علي الأمين: لتشكيل حكومة من خارج الإصطفاف السياسي والمنظومة الحاكمة

علي الأمين

اعتبر رئيس تحرير موقع “جنوبية” علي الأمين في حديث صحافي “أن خطاب الرئيس جوزاف عون بعد انتخابه في مجلس النواب أمس يتلقاه الرأي العام والشعب اللبناني بكثير من الأمل والترحيب، باعتباره عنوانا أساسيا في أي محاولة جدية للخروج من المآزق التي يعيشها لبنان على أكثر من مستوى”.

وأضاف: “إذا كان هذا الخطاب جديا، وهو كذلك، في ترجمة هذه العناوين علما أن رئيس الجمهورية ليس هو من يحكم، إنما هناك مجلس وزراء، ولكن وباعتباره حاميا للدستور وحدد هذه العناوين، فإن ذلك  يقلق القوى السياسية والمنوظمة الحاكمة، التي طالما بنت سياستها على قاعدة تقاسم الحصص والمنافع المتبادلة على حساب المصلحة العامة وترسيخ الزبائنية في الحياة السياسية اللبنانية”.

إقرأ أيضا: جوزاف عون: أولويتان حدوديتان..ورعاية سعودية

وأشار الأمين إلى أن “هناك خصوصية لما يتعلق بحزب الله، ويجب أن ننتبه إلى أن هذا الخطاب لم يأت على ذكر المقاومة، وأن الخطاب جاء واضحا وحاسما بمسألة عدم وجود سلاح غير سلاح الدولة اللبنانية، ونسف ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، بشكل يمكن اعتباره خطابا نوعيا وتاريخيا لم يشهد لبنان مثيلا له منذ ما بعد اتفاق الطائف حتى يومنا هذا، كما ينطوي هذا الخطاب على نوع من التحول التاريخي في المسار اللبناني”.

واعتبر الأمين “أن جوزاف عون ما كان ليلقي مثل هذا الخطاب لولا أن هناك نوعا من الغطاء الدولي العربي، الذي سيكون البوصلة الأساسية التي يمكن أن تدفع الأمور باتجاه تنفيذ مثل هذه العناوين التي تضمنها الخطاب”.

وأشار إلى أن “هناك ارتياحا شعبيا على المستوى العام وعلى المستوى السياسي، وأما على مستوى المنظومة السياسية والبنية الحاكمة، فهي أمام عملية تغيير عميق في معادلة الحكم في لبنان، ومعادلة السلطة ونسف كل ما يمكن أن نسميه نظام المحاصصة ونظام الفساد”.

وحول سياسة الحياد الإيجابي التي تضمنها خطاب القسم أشار الأمين إلى أنه “لن يكون هناك عقبات جوهرية إذا سلّمنا بأن إيران تعرضت لضربة كبيرة على مستوى المنطقة، وليس على المستوى اللبناني والسوري فحسب، وخروج إيران إلى حد كبير من المعادلة هو أمر أساسي مساعد على مسألة الحياد، وبالتالي فإن خيار الحياد الإيجابي إنطلاقا من الأزمات التي عاشها لبنان خاصة على مستوى الصراعات البينية سواء كانت على المستوى العربي أو على المستوى العربي الإيراني، ولكن لا حياد في مسألة حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وأن يكون له دولة وهذه الأمور لا تندرج في إطار الحياد”.

وأوضح الأمين بعد النتائج الكارثية للحرب التي حصلت، فمن الواضح وفي المسار الذي رأيناه، فإن حزب الله بدأ يشعر أنه أصبح في موقع يمكن أن يتيح له أن يكون ضمن المعادلة السياسية، ولكن ليس حزبا سياسيا ضمن المعادلة القائمة، وليس أن يكون صاحب قرار في السياسة الدفاعية أو في السياسة الخارجية، أو أن يفرض على اللبنانيين أجندة خارجية كما كان يحصل في السابق عندما كان حزب الله يتبنى المشروع الإيراني ويتحدث عن محور الممانعة ووحدة الساحات، الأمر الذي كان له نتائج كارثية كبرى، وأسس لدى الشعب اللبناني الرغبة والسعي من أجل عدم الدخول في أي مغامرات تذهب في البلاد إلى ما ذهبت إليه.

إقرأ أيضا: حارث سليمان يكتب لـ«جنوبية»: تكليف ميقاتي إنقلاب على خطاب القسم

وأشار إلى أن “هناك شعورا لبنانيا عاما بأن اللبنانيين بحاجة إلى كل العلاقات على المستوى الخارجي خاصة في المحيط العربي بالدرجة الأولى، فضلا عن المحيط الدولي، وهناك أرضية موجودة على مستوى الوعي العام اللبناني بأن مسألة الحياد أصبحت حاجة وجودية وليست ترفا سياسيا أو خيارا يمكن التراجع أو التنازل عنه، وبالتالي فإن مسألة الحياد أصبحت حاجة وجودية للبنان ولا يمكن القفز عنها.

وأضاف “أن الرهان اليوم هو على الرعاية الدولية والعربية التي اخذت على عاتقها أن تدفع باتجاه تعزيز مشروع الدولة في لبنان، وكان خيار انتخاب العماد جوزيف عون في هذا السياق وضمن الوصاية الخماسية، ورهان اللبنانيين اليوم هو على هذا المسار، وإذا بقيت هذه الرعاية فيمكن أن توفر إلى حد كبير إمكانية تطبيق الخطاب الذي ألقاه الرئيس جوزاف عون إلى جانب عملية تشكيل الحكومة التي تعتبر بأهمية انتخاب الرئيس،
ونراهن على تشكيل حكومة من خارج الاصطفاف السياسي أو على الأقل من خارج هذه المنظومة الحاكمة.

السابق
الجيش الإسرائيلي يدمر 5 منازل في عيتا الشعب
التالي
بعد الحرائق المهولة في كاليفورنيا.. هل سيتوقف الفيسبوك والواتساب؟