
كشفت الصحف الإيرانية الصادة اليوم الخميس ١7 نيسان 2025، عن حالة من الاضطراب الداخلي والقلق المتنامي داخل النظام الإيراني. بين الانقسامات السياسية العميقة، والمخاوف من نتائج المفاوضات النووية، وتزايد الاحتجاجات الاجتماعية، يواجه النظام تحديات وجودية تهدد استقراره. تراجع خامنئي عن مواقفه السابقة، إلى جانب التقدم الملحوظ للمقاومة الإيرانية، يُظهر أن النظام يقترب من حافة الانهيار.
هذا التقرير يحلل هذه الأبعاد بالتفصيل، مع التركيز على الصراعات الداخلية، المخاوف من المفاوضات، والتحركات الشعبية والمقاومة.
الصراعات الداخلية: صراع العقارب
تكشف الصحف عن حالة من “صراع العقارب” داخل النظام الإيراني، حيث تتصاعد الخلافات بين الأجنحة المختلفة. “خراسان” في مقال “تشققات في جدار التطرف” تتحدث عن انقسامات بين المتشددين أنفسهم، حيث يرفض البعض أي تنازل في المفاوضات. “آرمان ملي” في “الوفاق في موسم الدبلوماسية” و”على غير المسؤولين عدم التعليق” تحذر من تدخلات الأطراف غير المسؤولة التي تضعف موقف النظام. “آرمان امروز” في “لعبة جديدة للمتشددين لإضعاف المفاوضات” تكشف عن محاولات المتشددين لعرقلة المفاوضات من خلال نشر الشائعات والضغوط الإعلامية. “فرهيختگان” في “الإصلاحيون المتطرفون ضد الاتفاق” و”نائب رئيس للاستخدام الواحد” تسلط الضوء على الانقسامات بين الإصلاحيين والمتشددين، مشيرة إلى أن التعيينات السياسية الأخيرة، مثل إسناد منصب ظريف السابق إلى محسن إسماعيلي كما ذكرت “هممیهن” في “تحول استراتيجي في الحكومة؟”، تثير المزيد من التوترات. “كيهان” في “قلت لك قم!” و”من إنشاء نائب رئيس بلا عمل إلى دمجه في نائب آخر لا علاقة له” تتهم الحكومة بالفوضى الإدارية، مما يكشف عن انقسامات عميقة بين المؤسسات.
الخوف من المفاوضات النووية: قلق متزايد
المفاوضات النووية تثير مخاوف كبيرة بين سران النظام. “شرق” في “تحركات غروسي قبل زيارته لطهران” و”الوكالة أمام اختبار الشفافية” تتحدث عن دور وكالة الطاقة الذرية في تعقيد المفاوضات، بينما “دنياي اقتصاد” في “دور الوكالة في مفاوضات إيران وأمريكا” و”آرمان امروز” في “دخول الوكالة بجدية في المفاوضات” و”روسيا تكشف أسرار زيارة غروسي” تؤكد أن تدخل الوكالة يزيد من الضغوط على النظام. “اعتماد” في “إيران وأمريكا: من مسقط إلى روما” و”تناقض تصريحات الأمريكيين” تتحدث عن الشكوك المتبادلة بين الطرفين، بينما “رسالت” في “خلاف حقيقي أم تضليل مقصود؟” و”التحقق من قصة لا نهائية” تشير إلى أن النظام يخشى من فشل المفاوضات أو استغلالها من الغرب لفرض المزيد من العقوبات.
إقرأ أيضا: النظام الإيراني في مأزق: الخوف يسيطر على خامنئي والحرس الثوري
تراجع خامنئي المذل: ضعف واضح
تراجع خامنئي عن مواقفه السابقة، حيث كان قد وصف المفاوضات بأنها “غير ذكية وغير شريفة وغير عقلانية”، يُعد هزيمة مذلة للنظام. “هممیهن” في “فن الدبلوماسية بين المبادئ والواقع” و”المفاوضات من منظور اليمين” تتحدث عن التناقض بين خطاب المبادئ لدى المتشددين وبين الواقع الذي أجبر النظام على المفاوضات. “جوان” في “ضرورة نظرة واقعية للمفاوضات غير المباشرة” و”مبادئ مصالحنا القصوى من المفاوضات” تُظهر أن النظام اضطر للقبول بالمفاوضات رغم معارضته السابقة، وهو ما يكشف عن ضعفه المتزايد.
توسع الاحتجاجات الاجتماعية: غضب شعبي متصاعد
الأزمات الاجتماعية تتفاقم مع استمرار الأوضاع الاقتصادية الصعبة. “وطن امروز” في “القلق من مستقبل العلاج” و”خراسان” في “الصرخة من نقص لقاحات الأطفال” تتحدث عن تدهور الخدمات الصحية، بينما “آرمان ملي” في “خبراء العلوم المخبرية غير راضين عن الأوضاع” تكشف عن استياء الشرائح المهنية. “اعتماد” في “تغيرات النمو الاقتصادي 1403 وأسبابها” و”جهان صنعت” في “دومينو الركود الاقتصادي” تؤكد أن الركود الاقتصادي يزيد من الضغوط الاجتماعية، مما يهيئ الأرضية لاحتجاجات شعبية واسعة.
إنجازات المقاومة: تقدم ملحوظ
المقاومة الإيرانية تحقق تقدمًا ملحوظًا في مواجهة النظام. بحسب تحليلات من مصادر موثوقة، فإن المقاومة تستغل الانقسامات الداخلية والاستياء الشعبي لتعزيز مواقفها. “جوان” في “دور المعارضة الخارجية في تدمير شعار العام” تتحدث عن تأثير المعارضة في إفشال خطط النظام، مما يكشف عن دور المقاومة في إضعاف النظام من الداخل والخارج.
الخلاصة
يكشف هذا التقرير عن نظام إيراني يعاني من أزمات متعددة الأبعاد. الصراعات الداخلية بين المتشددين والمعتدلين، التي تتجلى في محاولات عرقلة المفاوضات والتنافس على السلطة، تعكس حالة من “صراع العقارب” تهدد تماسك النظام. المخاوف من نتائج المفاوضات النووية، مع تدخل وكالة الطاقة الذرية والضغوط الدولية، تزيد من قلق سران النظام. تراجع خامنئي المذل عن مواقفه السابقة يكشف عن ضعف النظام وفقدانه للمصداقية، بينما تتفاقم الأزمات الاجتماعية مع تدهور الأوضاع الاقتصادية، مما يمهد لاحتجاجات شعبية واسعة. في الوقت ذاته، تحقق المقاومة الإيرانية تقدمًا ملحوظًا، مستغلة هذه الظروف لإضعاف النظام أكثر. كل هذه العوامل تشير إلى أن النظام يتجه نحو الانهيار، حيث تتزايد الضغوط الداخلية والخارجية، ويبدو أن كل خطوة خاطئة تقربه من نهايته الحتمية.