أربعون عاماً على تحرير صيدا والمنطقة.. هزمنا العدو ولم ننتصر

تحرير صيدا

اليوم الاحد ١٦ شباط ٢٠٢٥،  ذكرى مرور أربعين عاماً على تحرير مدينة صيدا ومناطق اخرى جنوبية  من رجس الاحتلال الاسرائيلي الذي استمر عامين وثمانية أشهر.

تحولت هذه الذكرى الى احتفال تقليدي تنظمه قوى سياسية مختلفة  لها دور في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي.

مثلت تجربة المقاومة في صيدا نموذجاً مميزاً، اذ استخدمت جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية مختلف وسائل النضال ضد الاحتلال الاسرائيلي. لم تكتف جبهة المقاومة الوطنية بالعمليات العسكرية فحسب، بل استطاعت توحيد مختلف القوى السياسية الاساسية في أطر تلتزم أساليب المقاومة الشعبية المختلفة، وقد شارك في اعمال المقاومة جهات متنوعة من ناصريين وشيوعيين وقوميين واسلاميين كما شارك في صفوفها مناضلون من الجنسية اللبنانية ومن الجنسية الفلسطينية، ولا يغيب عن البال مشاركة النساء في نشاط نضالي متنوع.

مثلت تجربة المقاومة في صيدا نموذجاً مميزاً، اذ استخدمت جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية مختلف وسائل النضال ضد الاحتلال الاسرائيلي

في تلك الفترة كان الوعي الجماعي يدور حول ضرورة مقاومة الاحتلال الاسرائيلي اي ان ما قام به العدو لا يمكن مواجهته الا بالمقاومة وأساليب مختلفة ومنها العمليات ألفدائية، وهذا ما استمر حتى الفترة الأخيرة.

إقرأ أيضا: صورة مقلقة: رصدوا عنصر «الحزب» في المطعم قبل اغتياله بدقائق 

ولا بد من الإشارة إلى اننا بحاجة الى استخدام وسائل وأساليب مختلفة حسب مقتضيات المرحلة، لكنها تندرج تحت عنوان المقاومة.

الانتصار على العدو لا يعني إخراجه من ارضنا فحسب، بل نبني دولة مؤسسات وقانون، بل كيف نبني حياة كريمة لابناء شعبنا، وهذا ما لم يحصل. بل فرض على الناس نظام محاصصة طائفية.

مؤخراً بدأ يبرز خطاب يرى ان المشكلة في خيار المقاومة في وجه خطط الاستعمار الاستيطاني، في حين ان الأصل يكمن في بناء الغرب الاستعماري لقاعدته المتقدمة المسماة إسرائيل على ارض شعب آخر بهدف استعمار المنطقة والاستيلاء على ثرواتها، هذا الوضع نشهده حالياً بعد مرور أربعين عاماً على تحرير مدينة صيدا ومناطق اخرى من الجنوب.

نعم نحن نشعر بالفخر والاعتزاز اننا هزمنا العدو الإسرائيلي واجبرناه على الإنسحاب، لكننا لم ننتصر، الانتصار على العدو لا يعني إخراجه من ارضنا فحسب، بل نبني دولة مؤسسات وقانون، بل كيف نبني حياة كريمة لابناء شعبنا، وهذا ما لم يحصل. بل فرض على الناس نظام محاصصة طائفية.

بعد أربعين عاماً على الإنسحاب الاسرائيلي من المنطقة لم نشهد اي تطور للقطاعين الزراعي والصناعي، وبالتالي صارت فرص العمل المتاحة هي قدرة كل واحد منا على الهجرة من البلد.

لم نستطع ان نضع مخططاً عاماً للمنطقة كي نحدد ميادين التنمية المطلوبة.

لم نستطع صياغة تاريخ واحد ولا تربية مدنية لبناء مواطن، بقينا رعايا طوائف لا تربطنا بالسلطة الا سلطة الزعماء.

بعد أربعين عاماً على الإنسحاب الاسرائيلي من المنطقة لم نشهد اي تطور للقطاعين الزراعي والصناعي، وبالتالي صارت فرص العمل المتاحة هي قدرة كل واحد منا على الهجرة من البلد

لم نستطع تأمين حياة كريمة للمواطنين ولا سكن آمن وصحي، ولا رعاية صحية واستشفائية جيدة، لم نستطع تأمين تعليم عام مجاني والزامي. لم نعمل على اشراك الناس بالتخطيط لمستقبلهم ومشاركتهم بالشأن العام.

لم نعمل على تثقيف الناس على المطالبة بحقوقهم، بل الزمناهم ان يكونوا زبائن لزعماء المحاصصة، وسيادة ثقافة “الكرتونة” بديلاً من الحصول على الحقوق.

إقرأ أيضا: علي الأمين: الحزب «يستقوي» على لبنان لا إسرائيل

لم ننظم المدينة الى تحولت الى مثال الفوضى الخلاقة في جميع الميادين.

مجارير المياه المبتذلة تلوث الشاطىء لتوقف محطة تجميع المياه المبتذلة عن العمل، وتلال النفايات تحيط بمركز معالجة النفايات المتوقف عن العمل المنتظم وتغطي الأرض المردومة.

هل هذا الوضع يشير الى اننا انتصرنا؟

لا والف لا، لقد هزمنا العدو الإسرائيلي عام    ١٩٨٥ لكننا لم نفتح الباب امام الانتصار.

اليوم ونحن نحتفل بهزيمة العدو واجباره على الإنسحاب  لا بديل من العمل لتحقيق انتصار هنا وهناك كي يشعر الناس انهم مواطنون لهم حقوق يطالبون بها.

السابق
الجيش الإسرائيلي يستعدّ للانسحاب بشكل كامل من لبنان!
التالي
قيادة الجيش توضح.. هذا ما حصل على طريق المطار!