«قصة» ترامب واستيلائه على غزة.. قنبلة دخانية ام «استعمارية»؟

دونالد ترامب

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قبل اسبوع عن خطة الولايات المتحدة، للسيطرة على قطاع غزة الذي دمرته حرب الإبادة الإسرائيلية، وقال إنه يتطلع إلى أن تكون لأميركا “ملكية طويلة الأمد” في القطاع.

وجاء تصريح ترامب بعد وقت قصير من اقتراحه إعادة توطين دائم لسكان قطاع غزة في دول أخرى.

وقد أثنى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على خطة الرئيس الأميركي، مشيرا إلى أن الذين يتخلون عن الإرهاب فقط سيُسمح لهم بالعودة، وان على الباقين الذهاب الى السعودية وغيرها من البلدان العربية.

تتخفظ الدول العربية على المقترحات الدولية، التي قد تؤدي إلى تغييرات في هيكلية السلطة في غزة، وتفضل دعم السلطة الفلسطينية دون تدخل عسكري مباشر

ووصف نتنياهو خطة ترامب لنقل الفلسطينيين من غزة بأنها “أول فكرة جديدة منذ سنوات”. وتضمن خطة ترامب حسب قوله، “السيطرة على غزة، واطلاق خطة تنمية اقتصادية (في القطاع) تهدف إلى توفير عدد غير محدود من الوظائف والمساكن لسكان المنطقة”.

قنابل دخانية!

وفيما لاقت تصريحات ترامب حول غزة استنكارات عربية وعالمية عارمة، رافضة الخضوع لاستعمار اميركي وغربي جديد، فان مصادر صحافية عربية وغربية وصفت تصريحات ترامب بـ”الخيالية”، وانها مجرد قنابل دخانية من اجل الضغط على الدول العربية، وخصوصا مصر والسعودية والامارات والسلطة الفلسطينية، من اجل المشاركة في انشاء قوة امنية مشتركة، تحفظ الامن في قطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي المزمع تنفيذه، بموجب اتفاق وقف اطلاق النار، الذي جرى توقيعه الشهر الماضي بين اسرائيل وحماس بوساطة عربية اميركية.

وحسب مصادر إعلامية عربية، ترجع أسباب رفض مصر والسعودية والإمارات، المشاركة في قوة أمنية مشتركة في قطاع غزة إلى عدة عوامل، اذ تؤكد هذه الدول على أن الفلسطينيين هم أصحاب الحق في إدارة شؤونهم، وترى أن أي تدخل خارجي قد يُعتبر انتقاصًا من سيادتهم، وتخشى من أن يؤدي نشر قواتها في غزة، إلى تعقيدات أمنية وسياسية، خاصة مع وجود جماعات مسلحة مثل حماس، مما قد يؤثر على استقرارها الداخلي.

مصادر صحافية عربية وغربية وصفت تصريحات ترامب بـ”الخيالية” وانها مجرد قنابل دخانية، من اجل الضغط على الدول العربية، من اجل المشاركة في انشاء قوة امنية مشتركة تحفظ الامن في غزة

وكذلك تتخفظ الدول العربية على المقترحات الدولية، التي قد تؤدي إلى تغييرات في هيكلية السلطة في غزة، وتفضل دعم السلطة الفلسطينية دون تدخل عسكري مباشر، خشية من التورط في صراعات مباشرة، تجنبًا للتورط في مواجهات مباشرة مع الفصائل الفلسطينية أو مع إسرائيل، تفضل هذه الدول عدم نشر قواتها في مناطق قد تشهد تصعيدًا عسكريًا.

بالإضافة إلى ذلك، وضعت مصر والإمارات، شروطًا لمشاركتهما في أي قوة أمنية في غزة، من بينها ربط المبادرة بإنشاء مسار يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقبلية، وهو ما يتعارض مع مواقف إسرائيلية سابقة.

هذه العوامل مجتمعة تفسر تحفظ مصر والسعودية والإمارات، على المشاركة في قوة أمنية مشتركة في قطاع غزة، وتفسّر كذلك تصاعد خطاب ترامب الضاغط على تلك الدول، وتهديده باحتلال غزة وجعل ساحلها مركز استقطاب سياحي (ريفييرا الشرق الاوسط)، كما يدعي!

السابق
بالفيديو: أمام أعين الكاميرات.. عملية نسف إسرائيلية ضخمة في يارون بعد نقل متفجرات إلى منازلها
التالي
أمن الحدود السوري: «الحزب» بات يشكل تهديداً بتواجده على حدودنا