في لحظة تاريخية يعيشها الجنوب بشكل خاص ولبنان بشكل عام، بعد حرب إسرائيلية قاسية ومدمرة، إنتخب العماد جوزاف عون، إبن قرية العيشية، في قضاء جزين، المسيجة بأشجار الصنوبر، على إرتفاع يتجاوز الستماية متر، رئيساً للجمهورية اللبنانية، وهو الرئيس الأول للجمهورية، الذي يتحدر من الجنوب اللبناني، من أصل 14 رئيساً تعاقبوا على الرئاسة منذ الإستقلال.
دخل العماد عون، إبن خليل عون، 61 عاماً، إلى القصر الجمهوري، بعد شغور تجاوز السنتين، ب 99 صوتاً، من كافة الكتل الأساسية في المجلس، بإستثناء كتلة “التيار الوطني الحر”، وذلك بعدما “حسم الثنائي الشيعي” خياره، بإنتخاب عون في الدورة الثانية.
وفي العيشية، حيث مسقط رأس الرئيس المنتخب، جوزاف خليل عون، وهو أب لولدين، خليل ونور، كانت الفرحة والزغاريد تصدح، من ساحة البلدة الصغيرة، التي تقع ضمن نسيج إجتماعي متنوع، التي تطل على سهل المئذنة في كفرمان، والريحان من الجهة الأخرى، تجمعهم جميعاً، جمال الطبيعة الخلابة.
في تلك الساحة، التي شارك في إحتفالاتها، عدد من أبناء المنطقة، إلى جانب أهالي العيشية، تحلق الأهالي حول بعضهم البعض، يتقدمهم رئيس البلدية العميد المتقاعد جان عفيف، ومختار البلدة طوني عون، ينتظرون نتائج التصويت في قاعة مجلس النواب.
ومع إعلان النتائج النهائية، نحرت الخراف، وأقيمت موائد الشواء، وأطلقت الزغردات من النسوة اللواتي عبرن عن فرحهن العامر، بإنتخاب إبن قريتهم، الذين يعرفون عائلته عن قرب، كما صرحت الكثير من هؤلاء النسوة.
وقال كل من رئيس البلدية والمختار، ان “إنتخاب إبن بلدتهم، الرجل المتفاني، هو مكسب كبير لكل لبنان، وليس فقط للعيشية والجنوب”.