الحكومة بين «عقدة» بري و«ضربة» سلام!

Nabih berri Nawaf Salam

ثمة ازمة يعيشها “الثنائي” ( امل وحزب الله)، فيخشى ان تتفلت من بين ايديهم وحدانية تمثيل الطائفة الشيعية، لانه على علم حقيقي واكيد، انهم يحتكر التمثيل الشيعي بقوة السلاح والارهاب، والذي يحاول على الدوام إقصاء النخب الشيعية، والتي هي من خارج ذاك “الثنائي”، من الدخول الى الحكم على مختلف المستويات النيابية والوزارية، وفي كل مكونات الدولة اللبنانية، وحينها سيظهر فساده المستشري في كل المواقع التي يتمثل بها، عدا عن عدم وجود كفاءات قادرة على ممارسة الحكم “في النيابة والوزارة”، وباقي اجهزة الدولة.
وهذا الامر خلق لدى “الثنائي” عقدة نقص وازمة، نتيجة انفضاض النخب الشيعية من حوله، ولم يبق سوى الرعاع من جماعة الموتوسيكلات، والذين يصرخون بشعار ” شيعة شيعة ” وهم مجاميع من اصحاب السوابق ومن النشالين والزعران.

الثنائي” لا يوجد لديه من هو بمستوى هذا الاسم، من حيث المناقبية والعلم والمعرفة

لكل هذا رفض الرئيس نبيه بري في اجتماع الامس، الاسم الذي اقترحه الرئيس المكلف للمقعد الشيعي الخامس ” لمياء مبيض (مواليد 1967، بيروت) موظفة لبنانية. عملت كرئيسة لمعهد المالية باسل فليحان منذ عام 2000. وفي عام 2018، اختارت لجنة خبراء الإدارة العامة التابعة للأمم المتحدة لمياء مبيض، من بين 24 خبيراً لتوجيه أعضاء مركز تحليل السياسة الأوروبية (CEPA)، بشأن جدول أعمال عام 2030 “، لان “الثنائي” لا يوجد لديه من هو بمستوى هذا الاسم، من حيث المناقبية والعلم والمعرفة، بل يريد توظيف تابعين له، لايمتلكون الحيثية والارادة والقرار، وهنا حسناً فعل الرئيس المكلف برفضه إملاءات بري وشروطه، وتحسباً لاستعمال اي نقطة خلاف مع العهد، ويخرج وزراءه من الحكومة، ويعودوا لنغمة الميثاقية والتي تُستعمل في غير مكانها.

من ناحية ثانية، أن إصرار الرئيس المكلف على لقاء الامس، ليكون يوم التشكيل، وجه من خلاله مجموعة رسائل ابرزها:

أولا: انه يستبق وصول المندوبة الامريكي مورغان اورتغاز، حتى لا يُقال ان الرئيس المكلف خضع للشروط والاملاءات الامريكية حول مشاركة “حزب الله” و”امل” في الحكومة.

ثانياً: اثبت للرأي العام الداخلي والخارجي، ان هذا “الثنائي” هو من يعرقل التشكيلة، نتيحة مطالباته العديدة في الحصص والمنافع الشخصية، غير آبه بما يحتاجه الشعب، لاسيما ابناء الطائفة الشيعية المدمرة مناطقهم ومنازلهم، من خلال تأخير انطلاقة الحكومة، ومهمتها في تأمين تمويل إعادة الاعمار والاهتمام بمصالح الناس، والرسالة وصلت واصبحت واضحة.

اتى موقف الرئيس بري بصفته ممثل ل”الثنائي”، لتفضح دوره في عرقلة وفرملة إنطلاقة العهد

ومن هنا اتى موقف الرئيس بري بصفته ممثل ل”الثنائي”، لتفضح دوره في عرقلة وفرملة إنطلاقة العهد، وبأنه على الرغم من السنوات الطوال التي قضاها برئاسة المجلس، لم يتعلم الفصل بين مكانته في رئاسة “حركة امل”، وموقعه كرئيس للسلطة التشريعية، وهذا العهد الذي حاز على ثقة الشعب في الداخل اللبناني، وفي المحيطين العربي والدولي.

السابق
بالصور والفيديو: محتجون أمام المطار ضد أورتاغوس.. ومروحياتها تمرّ نحو جنوب لبنان
التالي
طريق المطار تشتعل بوجه اورتاغوس.. نجمة داوود تحت الأقدام!