
في ظل التوترات السياسية التي أثيرت بعد تكليف نواف سلام تشكيل الحكومة، تناولت صحف اليوم مواقف وتحركات الثنائي الشيعي، الذي عبّر عن استيائه من التكليف الجديد. في الوقت نفسه، أبدت الأطراف الأخرى بينها رئيس الجمهورية جوزاف عون إشارات إلى الشراكة والتهدئة.
وصباح الأربعاء أعلن عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم عبر قناة «LBCI»، إنه «حتى الآن لن نشارك في الإستشارات النيابية إنطلاقاً من موقف سياسي نتخذه بناء على كل التطورات والمجريات التي حصلت في الإستحقاقات السابقة وهذه إستشارات نيابية غير ملزمة «لا بتقدم ولا بتأخر».
«ما حصل ليس مقبولًا»
وأفادت صحيفة «الأخبار» الأربعاء بأن اللقاء الثلاثي الذي عُقد في بعبدا وجمع الرئيسين جوزاف عون ونبيه بري والرئيس المكلف نواف سلام «لم يكُن سلبياً رغمَ الاستياء الذي بدا واضحاً على رئيس مجلس النواب».
وأوضحت أن بري «سجّل موقفاً بالأصالة عن حركة أمل وبالنيابة عن حزب الله، أكّد فيه أن ما حصل ليسَ مقبولاً، ولن يتعاطى معه الثنائي وكأنّ شيئاً لم يحصل. وإذا لمس الطرفان عقلية التعامل معهما بمنطق الإقصاء، فستكون لذلك عواقب ليست لأحد مصلحة فيها».
كما نقلت “الأخبار” عن بري قوله للرئيس عون إن «ما حصل يناقض ما نصّ عليه الدستور في ما خص الميثاقية والعيش المشترك، وأنا لن أسير بهذا الانقلاب الذي تجاوز 27 نائباً يمثلون الطائفة الشيعية في البلد».
««أمل وحزب الله لن يشاركا في هذه الاستشارات التي تُعتبر بروتوكولية»
على الرغم من ذلك، أكّد كل من عون وسلام خلال اللقاء على أهمية الشراكة، وأشار سلام إلى حرصه على «أن لا يشعر مواطن واحد بغبن أو تهميش أو إبعاد»، بينما وجه عون رسائل طمأنة خلال استقباله وفداً من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، مشدداً على عدم تبني أي نهج للعزل أو الكسر.
الإستشارات النيابية
أما عن الاستشارات غير الملزمة، فأشارت مصادر عين التينة إلى أن «أمل وحزب الله لن يشاركا في هذه الاستشارات التي تُعتبر بروتوكولية»، مضيفة أن «هذه الخطوة لا تعني أن الأمور مغلقة، لكنها رسالة إلى ضرورة اتخاذ مبادرات جدية للشراكة».
كما ذكرت المصادر أن «الثنائي لا يريد تصعيداً، لكنه غير مستعدّ لتقديم تنازلات». وشددت على أهمية معالجة الملفات العالقة، منها تفسير القرار 1701 جنوب الليطاني، ومصير التفاهمات مع الرئيس عون، بما يشمل شكل الحكومة والتعيينات.
من جهتها، كشفت صحيفة «الشرق الأوسط» أن «الثنائي الشيعي قد لا يحضر اليوم الأول من الاستشارات التي تمتد حتى الخميس، تعبيراً عن انزعاجه». إلا أن الرئيس بري اكتفى بالقول إن «الأمور ليست سلبية للغاية»، دون أن يحدد الخطوات المقبلة.
في السياق نفسه كشف مصدر سياسي رفيع كشف لصحيفة «الأنباء» أن اعتراض الثنائي الشيعي، على الإخلال بمبدأ التوافق خلال استشارات تكليف رئيس الحكومة، تمت معالجته على أعلى المستويات.
وأكد المصدر أن الثنائي تلقى ضمانات بعدم إقصاء أي مكون لبناني أو اعتماد صيغة الغالب والمغلوب، بل التمسك بمبدأ الشراكة الوطنية، مما بدّد الهواجس المتعلقة بالعزل أو الاستفراد. كما أجرى الثنائي مراجعة للموقف الحكومي وخلص إلى نتائج إيجابية، مع تأكيد رئيس الجمهورية جوزف عون التزامه بضمان حقوق جميع المكونات اللبنانية بالتساوي.