
لا شك بأن حكومة الرئيس نواف سلام جيدة بكل المقاييس، وهي أفضل الممكن من حيث شخصياتها ومؤهلاتهم وسيرهم الذاتية التي لا تشوب أغلبيتها المطلقة شائبة، من هنا فإن هذه الحكومة تحظى بالثقة والدعم، خاصة وأن على رأسها قاضٍ مشهود له بالنزاهة والصلابة، وهو ما تجلى بقيادته مهمة تشكيل الحكومة، بصبر وأناة ومسؤولية وطنية عالية، رغم كل ما تعرض له من إنتقادات، وصلت حد التهجمات الشخصية من مختلف الأطراف، لذلك فهي تستحق الدعم إنطلاقاً من الثقة برئيسها أولاً، وكفاءات أعضائها ثانياً، ومن أن البلد يستحق فرصة جديدة بدماء جديدة، خاصة وأن هذه الحكومة هي الأولى، الخالية من البدع التي أدخلها “إتفاق الدوحة” على الحياة السياسية اللبنانية، والتي لا ودائع فيها تقريباً، لأي طرف خارجي، يسعى لتعطيل مسار الدولة والحكم.
الدعم والتأييد سيكون مشروطاً دائماً، بما نراه في مصلحة البلد والناس
لكن إنطلاقاً كذلك من الحس الوطني والموضوعي، البعيد كل البعد عن التزلم والإنبهار، بشخص ما على طريقة ” المنحبكجية ” نقول، بأن الدعم والتأييد سيكون مشروطاً دائماً، بما نراه في مصلحة البلد والناس، فهي الأساس في حكمنا على أي كان، فلم نتعود أن نتخذ موقفاً نكاية بأحد، أو من منطلق شخصي أو عقائدي جامد، فالقضية ليست شخصية سواء مع الرئيس نجيب ميقاتي أو الرئيس سلام أو غيرهما، بل هي قضية مبدأ وبرنامج سياسي وطني خارجي وداخلي، ينسجم مع تطلعات الشعب اللبناني بمختلف فئاته وأطيافه السياسية والدينية والإجتماعية، برنامج نريده مغايراً لكل البرامج السابقة السائدة منذ “إتفاق الدوحة ” وحتى اليوم، التي أوصلتنا إلى الإفلاس والإنهيار على كافة المستويات، من هذا المنطلق ربما سيكون نقدنا أكبر وأقسى، بالنسبة لحكومة طالبنا بها منذ 17 تشرين الأول 2019، ولا نزال نبني عليها آمالاً كبيرة، للوصول إلى بر الأمان، أو أقله وضع البلد على أول سكة الإصلاح الصحيح، وهي سكة نعتقد أنها بدأت عبر التشكيل الوزاري، الذي أسقط الكثير من الأعراف المخالفة للدستور، وللعملية السياسية والممارسة السليمة، وذلك من منطلق أن “العتب ع قد المحبة”، لذلك لا يتوقع منا أحد التطبيل والتزمير، بل فقط التمنيات والتهنئة التي تنتهي اليوم، وليكن غداً يوم آخر للتعبئة، والبدء بالعمل الجاد والمسؤول، لتأمين أولاً، إنسحاب قوات العدو الصهيوني من أرضنا في الجنوب، في 18 شباط المقبل، كذلك معالجة الإشكالات على الحدود الشرقية مع الحكم الجديد في سوريا، على قاعدة الأخوة وحسن الجوار، عبر الإحترام المتبادل لسيادة البلدين، ليتسنى بعدها التفرغ لمعالجة المشاكل الداخلية، من إصلاحات مطلوبة في كل مناحي حياتنا، في جو من الهدوء والإستقرار، إذا ما أستطعنا إلى ذلك سبيلا ، و”إنا منتظرون”.
لا يتوقع منا أحد التطبيل والتزمير، بل فقط التمنيات والتهنئة التي تنتهي اليوم