خاص «جنوبية»: اميركا تدفع نحو تأجيل انتخاب الرئيس.. وفرنسا تستعجل

الفراغ الرئاسي بعبدا
ما زالت التجاذبات المحلية والدولية تسود الساحة اللبنانية، قبل اربعة ايام من استحقاق انتخاب رئيس جمهورية للبلاد، بعد شغور المنصب اكثر عامين وثلاثة شهور، والجديد هو الخلاف المستجد بين اميركا وفرنسا، حول هذا الاستحقاق، اذ بينما تستعجل فرنسا انتخاب رئيس جمهورية جديد للبنان، تدفع اميركا باتجاه تأجيله، لما بعد تسلّم الرئيس المنتخب دونالد ترامب ولايته في في العشرين من الشهر الحالي.

في غمرة احتدام المفاوضات “الماراتونية”، التي تجري هذه الايام في قطر بين اسرائيل و”حماس”، حول وقف اطلاق النار في غزة، فقد برز على هامشها لبنان في مشاورات جانبية غير معلنة وفق معلومات حصلت عليها “جنوبية”، وذلك مع وصول معلومات للمسؤولين القطريين والاميركيين في الدوحة مفادها، ان فرنسا باتت مقتنعة بشخص قائد الجيش العماد جوزاف عون لمنصب رئاسة الجمهورية، وهي تسعى الى اقناع الزعيمين المسيحيين الاكثر تمثيلا للمسيحيين في البرلمان، قائد القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس “التيار الوطني الحرّ “جبران باسيل، وذلك بعد حصولها على موافقة “الثنائي الشيعي” (حزب الله وحركة امل)، والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، وحزب الكتائب، فيما ينتظر غالبية النواب السنة الموقف السعودي الصريح من هذا الاستحقاق.

تباين اميركي فرنسي

ومع مغادرة الوفد الاسرائيلي اليوم الدوحة عائدا الى تل أبيب منهيا جولة المفاوضات التي سيتبعها جولات اخرى، فقد تحدّث مسؤولون أميركيون اطلعوا على المفاوضات الجارية في قطر بشأن اتفاق غزة، وأعربوا لوسائل اعلامية غربية عن شكوكهم، بشأن إمكانية أحراز تقدم قبل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب.

فرنسا لا تريد للنفوذ الاميركي المتصاعد في لبنان ان يلغي دورها ويطغى على مصالحها في بلاد الارز، خصوصا بعد انحسار النفوذ الايراني فيه

وفي السياق عينه تؤكد معلومات خاصة ل “جنوبية” ان “الأميركيين يفضلون ان يتم انتخاب رئيس جمهورية جديد للبنان في عهد الرئيس ترامب ايضا، بغض النظر عن هوية الرئيس المنتخب، ودون موافقة مسبقة على ترشيح العماد عون او غيره”.

وكشفت ان “فرنسا ضمنا، لا تريد للنفوذ الاميركي المتصاعد في لبنان، ان يلغي دورها ويطغى على مصالحها في بلاد الارز، خصوصا بعد انحسار النفوذ الايراني فيه، عقب الحرب المدمرة التي شنتها اسرائيل على لبنان واستهدفت فيها مواقع “حزب الله” تحديدا، مكبدة البلد والحزب خسائر فادحة في الارواح والممتلكات، وفارضة اتفاقا يجعل الجنوب اللبناني مجردا من السلاح عند تنفيذه، ويمنع الحزب من التسلّح مستقبلا، ويحصر قوته في اماكن تواجده داخل بيئته فحسب.

“حزب الله” يدعم عون

هذا التباين الحاد في المواقف بين باريس وواشنطن حول الاستحقاق اللبناني الرئاسي، ظهر جليا اليوم بعد كلمة مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في “حزب الله وفيق صفا،الذي قال بمناسبة مرور 100 يوم على اغتيال امين عام حزب الله السابق السيد حسن نصرالله، انه بالنسبة لانتخاب رئيس جمهورية جديد للبنان ” “ليس لدينا “فيتو” على قائد الجيش، و”الفيتو” الوحيد بالنسبة لنا هو على رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع لأنه مشروع فتنة وتدميري في البلد”!

اميركا تريد انتخاب رئيس جمهورية جديد للبنان ان يتم في عهد الرئيس ترامب بغض النظر عن هوية الرئيس المنتخب

ويعد التصريح الانف الذكر هو الاول من نوعه لمسؤول رسمي في “حزب الله” يعلن فيه الموافقة على ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية، وهذا من شانه ان يدعم دون شك المسعى الفرنسي الجاد بنفس الاتجاه، ويحرج الممانعين لهذا المسعى ويظهرهم بمظهر المعرقلين لاستحقاق دستوري لا غنى عنه في سبيل استقرار لبنان.

يبقى ان الموقف السعودي حسب المعلومات ايضا يميل أكثر للموقف الاميركي، الراغب بايصال رئيس للجمهورية، قوي ومستقلّ قادر على الامساك بالملفات جميعها، وابرزها ملفّات سلاح “حزب الله” والاصلاح الداخلي والسياسة الخارجية، وذلك دون التمسّك بمرشّح محدد ان كان قائد الجيش الحالي او غيره.

السابق
اسرائيل تؤكد: لن نسمح لـ«الحزب» من تسليح نفسه مجدداً!
التالي
العملية «زبدة» والخطاب الشهير.. إسرائيل تكشف تفاصيل اغتيال نصرالله