إستنفار «الثنائي» تحت السقف الأميركي!

رغم ارتفاع صراخ “الثنائي الشيعي” وتحذيراته فإن طبيعة السجال بين الاتجاهات المختلفة جميعها، هي تحت السقف الاميركي. “الثنائي” وحلفاؤه يسلمون للاميركي زمام الأمور ويعترفون بهيمنته، ومستعدين للتعاون معه، شرط اعتمادهم كأحد ركائزه، وأن يحفظ لهم حصة “حرزانة” من كعكة السلطة، يعتاشون عليها لتحافظ على نفوذهام. اما خصومهم، ومع وعيهم لقوة الهيمنة الاميركية على المنطقة، ومن ضمنها لبنان، فإنهم يحاولون الاستفادة من مستجدات الاوضاع، ومن حاجة المجتمع الدولي والجوار العربي، إلى استقرار لبنان بقدر من المؤسسات والخدمات والامن، واستقلال القضاء حتى يسثمرون فيه، ولابعاد مخاطر تمدد المخاطر والموبقات، من لبنان إلى دواخل بلدانهم.

مصلحة الشيعة هي الوقوف مع العهد الجديد، والاسراع في بناء مؤسسات الدولة

بإختصار، تحت السقف الاميركي، هناك من يصر على الاستمرار بالهيمنة والنهب وتدمير المؤسسات، وهناك من يراها فرصة لبناء مؤسسات الدولة، وتحرير السلطة من الهيمنة الحزبية، وسيطرة رأس المال والعصابة الحاكمة. وبين هذين الطرفين تقف كتل وقوى، لا تساق الا بالعصا والاوامر او بالجزره والعطايا.

ولكن ما هو غير طبيعي ان يكون الشيعة مع الجهة الاولى، وهم اكثر من عانى من اصحابها، ولا استرجاع لارضهم واعادة بناء بيوتهم الا بأنتصار مشروع بناء الدولة, والذي يحمله من يخاصمون. مصلحة الشيعة هي الوقوف مع العهد الجديد، والاسراع في بناء مؤسسات الدولة، طالما الفرصة متاحة، قبل أن تهب رياح أخر.

هل من مصلحة الشيعة معاداة بقية مكونات الشعب اللبناني، كرمى لعيون من اغتنى من مافيا الطائفة على حساب مآسي الناس؟

فهل حصول “شبيح” شيعي على وزارة المال، يعيد المهجرين إلى ارضهم، ويعيد لاصحاب الاموال في المصارف مالهم، وهل كرامة الطائفة لا تحفظ الا بالهيمنة على الدولة، وهل من مصلحة الشيعة معاداة بقية مكونات الشعب اللبناني، كرمى لعيون من اغتنى من مافيا الطائفة على حساب مآسي الناس، وهل بات الرئيس نجيب ميقاتي بطل المقاومة “الأغر” والصامد الأول بوجه النفوذ الاميركي، وهل القاضي نواف سلام هو العميل الاميركي، وسارق اموال اللبنانيين في مختلف الوزارات التي استغل نفوذه فيها على حساب الشعب اللبناني؟

استنفار الثنائي الشيعي مخجل، ومحرج، ولا مبرر او حيثيات للدفاع عنه، انها مأساة “الثنائي” في هذا الزمن.

السابق
الرئاسة اللبنانية: الرئيس الفرنسي يزور لبنان يوم الجمعة
التالي
للانتشار في الجنوب.. تخريج الدفعة الأولى من الجنود المتمرنين في الجيش!