إن احتمال إعادة تكليف السيد نجيب ميقاتي، بتشكيل الحكومة الجديدة، يُعدّ إشارة سلبية، وخطوة تعاكس تمامًا روح البداية التي يأمل بها اللبنانيون، مع انطلاق العهد الجديد. فميقاتي ليس مجرد شخصية سياسية، بل هو رمز من رموز “النظام القديم”، الذي يقوم على الفساد، وثقافة الإفلات من العقاب، وغياب السيادة، وهي العناصر التي وعد خطاب القسم الرئاسي بالتصدي لها، وحمايتها عبر التزامه الصريح بالدستور.
إعادة إنتاج هذه التجربة، ستُعتبر صفعة مباشرة لطموحات الشعب اللبناني، في استعادة الثقة بمؤسسات الدولة، وفتح صفحة جديدة من الإصلاح والشفافية. كيف يمكن للبنان أن يخطو خطوة نحو المستقبل، إذا استمر في إعادة تكليف أولئك الذين كانوا وما زالوا، جزءًا من المشكلة؟
إعادة إنتاج تجربة ميقاتي ستُعتبر صفعة مباشرة لطموحات الشعب اللبناني في استعادة الثقة بمؤسسات الدولة وفتح صفحة جديدة من الإصلاح والشفافية
السيد ميقاتي يُمثل الانحياز لمنظومة، فشلت في إدارة الأزمات، بل ساهمت في تعميقها. هو عنوانٌ للتهرب من الإصلاحات الضرورية، وللشلل السياسي الذي يقف عائقًا، أمام استعادة هيبة الدولة ومكانتها. إعادة تكليفه، تعني الإصرار على استمرارية نهج الفشل، والرضوخ للمحاصصة الطائفية والسياسية، على حساب مصلحة الوطن.
إقرأ أيضاً: عندما أخذ الحزب لبنان إلى «حرب إسناد» من دون إسناد!
وفي المقابل، تزخر الطائفة السنية الكريمة، بقامات وطنية ذات كفاءة ونزاهة وسجلٍ نظيف، تؤمن بالقيم الجمهورية، وبأولوية بناء الدولة على حساب المصالح الضيقة. لماذا الإصرار على إعادة تدوير أسماء، ارتبطت بالفساد وتراجع سيادة الدولة، بينما هناك وجوه سيادية محترمة، قادرة على حمل مشروع وطني حقيقي؟
ميقاتي يُمثل الانحياز لمنظومة فشلت في إدارة الأزمات بل ساهمت في تعميقها هو عنوانٌ للتهرب من الإصلاحات الضرورية وللشلل السياسي المانع لاستعادة هيبة الدولة ومكانتها
إن اختيار شخصية سيادية، معروفة باستقامتها ونظافتها، وولائها للدولة وحدها، لتولي مهمة تشكيل الحكومة، سيمنح العهد الجديد مصداقية لا مثيل لها، وسيُظهر بوضوح، أن لبنان قرر فعليًا أن يطوي صفحة الماضي المؤلم، ويبدأ مرحلة جديدة من الإصلاح والبناء.
الشعب اللبناني يستحق فرصة حقيقية للتغيير ولن تتحقق هذه الفرصة إذا ظل القرار بيد أولئك الذين أهدروا كرامة الوطن وسيادته
لذلك، ندعو القوى السياسية كافة، إلى تحمل مسؤولياتها أمام الشعب اللبناني، ورفض إعادة تكليف نجيب ميقاتي، أو أي شخصية مشابهة تمثل النظام القديم. لا يمكن تحقيق الإصلاح بالاعتماد على رموز الخراب. الشعب اللبناني يستحق فرصة حقيقية للتغيير، ولن تتحقق هذه الفرصة، إذا ظل القرار بيد أولئك، الذين أهدروا كرامة الوطن وسيادته.
فلنُعلِ أصواتنا ضد إعادة إنتاج الفشل، ولنبنِ معًا لبنانًا جديدًا، قائمًا على النزاهة والسيادة والعدالة.