخل حزب الله ويعرف تفاصيله، كل هذا المشهد أدى إلى صدمة، وحتى الآن هناك حالة إرباك في التعبير عن هذه الصدمة أمام هذا المشهد المحزن وأمام تفاوت القوة”.

هل تؤدي هذه الصدمة إلى تغيير جذري؟

وأشار الأمين إلى أن هناك تغييرا سيحصل، وحكما لا يوجد حالة هروب للأمام، والمشهد اليوم وبالرغم من الإعتداءات الإسرائيلية اليومية والقتل والتدمير، لم نر أي رد فعل أو أصوات تطالب بالرد على إسرائيل إزاء الضربات الإسرائيلية، وهذا يعكس حالة الناس من أن كل هذا الوضع السابق لا تريده وانتهت منه، وبالعمق فإن الناس اليوم تريد الاستقرار والهدوء، والأقرب اليوم لوعي الناس هو الحل والتسوية وأن يدخل الجيش اللبناني ويعيد الحياة إلى طبيعتها.

ما هي طبيعة القيادة الثانية في حزب الله بعد السيد حسن نصر الله؟

وفي مقارنة بين القيادة السابقة للحزب والقيادة الحالية أشار الأمين إلى ان “هناك فرق كبير بين ما كان عليه الحال في القيادة السابقة، وتحديدا السيد حسن نصر الله والواقع الحالي اليوم، وهذا ما يمكن ملاحظته من جانب الناس ومن جانب إطلالات الشيخ نعيم قاسم مقارنة بإطلالات السيد حسن نصر الله في السابق، حيث كان على علاقة شبه يومية بالخطاب والتوجيهات مع الناس، اليوم فقد هذا الموقع ولم يملأ بعد ولا الشيخ نعيم في وعي بيئة حزب الله أنه القيادي الذي يشبع ما يحتاجه الناس، هذا الشعور غير موجود وهذه العلاقة لم تتطور، والبيئة غير مقتنعة أنه استطاع مليء هذا الموقع”.

إرباك داخل الحزب ووجهتي نظر

كما أشار الأمين إلى حالة إرباك ووجود وجهتي نظر داخل حزب الله على مستوى القيادة العسكرية والأمنية في التعامل مع المرحلة الجديدة، وحسب المعلومات والتحليل، فإن الإرباك داخل هذه البنية، بين وجهة نظر تريد ان تلتزم بالمجريات التي حصلت والإتفاق القائم اليوم، وفريق آخر غير مقتنع بالالتزام بهذا الاتفاق.

الحوار الأميركي الإيراني

وحول المفاوضات الإيرانية الأميركية أشار الأمين إلى أن هناك ارتياح من الطرفين الأميركي عبر عن ارتياحه، والمعطيات المتوفرة أن الحوار تناول الملف الإقليمي، وهناك سلة مطالب أميركية، وترامب حمّل الوفد أمرين أساسيين بما يتعلق بالملف الإقليمي هما الإنكفاء من لبنان ومن العراق ولكن الملفت أن تأخير ملف اليمن والأهم هو الملفان اللبناني والعراقي.

إقرأ أيضا: علي الأمين: التحدي الأول في مواجهة العدو الإسرائيلي هو إعادة بناء الدولة

وأضاف الأمين أن الشعب الإيراني يعتبر الشعب الأميركي شعبا صديقا، ويتطلع إلى الأميركيين بشكل إيجابي بشكل مختلف تماما عن موقف النظام، ومن جهة ثانية أميركا تتطلع إلى إيران كثروات هائلة على أكثر من مستوى.

واعتبر الأمين أن ازمة النظام الإيراني اليوم بالرغم من التقاطعات الكثيرة مع أميركا لا يستطيع الخروج من شعار “الموت لأميركا” والصراع مع اميركا، لأنه سيسقط، ومبرر وجوده اليوم أنه ضد أميركا وضد إسرائيل وإذا سقط هؤلاء فلا مبرر لوجوده، فهو لم يقدم تنمية داخلية ولا حريات ولم يطور إيران، وكان يقدم نفسه على أنه استطاع الوصول إلى السيطرة على الدول العربية وكقوة إقليمية كبرى، لذلك هناك ازمة لدى النظام الإيراني اليوم، وهي التعامل مع هذا الواقع الجديد، وهو ليس قادرا على الذهاب إلى المواجهة مع اميركا وليس قادرا على إنجاز التسوية والسلام مع اميركا.

