عندما أخذ الحزب لبنان إلى «حرب إسناد» من دون إسناد!

الضاحية مكان اغتيال نصر الله

يواجه “حزب الله” اللبناني تحديات غير مسبوقة في ظل النتائج الكارثية للمواجهات ضد إسرائيل، حيث تعاني قيادة الحزب من انقسامات داخلية حول تحميل مسؤوليات هذه النتائج، بينما تتنصل إيران من مسؤوليتها عن جر الحزب ولبنان إلى كوارث غير مسبوقة.​​

كشف مصدر مقرب من “حزب الله”، عن “انقسام داخلي واضح بين قيادات الحزب حول مسؤولية التصعيد العسكري ضد إسرائيل

التصريحات الرسمية الإيرانية المتلاحقة أكدت عدم رغبة إيران في دخول أية حروب، وهو ما فسره معظم المحللين السياسيين، بأن إيران ليست مستعدة لحماية “حزب الله” في ظل تصاعد الصراع، حتى أن إيران لم تكترث بتقديم الدعم الإنساني والإغاثي، لأبناء جنوب لبنان النازحين، نتيجة التصعيد العسكري.​​

الخسائر الحالية للحزب وأهالي الجنوب، وعموم لبنان لوحدها تمثل كارثة لم يتم تقييم أبعادها حتى الآن

وكشف مصدر مقرب من “حزب الله”، عن “انقسام داخلي واضح بين قيادات الحزب حول مسؤولية التصعيد العسكري ضد إسرائيل، فبينما كان يعتقد بعض الأعضاء في الحزب بضرورة الاستمرار في العمليات العسكرية، وعدم الدخول في اتفاق لوقف إطلاق النار، كان آخرون يحذرون من التداعيات الكارثية التي قد تترتب على هذا الخيار، لأن الخسائر الحالية للحزب وأهالي الجنوب، وعموم لبنان لوحدها تمثل كارثة لم يتم تقييم أبعادها حتى الآن.​​

الحاضنة الشعبية للحزب تدرك تماماً أن إيران تركتها وحدها تواجه مصيرها

وفي المقابل، وبحسب المصدر، “أبدى الفريق الثاني خشيته من عودة التصعيد العسكري، مع تكرار خروق وقف إطلاق النار التي يقوم بها الحزب، معتبراً أن هذه الخروق تتم بطلب من إيران، وسيدفع لبنان وحدها ثمن الرد الإسرائيلي عليها، بينما ستواصل إيران محاولات حصد مكاسب سياسية على حساب الشعب اللبناني المنكوب”.

إقرأ أيضا: «سَكرة» الثنائي تنتهي وتأتي «الفَكرة»: إعادة الاعمار والسلاح..وإسرائيل تعود للإغتيالات جنوباً!

ويمكن لأي مراقب لمنصات التواصل الاجتماعي، رصد حالة التململ عند كثيرين من أبناء الطائفة الشيعية، حيث وجّهوا انتقادات علنية لـ”حزب الله”، بعض هذه الانتقادات الهجومية، تضمنت تحميل الحزب مسؤولية التصعيد، الذي أدى إلى تهجير أهالي الجنوب وتدمير مدنهم وقراهم، واقتصرت انتقادات أخرى على عدم اكتراث الحزب وإيران بأوضاع النازحين المعيشية، خاصة بعد عودة الأهالي إلى مدنهم وقراهم، وبقاء سؤالهم عن المسؤول عن إعادة إعمارها، بدون جواب من الحزب أو من إيران.​

رصد حالة التململ عند كثيرين من أبناء الطائفة الشيعية، حيث وجّهوا انتقادات علنية لـ”حزب الله”

المشهد العام في لبنان والمنطقة يقول بشكل صريح، إن إيران تقاتل بدماء أبناء لبنان، وإن لبنان وحده من يدفع الأثمان عن “محور المقاومة”، وإن “جبهة الإسناد” التي فتحها “حزب الله” بأوامر إيرانية، لم تسانده فيها إيران عند حاجته لمساندتها، وإن الحاضنة الشعبية للحزب تدرك تماماً أن إيران تركتها وحدها تواجه مصيرها، وإن الشعب اللبناني بكل مكوناته، هو الذي كان الحاضن والمساند الوحيد لأبناء الجنوب النازحين، من حرب لم يستأذنهم فيها أحد، قبل أن يقرر أن يخوضها على أرضهم وبدمائهم.

السابق
إسرائيل تواصل خروقاتها جنوبا.. تفجير عدد من المنازل في عيتا الشعب
التالي
أماني: أميركا وإسرائيل كانتا تسعيان لانتخاب جعجع رئيسًا