مجلس الوزراء يجتمع اليوم من أجل «التعيينات» وملاقاة مساعدات صندوق النقد الدولي

جلسة مجلس الوزراء في بعبدا

الأنظار تتجه إلى القصر الجمهوري اليوم، حيث ينعقد مجلس الوزراء برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون العائد من القاهرة امس، اثر مشاركته في القمة العربية، حيث تشكل هذه الجلسة الإنطلاقة العملية لعمل الحكومة بعد نيلها الثقة.

على جدول أعمال الجلسة 25 بنداً أساسياً، وسط حديث عن احتمال أن تشهد إجراء بعض التعيينات لا سيما منصب قائد الجيش الجديد.

وفي هذا الاطار، أكّد مصدر حكومي لـ”الجمهورية”، “انه تمّ الاتفاق على اسم اللواء رودولف هيكل كقائد للجيش، على أن تنتهي تعيينات الأجهزة الأمنية الأسبوع المقبل”، مشيراً إلى “أنّ لا مشكلة في التعيينات الأمنية، وأنّ التوجّه هو إلى ترك المدير العام للأمن العام اللواء الياس البيسري حتى نهاية الولاية الممدّدة له .كما علمت “الجمهورية”، أنّ “منصب حاكم مصرف لبنان لم يتمّ بعد البحث في الأسماء المرشحة لتوليه”.

ومن المقرر ان تحضر التعيينات القضائية مع مواجهة تحديات كبيرة بوجود شغور يقارب 30% في السلك القضائي، تتضمن الشواغر مناصب رئاسة التفتيش القضائي والمدّعي العام المالي ومدّعي عام التمييز، بالإضافة إلى الرؤساء الأوائل لمحاكم الاستئناف وأعضاء مجلس القضاء الأعلى. هذا الواقع يزيد من تعقيد عمل المحاكم ويؤثر على سير العدالة.

تمّ الاتفاق على اسم اللواء رودولف هيكل كقائد للجيش، على أن تنتهي تعيينات الأجهزة الأمنية الأسبوع المقبل”، مشيراً إلى “أنّ لا مشكلة في التعيينات الأمنية

وتكتسب الجلسة اهمية خاصة كونها تأتي بعد زيارة رئيس الجمهورية إلى السعودية، حيث من المتوقع ان يضع الوزراء بتفاصيلها، على أن يبدأ التحضير لزيارة ثانية من المرتقب ان تحصل في وقت قريب، يرافقه فيها هذه المرة رئيس الحكومة وعدد من الوزراء، لتشهد توقيع الاتفاقيات المنتظرة بين لبنان والمملكة.

ومن المقرّر في الجلسة استحضار موازنة 2025 وملف الإصلاحات الأساسية التي سوف تكون مدرجة على جدول الأعمال، أشارت مصادر وزارية إلى احتمال ان يناقش مجلس الوزراء الاجراءات الاقتصادية المتوقعة التي يمكن ان تتخذها الحكومة، من اجل ملاقاة القرار المنتظر للبنك الدولي، بتأسيس صندوق بقيمة مليار دولار لدعم لبنان في مجال الإعمار، إلى جانب مساعدات في مجالات أخرى، وكذلك اجراء التحضيرات لتوقيع اتفاق جديد مع صندوق النقد الدولي، يتضمن تعديلات جذرية تتماشى مع تطورات المرحلة المقبلة، مع زيارة مرتقبة لوفد رفيع المستوى من الصندوق إلى لبنان قريبًا.

وكان إعلن البنك الدولي عن تأسيس صندوق بقيمة مليار دولار لإعمار لبنان، كما اعلن الاتحاد الأوروبي عن استعداده لصرف 500 مليون يورو لدعم قطاعات خدماتيّة أساسية كالتعليم والصحة ومن أجل مكافحة الهجرة، غير أنّه رهن الدعم بإعادة هيكلة القطاع المصرفي، والتوصّل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي.

صفحة جديدة مع السعودية

وفي السياق، توقفت مصادر سياسية عند دلالات زيارة الرئيس عون إلى السعودية، فقد أكدت مصادر مطلعة أن زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى المملكة العربية السعودية حققت نتائجها فور حصولها من خلال التفاهم على مجموعة ثوابت والتأكيد على الصفحة الجديدة في العلاقة بين البلدين وتفعيلها والتي توافق عليها الرئيس عون مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وأوضحت المصادر لـ”اللواء” أن البيان السعودي – اللبناني عكس دلالة واضحة على مسار هذه العلاقة وما ينتظرها في المستقبل القريب لا سيما بعدما وضعت على السكة الصحيحة، وقد أتى انتخاب الرئيس جوزاف عون ليساهم في هذا الإطار، متوقفة عند الحفاوة البالغة التي أحيطت بالزيارة والمودة التي عبر عنها ولي العهد السعودي في خلال لقائه برئيس الجمهورية.

أكدت مصادر مطلعة أن زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى المملكة العربية السعودية حققت نتائجها فور حصولها من خلال التفاهم على مجموعة ثوابت

وما يرسّخ هذا الاعتقاد، بحسب المصادر، الدعوة التي وجهها الرئيس لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لزيارة لبنان الذي لم يتردد بقبولها وتلبيتها في أقرب وقت. هذه الدعوة التي ترافقت مع دعوة مماثلة تلقاها رئيس الحكومة لزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة التي وافق على تلبيتها بعد نهاية شهر رمضان المبارك.

الدروز في المواجهة

على صعيد آخر، تواصل طائفة الموحدين الدروز في لبنان وسوريا التصدي لتمادي العدو الإسرائيلي باللعب على التناقضات المذهبية والطائفية، ومحاولة سلخ الدروز عن سوريا لصالح مشاريعه ومخططاته لتقسيم سوريا.

وكتبت صحيفة “الانباء”، أن المواقف المعروفية تتوالى وبشكل يومي رفضاً لهذه المؤامرات التي تُحاك ضد الدروز، كما محاولة الاصطياد في المياه العكرة والايقاع بينهم وبين الادارة السورية الجديدة. في حين أن الدروز هم في صلب العملية الانتقالية نحو سوريا الجديدة، كما في صلب مسار المؤتمر الوطني السوري الذي يؤسس لقيام الدولة الحديثة بعد عقود من حكم آل الأسد.

وتعزيزاً لهذا التوجه ورفضاً لتفتيت سوريا، قرّر الرئيس وليد جنبلاط القيام بزيارة قريبة الى دمشق يلتقي خلالها الرئيس السوري احمد الشرع للتأكيد على دور الموحدين الدروز في الحفاظ على وحدة سوريا ورفضهم كل محاولات التقسيم والانشقاقات التي يتحدث عنها الاعلام الاسرائيلي وبعض الموتورين الذين وجدوا في هذه التطورات الخطيرة مساحة لاعادة تعويم أنفسهم بعد سقوطهم المدوي.

فجنبلاط يقوم بدور وطني، هو مسار طبيعي لتاريخه الطويل، ولن يسمح لأحد بسلخ الشريحة المعروفية عن هويتها وتاريخها الوطني والعربي. والساحة لن تكون خالية أمام بنيامين نتنياهو وسمومه.

السابق
بدء جلسة مجلس الوزراء الأولى في قصر بعبدا
التالي
بالفيديو: ما قصة أرزة العلم اللبناني «المشطوبة» في ساحة الشهداء؟