
تظهر التطورات المتسارعة، التي تسبق تاريخ الثامن عشر من شباط، وهو موعد الإنسحاب الإسرائيلي المفترض، وتاريخ تشييع أميني عام “حزب الله”، الشهيدين السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، في الثالث والعشرين من الشهر نفسه، إرتفاع جبل الضغوط العسكرية والإقتصادية، على” حزب الله”، من باب الإلتزام بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701، الذي لم تنفذ إسرائيل بالمقابل واحدة من مندرجاته، منذ صدور هذا القرار، في أعقاب عدوان تموز 2006.
جيفرز أوصل إلى بري الموقف الإسرائيلي القاضي ببقاء قواته في خمس نقاط إستراتيجية في القطاعين الغربي والشرقي ويتكامل بعضها مع نقاط إسرائيلية أساسية في الجولان
فرئيس لجنة الإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي Major Gen. Jasper Jeffers أوصل إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، رسالة الموقف الإسرائيلي القاضي ببقاء قواته في خمس نقاط، إستراتيجية في القطاعين الغربي والشرقي، تشرف على الأراضي اللبنانية والفلسطينية في آن واحد، ويتكامل بعضها مع نقاط إسرائيلية أساسية في الجولان السوري المحتل، والتي رفضها بري رفضاً قاطعاً، معلناً أنه إذا بقي الإحتلال في تلك النقاط، فالأيام بيننا.
وفي وقت كان فيه الجنرال الأميركي، برفقة سفيرة بلاده، تبلغ هذه التوجهات، جاء القرار المفاجيء من مديرية الطيران المدني في مطار بيروت الدولي، التي رفضت إستقبال طائرة إيرانية قادمة من طهران، على متنها مئات زوار العتبات المقدسة، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على تغريدة الناطق الرسمي بإسم جيش الإحتلال الإسرائيلي، الذي زعم تهريب أموال إيرانية إلى” حزب الله”، عبر المطار، لترفع هذه الخطوة الغير مسبوقة، من حجم الضغوطات المتعلقة بملف إعادة إعمار من دمرته إسرائيل.
يتوقع أن تبقى الأمور الداخلية وتحركات الشارع مضبوطة لإنجاح التشييع الكبير الذي يستعد له الحزب شعبياً ولوجستياً
وإلى حين مرور الحدثين المرتقبين، الإنسحاب الإسرائيلي الغير كامل، ومراسم تشييع السيدين نصرالله وصفي الدين، يتوقع أن تبقى الأمور الداخلية وتحركات الشارع مضبوطة، لإنجاح التشييع الكبير الذي يستعد له الحزب شعبياً ولوجستياً، بحيث سينشر الآلاف من عناصر الإنضباط والأمن في مكان الحفل في المدينة الرياضية، والأماكن والطرقات المؤدية إليها.
يمعن العدو في عمليات تفجير وإحراق منازل الجنوبيين في البلدات المحتلة من بينها بلدة العديسة في منطقة مرجعيون
وتزامناً مع هذه التطورات، ومنها على وجه الخصوص، إستمرار إحتلال إسرائيل لأراضي لبنانية، خلافاً لإتفاق وقف إطلاق النار، كان جيش الإحتلال، يمعن في عمليات تفجير وإحراق منازل الجنوبيين في البلدات المحتلة، من بينها بلدة العديسة، في منطقة مرجعيون، فيما واصل الدفاع المدني اللبناني عمليات رفع الأنقاض والبحث عن جثامين شهداء، حيث تمكنت فرق اليوم من إنتشال جثمان شهيد من مدينة الخيام.
إقرأ أيضاً: جنوب لبنان: الرصاص الإسرائيلي ينهي حياة رقيب في قوى الأمن
إلى ذلك، شيعت بلدة عيترون المحررة بموكب حاشد، الشهيد الرقيب في قوى الأمن الداخلي خليل علي فيّاض، الذي استشهد الأربعاء متأثرًا بجروحه، بعد إصابته جراء إطلاق العدوّ الإسرائيلي النّار، على الأهالي في عيترون بتاريخ 26 كانون الثاني الفائت.
