
كتب الدكتور احمد بيضون على حسابه عبر “فايسبوك”: “التكوين الجديد للحكم في لبنان يُفْتَرَضُ ألّا يهضُم فواجع من قبيل منهبةِ ٢٠١٩ وما أفضى إليها أو تفجيرَ بيروت في سنة ٢٠٢٠ ومنع التحقيق فيه أو استمرار مسلسلِ الاغتيالِ السياسيّ بلا حسابٍ أو دخول الطرَف المسلّحِ من الحكم، بلا استئذانٍ، في المقتلةِ السوريّةِ أو زجَّه البلادَ في حربٍ طاحنة ٍ خاسرةٍ بلا ضرورةٍ ولا مشورةٍ”…
واضاف، “لكنّ على هذا الحكم أن يعالجَ عواقبَ هذا كلّه لأنّ وضعَ البلادِ الراهن حصيلةٌ لهذا كلّه ولما جعلهُ ممكناً، وهي حصيلةٌ مزلزلة. يواجه الحكم الجديدُ هذه ألحصيلة مثقَلاً بحمولةِ الاتّفاقِ البائس الذي أخرج البلادَ من الحربِ وجعَلَها عُرضةً لاستمرارِ العدوان”.
وتابع، “خرجت البلادُ من الحربِ أيضاً وقد انقَلَبَت الوصاية عليها من جهةٍ إلى جهةٍ أو انقلب الميزانُ – بالعبارةِ الأدقّ – ما بين وصايتين ماثلتين أصلاً. هذه نتيجةٌ من نتائج الحرب أيضاً إذ كانت حروبُنا أكبرَ منّا دائماً: نخرج منها مردودينَ إلى حقيقتنا (ولو موّهَتها الخطب): بلاداً صغيرةً مفقرةً تشتري بسيادتِها ترميمَ عُمرانِها واستعادةَ توازنها السياسيّ معدّلاً. والوصايةُ لها إلزاماتُها ويسعُها أن تكون حبلى بدَمارٍ جديدٍ، عاجلٍ أو آجِل. هذا ما يتَعَيّن على الحكم الجديد أن يعيه وأن يواجهه. وبين من تسلّموه من لا تنقُصُه الإرادةُ ولا المعرفةُ ولا الحصافةُ في المواجهة العسيرة هذه”.
وختم، “لا نبصُم على شيءٍ سلفاً ولا نجيزُ قَلْبَ الشفاهِ سَلَفاً ولكن ننتظرُ لنرى”…