شبلي ملاط الذي برز اسمه بين أصوات جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اليوم الخميس هو محامٍ وناشط سياسي لبناني بارز، عُرف بمواقفه الداعمة لحقوق الإنسان ومشاركته الفعّالة في الحياة السياسية اللبنانية. برز في مجالات القانون والسياسة على المستويين المحلي والدولي، وكان له دور محوري في تعزيز العدالة والمساءلة في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط.
من انتخب شبلي ملاط؟
وبرزت أنباء عبر أكثر من تلفزيون محلي بعد الجلسة اليوم أن النائبين أسامة سعد وملحم خلف هما من صوّتا لملاط. من هو شبلي الملاط؟
النشأة والتعليم
وُلد شبلي ملاط في بيروت في 10 أيار 1960 لعائلة قانونية متميزة؛ فوالده، وجدي ملاط، هو أحد أبرز المحامين في لبنان ومؤسس مكتب المحاماة العريق “مكتب ملاط للمحاماة” عام 1949.
المسيرة المهنية والقانونية
بدأ شبلي ملاط حياته المهنية كمحامٍ متخصص في قضايا حقوق الإنسان والقانون الدولي. وسّع نطاق مكتب المحاماة العائلي ليصبح واحدًا من أبرز مكاتب المحاماة في الشرق الأوسط. المكتب معروف بنجاحاته الكبيرة في القضايا المحلية والدولية، بما في ذلك قضايا الخلافة، العقارات، القانون الإداري، وقانون الأعمال.
بعد عودته من لندن إلى بيروت عام 1995، عزز المكتب مكانته ليشمل القضايا الدولية، حيث تولى قضايا لضحايا الجرائم الجماعية. كما مثّل المكتب حكومات، سفارات، شركات متعددة الجنسيات، قادة أعمال، وقادة سياسيين، مما أكسبه سمعة دولية مرموقة.
كان أيضا بروفيسورًا محاضرا في جامعات عدة بينها جامعة يوتا وجامعة هارفارد وجامعة ييل وجامعة القديس يوسف.
إنجازاته مع منظمة العفو الدولية
في عام 1999، ساعد شبلي ملاط في إنشاء المكتب الإقليمي لمنظمة العفو الدولية في بيروت. قامت شركته القانونية بدور المستشار القانوني للمنظمة منذ ذلك الحين. شكّل المكتب، بقيادة كامل العبيدي وأحمد قرعود، نموذجًا ملهمًا لمنظمات المجتمع المدني في الشرق الأوسط، مع التركيز على تعزيز حقوق الإنسان، المحاسبة، وإلغاء عقوبة الإعدام.
النشاط السياسي
دخل ملاط السياسة اللبنانية بترشحه للانتخابات الرئاسية في عام 2005. رغم ذلك، استمر في دعوته إلى الديمقراطية والإصلاحات. وفي الأعوام السابقة أكد على ترشحه لرئاسة الجمهورية اللبنانية، مركّزًا على:
- إعادة بناء المؤسسات الوطنية: خاصة القضاء والإدارات العامة
- الإصلاح الاقتصادي: من خلال حل أزمة الكهرباء وإصلاح النظام المصرفي
- تعزيز العدالة الاجتماعية: عبر دعم حقوق المهجرين والنازحين
صبرا وشاتيلا
من أبرز إنجازاته القانونية رفع دعوى تاريخية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون بشأن مجازر صبرا وشاتيلا. هذه القضية أكسبته شهرة دولية كمدافع عن العدالة وحقوق الإنسان.
الرؤية المستقبلية
يرى ملاط أن حل الأزمات اللبنانية يتطلب توافقًا وطنيًا وإرادة سياسية جادة. يشدد على أهمية بناء اقتصاد حديث يعتمد على الابتكار، وتحقيق إصلاحات جذرية في البنية التحتية.
دوره في نشر الثقافة القانونية
شبلي ملاط لم يقتصر نشاطه على المحاماة والسياسة فقط، بل ساهم أيضًا في نشر الثقافة القانونية من خلال كتاباته ودراساته. كتاب “من يوميات شبلي ملاط الرئاسية” يعكس التزامه بتوثيق التاريخ القانوني والسياسي من منظور شخصي.
يُظهر الكتاب ارتباط ملاط بالقيم المبدئية كالعدالة وحقوق الإنسان، ما يجعله نموذجًا يُحتذى به في الجمع بين النشاط الحقوقي والسياسي. عمله كأستاذ للقانون واهتمامه بتطوير البحث الأكاديمي القانوني يظهر بوضوح في كتاباته وتحليلاته للأوضاع السياسية والقانونية في لبنان والمنطقة.
كذلك كتب العديد من الكتب في الدستور اللبناني والديمقراطية المتقدمة، وناهز عددها الـ40 عدا الأوراق البحثية والمجلدات والدراسات.
أبرز مواقف شبلي الملاط السياسية
- يؤكد على ضرورة إعادة بناء المؤسسات الوطنية في لبنان، خاصة القضاء والإدارات العامة، لتحقيق العدالة والمساءلة
- دعا إلى محاسبة المسؤولين عن الجرائم الجماعية في لبنان، مشددًا على أن العدالة يجب أن تكون في صلب عملية المصالحة الوطنية
- من أبرز مواقفه دعوته المستمرة لتعزيز حقوق الإنسان ومواجهة الظلم، كما عمل على قضايا تتعلق بالعدالة الجنائية وإلغاء عقوبة الإعدام
- وجه انتقادات حادة للسلطة السياسية في لبنان بسبب الفشل في إدارة البلاد والأزمات الاقتصادية والاجتماعية
- عبّر عن دعمه للقضية الفلسطينية، مؤكدًا رفضه لانتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها إسرائيل
- دعا إلى تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية وعدم جعله ساحة للنفوذ الخارجي، مشددًا على ضرورة الحفاظ على استقلالية القرار اللبناني
- يطالب بتحويل لبنان إلى دولة مدنية ترتكز على حقوق المواطنة بدلاً من النظام الطائفي، داعيًا إلى إلغاء الطائفية السياسية
- دعا إلى تحويل لبنان إلى مركز إقليمي للابتكار الاقتصادي والتكنولوجي كوسيلة للخروج من الأزمات الاقتصادية