منكوبو الحرب الأخيرة: «ما إلنا إلا الله».. وهل كان ليرضى نصرالله؟!

غارات الضاحية

“ما إلنا إلاّ الله”… و”الشكوى لغير الله مذلّة”… عبارتان باتتا ترددهما شفاه أغلب المتضرّرين جرّاء العدوان الصهيوني الأخير على لبنان بعد التقاعس الكبير في أداء الدولة، والأحزاب، والجمعيات… علاوة على جشع التجّار، ومؤجّري البيوت وطمعهم على أبواب عام دراسي، جاء ليقضي على ما تبقى رمق العيش.

يكفي أن المرور بجانب إحدى المباني المدمرة، التي حتى الساعة، لم يتم إزالة الردم ليظهر حجم الكارثة الكبيرة التي يعاني منها المجتمع

حرب استمرت أكثر من 64 يوماً، كان من نتائجها فضلاً عن عشرات الشهداء، والجرحى، والدمار الهائل.. تراكمات في المستحقات المادّيه من ايجارات البيوت إلى فواتير الكهرباء ومولد الاشتراك والمياه والانترنت… إذ يعود النازح الصامد الصابر إلى بيته، ليصطدم بحرب جديدة يخوضها من نوع آخر… هذه المرّة مع أصحاب الحقوق في ظلّ ظروف قاسية جداً، كان وما يزال المواطن اللبناني يعيشها منذ ما قبل الحرب بسنوات.

الحرب الاسرائيلية
الحرب الاسرائيلية

وما أن تخنقهم العبرة، نتيجة كل تلك الضغوط حتى تنهال عليهم اتهامات ما أنزل الله بها من سلطان، شتم وسب وتلفيق ليصبح المنعم بالخيرات بطلاً قومياً شريفاً، والفقير المضحّي بكل ما يملك خائناً وعميلاً وفاجراً.

يكفي أن المرور بجانب إحدى المباني المدمرة، التي حتى الساعة، لم يتم إزالة الردم ليظهر حجم الكارثة الكبيرة التي يعاني منها المجتمع.

إذ يعود النازح الصامد الصابر إلى بيته، ليصطدم بحرب جديدة يخوضها من نوع آخر… هذه المرّة مع أصحاب الحقوق في ظلّ ظروف قاسية جداً، كان وما يزال المواطن اللبناني يعيشها منذ ما قبل الحرب بسنوات

حسن شاب أربعيني بدت على وجهه معالم اليأس الممزوجة بالغضب… ما ان سُأل عن حاله بعد الحرب، حتى نظر حوله قابضاً حاجبيه لئلا تغدره الدمعة.. وبهدوء يعتريه الحزن، قال ل”جنوبية”: “اضطررنا ان ننزح نتيجة الحرب، عشنا أيام أصعب من الموت.. نمنا على البلاط… لا الدولة سألت ولا الأحزاب ولا الجمعيات أكثر من 60 يوم كنا نتديّن لناكل… وعندما ترجع الى البيت لتتفاجأ بفواتير الكهرباء والإنترنت والاشتراك والمياه وايجار البيت، هذا غير مستحقات المدارس والكتب والقرطاسيه وزي المدرسة، و”من وين بدك تجيب”؟!

الدمار في الضاحية
الدمار في الضاحية

أمّا زينب قالت لـ “جنوبية”، “:لم يتضرر منزلي كثيرا، انما تحطم زجاجه، وعندما قررت تركيب زجاج جديد، صعقت بأن السعر إرتفع أضعاف السعر القديم،  وأنا مضطرة لتركب زجاج على نفقتي الخاصة، بسيب البرد القارس، خصوصا وان لدي أطفالي.. لا نزال بالإنتظار، بعد ان اجروا كشفا على المنزل،  ولكن لم نتلق اي تعوّيض، أونا مستأجرة…  وقد تراكم علي الايجار ثلاثة أشهر بسبب الحرب وكذلك الديون”.

إقرأ أيضا: المراجعة والمحاسبة لمعالجة آثار حرب 2024.. ما على الحزب والدولة!

عدنان مالك أحد المنازل التي تضررت بالكامل، عرض ل “جنوبية” مشكلة من نوع آخر، فقال”: لقد أجرت منزلي، وعوّضوا على المستأجر بـ 8000$ بدل أثاث و 2000$ ليستأجر منزل آخر، ليسأل”:  وأنا من يعوّض علي الأضرار، ولدى إستفساره من الجهة المعوضة، كان جوابهم، انهم أعطوا  المستاجر وانت “دبّر راسك”.

رغم الويلات الكبيرة التي مني بها المواطن اللبناني نتيجة شحٍ في الأموال كما يبرر البعض… إلا أنهم ينفقون ويسرفون لشراء أرض يجعلونها مقاماً ومزاراً لأمينهم العام السابق

 ومع غياب شبه تام للدولة واجراءاتها “الانقاذية والاغاثية” ومع تقطير التعويضات من الاحزاب المعنيّة، عبر الكثير من المنكوبين بالحرب، عن إستيائهم من أنه “رغم الويلات الكبيرة التي مني بها المواطن اللبناني نتيجة شحٍ في الأموال كما يبرر البعض… إلا أنهم ينفقون ويسرفون لشراء أرض يجعلونها مقاماً ومزاراً لأمينهم العام السابق”، ويسألون، “كيف يمكن لهم ذلك وهل كان الشهيد السيد حسن نصرالله ليرضى، بأن يُبذل كل ذلك البزخ، لثمن مدفن له وهو الذي نادى مراراً بنصرة المستضعفين”؟!

السابق
فيروس HMPV ينتشر في الصين.. هل يجب أن نخاف؟
التالي
وكيل القرضاوي: ميقاتي ينوي تسليم موكلي الخميس للإمارات