بين «الأمن» و«الوصاية» الإسرائيلية.. الحزب أمام 3 خيارت «أحلاها مر»!

hezbollah protests airport road

هل تستطيع إيران تأمين حماية طائراتها المتوجهة الى بيروت، إذا كان لبنان غير قادر على حمايتها من أي اعتداء اسرائيلي؟

هل يمكن ل”حزب الله: أن يمنع اسرائيل من إسقاط طائرة إيرانية متوجهة الى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.. وكيف؟!

هل ينجح تكثيف التظاهرات على طريق المطار وقطع الطرقات بحماية الطائرات الإيرانية، هل أفضل للحزب إسقاط اسرائيل لطائرة إيرانية بمن فيها من ناس فوق مطار بيروت أو تجنب قتلهم؟!

هل يريد حزب الله اختبار حسن نية اسرائيل، وهل تتردد اسرائيل بالتالي بقتل المواطنين الأبرياء، أم إنها لا تمانع بقتلهم كما فعلت في يوم عودة الأهالي الى قراهم الجنوبية؟

هل نجح حزب الله بحماية مطار بيروت خلال الحرب الأخيرة، بفضل القبة الحديدية التي نصبها “على بعد عشرات الأمتار”، أو بفضل توازن الرعب الذي حققه بقصف مطار بن غوريون في تل أبيب؟!

وبالتالي، ما هو هدف تظاهرات المطار، وما هو الانجاز الذي يستطيع حزب الله تحقيقه منها، وفي الوقت نفسه، هل يمكن للحزب أن يتخلى عن متنفسه الوحيد، وعن جسر العبور الوحيد بينه وبين إيران؟

ما هي خيارات حزب الله في مواجهة “الأمن الإسرائيلي” على لبنان؟

هل يستطيع “حزب الله” العودة الى الحرب من جديد؟ ألم يكن مطلب حزب الله الملِّح هو وقف إطلاق النار؟ أليست أولوية الحزب هي عودة الأهالي الى قراهم، وإعادة الإعمار وترميم ما تهدم؟

هل تحتمل بيئة الحزب مزيداً من التدمير والتهجير؟ ومن أجل ماذا، ألم يوقع الحزب على اتفاق إذعان، يلزمه على الأقل بالانسحاب، وبسحب مقاتليه وسحب سلاحه من جنوب الليطاني، وبوقف التسلح واستعمال السلاح في كل لبنان؟

ألا يعطي الاتفاق الذي وقعه الحزب “الحق” لاسرائيل، بدخول وضرب لبنان ساعة تشاء إذا ما رأت أي شيء يهدد أمنها، هل يستطيع الحزب منع اسرائيل من متابعة عمليات الاغتيالات التي تقوم بها في لبنان؟

هل يستطيع الحزب على المدى المنظور، منع اسرائيل من البقاء في التلال الخمس، المطلة على معظم المناطق اللبنانية الحدودية الجنوبية؟

دخل لبنان، كما غزة والضفة وسوريا، في زمن “الأمن الإسرائيلي”، وزمن المظلة الأميركية الإقليمية الكبرى!

والفارق بين “الأمن الإسرائيلي” والوصاية الإسرائيلية، هو في حرية القرار السياسي مقابل الإذعان في القرار الأمني. ما يعني أن اسرائيل سوف تتدخل لضرب لبنان ساعة ما تشاء في إطار تنفيذ القرار الأممي 1701+!

الفارق بين “الأمن الإسرائيلي” والوصاية الإسرائيلية، هو في حرية القرار السياسي مقابل الإذعان في القرار الأمني

وبمعزل عما يعتبره الحزب انتصاراً له بالحرب، فإن لبنان لم ينتصر على اسرائيل في هذه الحرب، ولذلك، وافقت الحكومة اللبنانية على الاتفاق غير المتوازن أمنياً، بعد توقيع الحزب الله عليه بواسطة الرئيس نبيه بري.

لا يمكن للحزب إلقاء اللوم، لا على رئيس الجمهورية ولا على الحكومة، في ما وصل إليه الحال في لبنان، فهم يحاولون حماية لبنان، وحماية الحزب وبيئته وأهله بالوسائل الممكنة، من نتائج حربه ومن نتائج توقيعه واتفاقه مع اسرائيل.

و”حزب الله” أمام 3 خيارات “مُرة”، بحسب توقيعه لاتفاق وقف إطلاق النار. وهي:

1 – انتظار الحلول الديبلوماسية الكبرى تحت المظلة الاميركية، المنحازة بطبيعة الحال لاسرائيل.
2 – العودة عن اتفاق وقف إطلاق النار بكافة مفاعيله، والعودة للحرب بهدف طرد اسرائيل إذا ما بقيت على التلال الخمس.
3 – قبول الحزب ب”الأمن الاسرائيلي” وفقاً للاتفاق الذي وقع عليه، وتسليم حزب الله لسلاحه للجيش اللبناني لاحقاً.

لم يعد مطروحاً مع اتفاق وقف إطلاق النار لا “العبور الى الجليل”، ولا التحرير “العسكري” لمزارع شبعا

طبعاً، لم يعد مطروحاً مع اتفاق وقف إطلاق النار لا “العبور الى الجليل”، ولا التحرير “العسكري” لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا، والقسم المحتل من قرية الغجر ولا القرى السبع…

تضيق مساحة الحركة الأمنية للحزب في ظل الوضع القائم، في ظل استبعاد معاداة الداخل في 7 أيار جديد. كما ستضيق لاحقاً الحركة السياسية، بإعادة تكوين ما يشبه 14 آذار جديدة، تهدف الى بناء الدولة بسلاح وحيد للقوى الأمنية اللبنانية.

تضيق مساحة الحركة الأمنية للحزب في ظل الوضع القائم، في ظل استبعاد معاداة الداخل في 7 أيار جديد

ولكن الخيارات الملحة لحزب الله تبقى الخيارات الأمنية في الأيام المقبلة، فبعد 18 شباط/فبراير الجاري، وبناءاً لاحتمال عدم الانسحاب الاسرائيلي الكامل، ومع عمل الحكومة الديبلوماسي، تكون الكرة الأمنية، من وجهة نظر الحزب.. في ملعبه!

السابق
قيادة الجيش توضح.. هذا ما حصل على طريق المطار!
التالي
خطف مسعفين في حولا.. و«الصحة» تُدين وتُناشد