سلاح حزب الله

وأشار الأمين إلى أن “تفكيك حزب الله في لبنان أصبح محسوما وذلك بحسابات إقليمية ودولية والحساب الإسرائيلي بالدرجة الأولى، إسرائيل اليوم وبعد 7 أكتوبر تريد أن تطوي صفحة كانت قائمة وأدت إلى هذه الحرب، وهي تريد اليوم أن تنتهي من كل هذه البنية العسكرية”.

وأضاف ان “الخيار العسكري في لبنان ما زال مطروحا في حال التعنت، واذا لم يتقبل حزب الله هذه التسوية وأن يكون حزبا سياسيا فنحن حكما امام حرب جديدة ولذلك فإن حزب الله واع إلى هذه المسألة وهو يعلم على ماذا وقع وماهية الاتفاق ويعلم كلفة “لا لتسليم السلاح” .

وحول أداء الدولة اللبنانية تجاه السلاح اعتبر الأمين ان هذا الأداء مقبولا وليس المطلوب المواجهة العنيفة خصوصا بوجود المسار الإقليمي، لا سيما وان حزب الله يقوم اليوم بعملية تسليك الأمور.

إقرأ أيضا: مصادرة الأسلحة ووضع حد للمسلحين.. لبنان يتجه نحو إنهاء الجناح العسكري لـ«حماس»

واعتبر الأمين أن “من الواضح أن المسار هو الذهاب إلى حال شامل للموضوع، وأن الإعتراض على الموضوع لم يعد ممكنا، خاصة أن مبرر السلاح كوسيلة للجم العدوانية الإسرائيلية أثبت فشله ولم يعد هو الوسيلة الوحيدة”.

وأضاف: “بالرغم من اغتيال الأمين العام لحزب الله واغتيال كل القيادات العسكرية لم يحصل شي ولم يستطع السلاح أي فعل بل وقع حزب الله على اتفاق مذل، أمام ذلك يمكن القول ان هذا المنهج الذي اعتمد سقط، وابسط معادلة بعد هذا السقوط ان نعيد قراءة ما جرى والبحث عن منهجية مختلفة، والمنهجية المقترحة اليوم والأقل كلفة هي أن تكون الدولة اللبنانية هي المعنية مباشرة وهي تدير هذه العملية لأن العملية هي ليست عملية عسكرية أمنية فقط بل هي عملية سياسية دبلوماسية وعلاقات، وإعادة الاعتبار لعلاقات لبنان العربية والدولية”.

انتهاء المرحلة الإيرانية

واعتبر الأمين أن المرحلة اللبنانية اليوم هي مرحلة الخروج من الفلك الإيراني ونحن امام مرحلة انتهاء المرحلة الإيرانية، والايرانيون استثمروا في لبنان خلال 40 سنة، ولكن الذي حصل أن إيران تخلت عن حزب الله، ومن هنا لا يمكن فهم ان يتم اغتيال أمين عام حزب الله بالشكل الذي تم وأن يرد بالشكل الذي تم الرد فيه، وهل يعقل أن تتعامل ايران مع عملية اغتيال السيد حسن نصر الله بالشكل الذي حصل؟ هذا فضلا عن أن إسرائيل ما كانت لتغتال السيد حسن لو كانت تعلم أن ردا إيرانيا عنيفا سيكون على إسرائيل، لذلك هناك عملية بيع حصلت إما أنك استسلمت للقرارات الإسرائيلية والأميركية، وأما ان هناك صفقة لحفظ النظام في ايران باعتباره أهم من أمن لبنان وأرواح اللبنانيين ومقاتلي حزب الله في لبنان.

السابق
مصادرة الأسلحة ووضع حد للمسلحين.. لبنان يتجه نحو إنهاء الجناح العسكري لـ«حماس»
التالي
خدعة ومكر سياسي.. الصحف الإيرانية: الولايات المتحدة لا تريد اتفاقا حقيقيا مع إيران