لعودة الشيعة من الانعزال الايراني الى الانتماء اللبناني والعروبي المنفتح!

الشيعة

كتبت الناشطة منى جهمي على صفحتها عبر “فيسبوك” تنتقد تحويل ايران الشيعة من طائفة عروبةي وحضارية وبوجه ثقافي الى مشروع انعزالي طيلة 4 عقود.

وقالت بموضوعية ودقّة وقلب منفتح: الشيعة اليوم، وأنا منهم- ولو في بطاقة الهويّة وحسب- يحملون صليب آلامهم، ويطوفون حول كعبة حزنهم..
النكبة مزّقتهم على المستويات كافّة- حرفيّاً. وهم في الوعي أو في اللاوعي الدفين لديهم يستشعرون أن ثمّة من ألقى بهم في التهلكة ووقف عند ناصية عذابهم يتفرّج وينظّر ويعظ ويتحكّم..
يجب أن نعترف جميعاً بأن الطائفة الشيعية لم تكن يوماً مثلما فُرض عليها أن تصوّر نفسها، على مدى أربعة عقود- ولا سيّما في هذا الأسبوع البغيض انفعالياً وسلوكياً- الشوارع!

كنا نوراً وتنويراً.. لكنّ إيران لم ترضَ بنا على تلك الحال من القيمة الفكرية والاجتماعية فشرعت تقطّع أوصالنا لجهة انتمائنا الوطني والعربي والإنساني

إسألوا الأحزاب اللبنانية: التقدّمي الاشتراكي؛ الكتائب؛ الوطنيّين الأحرار؛ الشيوعي؛ منظّمة العمل الشيوعي؛ الناصري؛ المستقبل؛ بل حتى المنظّمات الفلسطينية في الستّينيات وصولاً إلى الثمانينيات:
ممّن تكوّن الرافد الأهم في حزبكم؟
ولسوف يجيبون: من الشيعة.
كنّا الأعمق تفكيراً، والأبعد حكمة، والأكثر انفتاحاً وتسامحاً وتحرّراً ومحبّة..
ويوم كنا نحرم أنفسنا القوت والرفاه والكماليات، كانت مكتباتنا زاخرة بأهمّ المنشورات والكتب والمجلّات بلُغات عديدة.. طلائع المنتديات الفكرية والثقافية وُلدتْ في قرانا البسيطة ومدننا المتواضعة..

وعدُنا لشركائنا اللبنانيين بأننا سنعود كما عهدونا في الزمن اللبناني والعربي الجميل والعزيز: انتماؤنا لبناني وطني حضاري وجهنا عروبي ثقافي نعتزّ به

كنا نوراً وتنويراً.. لكنّ إيران لم ترضَ بنا على تلك الحال من القيمة الفكرية والاجتماعية. لم نعجبها شكلاً ولا مضموناً.. فشرعت تتغلغل في جسدنا، وتقطّع أوصالنا لجهة انتمائنا الوطني والعربي والإنساني.. فغَدوْنا ما كنا نتّهم الآخرين به: انعزاليين؛ أشبه ما نكون بِعضوٍ غريب في جسد كنا فيه شرياناً حيوياً..
يسألني البعض: أَأنتِ مثقّفة وشيعية في الآن معاً؟ يصعب التصديق.

إقرأ ايضاً: أميركا تعلن وقف المساعدات عن لبنان.. ما السبب؟

وعدُنا لشركائنا اللبنانيين بأننا سنعود كما عهدونا في الزمن اللبناني والعربي الجميل والعزيز: انتماؤنا لبناني وطني حضاري. وجهنا عروبي ثقافي نعتزّ به. قلبنا إنساني لطيف يتّسع لنظرائنا في الخلق- على حدّ قول عليّ بن أبي طالب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

السابق
أميركا تعلن وقف المساعدات عن لبنان.. ما السبب؟
التالي
بالصور: الاعتداء على نصب الرئيس عون في مسقط رأسه في العيشية