
لم تحجب التطورات السياسية المتسارعة على الساحة اللبنانبة، لا سيما إنتخاب رئيس للجمهورية و تكليف رئيس للحكومة، والإستعداد لتشكيل حكومة جديدة، مفاعيل العدوان الإسرائيلي على لبنان والجنوب خصوصاً، الذي حصلت تداعياته بعد العدوان على غزة، التي أبرمت مساء اليوم إتفاقاً مع إسرائيل لوقف النار.
على الأرض إستمرت عمليات مسح الأضرار، في مدن وبلدات الجنوب والبقاع والجبل وبيروت، متزامنة مع تواصل دفع التعويضات للمنازل والمؤسسات المتضررة، وبدلات الإيواء والأثاث المنزلي، التي تتولاها مؤسسة “جهاد البناء”، التابعة ل”حزب الله”، فيما ينتظر بت تعويضات البيوت والمؤسسات المدمرة وغيرهما، بعد توفر التمويل اللازم.

ومع العد العكسي لإنقضاء فترة الستين يوماً، حيث من المقرر إنسحاب جيش الإحتلال بشكل كامل من الأراضي المحتلة، بعد 23 أيلول، وفق مندرجات إتفاق وقف إطلاق النار، تسابق إسرائيل الوقت، لتدمير ونسف ما تبقى من منازل، في بلدات الحافة الأمامية، ومنها ميس الجبل وعيترون وعيتا الشعب، غير آبهة بأي إتفاق جرى توقيعه برعاية أميركية.
ملف الجثامين
يعد ملف البحث وإستعادة جثامين الشهداء، في البلدات والقرى كافة، وخصوصاً البلدات المحررة، التي دخل الجيش اللبناني إليها، وهي الخيام، الناقورة، طيرحرفا، شمع- البياضة، وعلما الشعب، واحداً من أهم وأكبر الملفات الإنسانية، حيث ينتظر المئات من الأهالي جثامين ورفاة أبنائهم، الذين سقطوا في مواجهات مع العدو داخل عشرات القرى، لا سيما منها الحدودية.
يتولى الدفاع المدني اللبناني، حصراً، بمؤازرة كاملة من الجيش اللبناني، عمليات الأنقاض والبحث عن جثامين الشهداء، سواء داخل المباني المدمرة والمنشآت السابقة التابعة ل “حزب الله”.

وكانت بداية عمليات الدفاع المدني، إنطلقت من مدينة الخيام، في الحادي عشر من كانون الأول، بالتنسيق التام مع الجيش اللبناني، وذلك بناء على توجيهات مدير عام الدفاع المدني بالتكليف العميد نبيل فرح، وأسفرت حتى تاريخ 15/ 1/ 2024، عن إنتشال 50 جثمان وأشلاء شهيد، من عدد من أحياء المدينة المدمرة، على أن تتواصل الأعمال حتى العثور على باقي الجثامين، المحددة والمتوقعة أماكن إستشهادهم.
وفي منطقة صور، تواصل فرق الدفاع المدني عمليات البحث والتفتيش عن جثامين، منذ دخول الجيش، إلى بلدات الناقورة، شمع، طيرحرفا، وعلما الشعب، وأسفرت هذه العمليات حتى اليوم عن إنتشال حوالي اربعين شهيدا.
واليوم تمكنت فرق الدفاع المدني في صور، من انتشال أشلاء تعود إلى أحد الشهداء في بلدة الناقورة، ونقلها إلى مستشفى جبل عامل، حيث ستُجرى الفحوصات المخبرية اللازمة، بما في ذلك تحليل الحمض النووي (DNA)، بغية تحديد هوية الشهيد.
