
الدمار الكبير الذي خلفته الحرب الأخيرة، وعودة أهالي المناطق المتضررة إلى مدنهم وقراهم، يستدعي تقديم الدعم والمساعدة لهم، خاصة أولئك الذي تضررت أعمالهم، ومن أبرزهم المزارعين، الذين حرمتهم الحرب حصاد مواسمهم العام الفائت.
تروي إحدى نساء البقاع أن “المساعدات يتم توزيعها وفق أولويات يحددها مسؤولو “حزب الله” المحليون، حيث تحصل عليها عائلات المسؤولين أولاً، ثم عائلات المقربين منهم، وفي حال توفر كميات زائدة يتم توزيعها على بعض الأهالي المتضررين”.
تضيف السيدة أن “الوعود المتكررة بالحصول على سلل مساعدات إغاثية، وسخانات ماء كهربائية، لم يتم الإيفاء بها، وبقيت هذه المساعدات حبيسة المستودعات، ثم اختفت بشكل مفاجئ، ليتبين أنه تم توزيعها، وفق ما قرره مسؤولو الحزب في المنطقة.
قلّة المساعدات
رغم تكرار إعلام “حزب الله” الإشادة بالمساعدات الآتية من إيران، إلا أن الواقع كان مغايراً، حيث يشير مصدر مقرب من الحزب إلى أن “هناك صدمة لدى قيادات الحزب، نتيجة قلة المساعدات الإيرانية، وأن الكميات التي وصلت لبنان، لا تغطي سوى نسبة قليلة من المتضررين نتيجة الحرب، ووصفتها أروقة الحزب بالمساعدات “الخجولة”، لذلك تعمل قيادة الحزب، على تقديم المساعدات للمحسوبين على الحزب، وذلك بهدف ضمان المحافظة على ولائهم، خاصة بعد الضربات القوية التي تلقتها بنية الحزب التنظيمية والعسكرية، والتي أدت لأن يفقد الحزب نسبة كبيرة من قدراته وقوته”.
“هناك صدمة لدى قيادات الحزب، نتيجة قلة المساعدات الإيرانية، وأن الكميات التي وصلت لبنان، لا تغطي سوى نسبة قليلة من المتضررين
يقارن أهالي الجنوب منذ بداية الحرب، بين المساعدات التي كانت تصلهم من إيران أيام حزب تموز 2006 وما تلاها، وبين المساعدات التي تصلهم الآن، وتنقسم آراؤهم بين من يرى أن إيران تقدم لهم كميات مساعدات كبيرة، وهو ما يتوافق مع بروباغندا “حزب الله”، في حين يرى آخرون أن “إيران تخلت عنهم مرتين، المرة الأولى حين دفعت الحزب إلى الحرب، وتركته يواجه مصيره لوحده، والمرة الثانية عندما اكتفت بمساعدات لا ترقى لحجم الكارثة التي تعرض لها اللبنانيون، والهدف منها ضمان ولاء قواعد الحزب للمشروع الإيراني، الذي تلقى هزائم كبرى أفقدته الكثير من مكاسب النفوذ في المنطقة العربية”.