الخطيب: لا يمكن لطائفة أن تحمل عن كلّ العرب عبء القضية الفلسطينية

الشيخ علي الخطيب

نظم “مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي” لقاء حواريا مساء أمس في مقره، مع نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، بعنوان “رؤيتنا في مواجهة المتغيرات الداخلية والخارجية”، شاركت فيه نخبة من الشخصيات الأكاديمية والسياسية والإعلامية والثقافية.

رحب رئيس المركز الشيخ محمد زراقط بالحضور، وأدار الحوار الدكتور قاسم قصير،

القى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب كلمة اشار الى ما جرى في الجنوب معتبرا “بعد كل الذي جرى خلال أكثر من سنة من مواجهة في جنوب لبنان مع العدو الإسرائيلي نصرة للبنان ولقضية العرب الأولى، القضية الفلسطينية، وإذا كان هناك من تنكر للقضية الفلسطينية ويرى أن الأوان قد حان للتخلص منها، فإن حساباته خاطئة. وإن السير بحسب الظروف بحيث يتغير موقفنا ونكون مع القوى الطاغية، فهذا نفاق. وأنا من موقعي الوطني والقومي والإسلامي والإنساني والديني لا يمكنني أن أجاري هذه المواقف وأن أقبل بها. وهذا موقف ديني كما شهادة لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.

إقرا أيضا: الحرب على غزة: أكثر من 50 شهيدا اليوم غالبيتهم شمالي القطاع

وتابع: “القضية الفلسطينية هي موضوع إنساني وقومي ولبناني وديني، وليس موقفا مذهبيا، فالمذاهب والطوائف ليست إلا نعمة من نعم هذا الشرق. وأخذ الموضوع القومي والإنساني والديني إلى الموضوع المذهبي هو مؤامرة على لبنان والعرب والقضية الفلسطينية وعلى العالم الإسلامي والإنسانية، وهي سياسة خبيثة يراد منها تعرية القضية الفلسطينية، بحيث يقف الفلسطينيون وحدهم واللبنانيون وحدهم والعرب وحدهم، فيكون لبنان أولا وسوريا أولا ومصر أولا إلخ.. بما يعني تفريق العصي ليسهل كسرها جميعا”.

واضاف: “بالنسبة للبنان لا يمكن أن يكون بمنأى عن تداعيات القضية الفلسطينية، وقد رأينا ذلك بأم العين قتلاً وتدميراً وتهجيرا واحتلالاً. ولكن علينا كلبنانيين مراجعة سياستنا وعلاقاتنا بعضنا مع بعض.هل يريد اللبنانيون أن يعيشوا معا؟..نعم،ما جرى في مواجهة موضوع النزوح واحتضان اللبنانيين في كل المناطق للنازحين يدل على أن اللبنانيين يريدون العيش معا، ويشعرون أنهم شعب واحد. إن التمايز الديني والمذهبي ليس مبررا، ولا يعطي إمتيازا في الحقوق والواجبات. لكن استغلال المذهبية والطائفية والانتفاع من النظام السياسي هو الذي يعطي هذه الصورة عن اللبنانيين بأنهم جماعات متنافرة.

وأضاف: نحن معنيون بالشأن الفلسطيني، لكننا معنيون به ككل العرب والمسلمين. لا يمكن لطائفة او لفئة واحدة في لبنان أن تحمل على ظهرها هذا الحمل الذي لا يستطيع أن يتحمله أحد. وما جرى مؤخرا مع العدو الصهيوني لم يكن مواجهة مع خمسة أو ستة ملايين إسرائيلي، بل مع الغرب وكل الغرب، ولكن مع الأسف لم يكن كل العرب في هذه المواجهة، بل لم يكن كل اللبنانيين إلى جانب المقاومة التي تدافع عن أرضهم.

واعتبر الخطيب أن هذه المقاومة التي تحمل إسم علم كبير هو الإمام السيد موسى الصدر الذي قام بكل المحاولات لبناء وطن يدافع عن أرضه وشعبه، وقد تم رفض هذا الموضوع. نحن مثل كل اللبنانيين، بحاجة للدولة التي تحمي الجميع. الطائفة لا تحمي الدولة والبلد، أما الدولة فتحمي الطوائف والبلد. نريد دولة تحمي أولادنا. فأولادنا ليسوا أرخص من أولاد الآخرين.

وأضاف: نريد لأولادنا أن يعيشوا بأمان وأن يتعلموا وألا يهجروا بلادهم. غياب الدولة هو الذي ألجأنا الى حمل السلاح والدفاع عن أنفسنا وعن لبنان. من الذي ترك الجنوب للفوضى؟ من الذي وقع اتفاق القاهرة؟.. لقد لجأنا الى السلاح للدفاع عن لبنان.

واعتبر أن ودفاع الشيعة عن جنوب لبنان كان دفاعا عن لبنان. إن انتماءنا إلى نفس المذهب الذي تنتمي اليه إيران، لا يعني اننا نتخلى عن وطننا ولبنانيتنا. أعطونا أحدا في العالم وقف مع المقاومة بعد العام 1982 غير الجمهورية الإسلامية، من منطلق مواجهة الظلم والعدوان. ولو لم يكن احتلال إسرائيلي لجنوب لبنان هل كانت هناك مساعدة إيرانية؟ ولماذا يرى الآخرون في هذه المساعدة نقصا في وطنية من يدافع عن سيادة لبنان.

وأضاف: حتى الآن لم تنته الحرب وما يزال الجنوب محتلاً، فيما الأميركي هو الموجود في مطار بيروت وهو الذي يوجه الأوامر إلى السياسيين اللبنانيين والإدارة اللبنانية. أقول هذا لأن ما يجري في المطارلا يجري مع كل اللبنانيين.

وحول حادثة المطار أشار الخطيب: يجري التعامل مع الزوار الشيعة القادمين من إيران تعاملا غير إنساني. ونحن لن نسكت عن هذا الأمر، ولا يتعاملن أحد معنا تعامل المستضعف والمهزوم. لقد قاتلنا ودفعنا ثمنا كبيرا ولم نترك للإسرائيلي أن يتقدم في أرضنا. نحن ننتظر تطبيق وقف إطلاق النار.قلنا منذ اليوم الأول أن أميركا هي الخصم والحكم. هم يحاصرون طائفة مقاومة في لبنان وليس حزب الله. طائفة مخلصة لوطنها وتعتبر كل اللبنانيين أهلها. لبنان وطن نهائي للجميع، وهذه هي قاعدتنا. ونريد بناء دولة قوية عادلة، دولة المواطنة التي يرى فيها اللبناني كرامته، وإذا كان ثمة من يريد ويحلم بإعادة الطائفة إلى سابق عهدها والتعامل معها كجالية، مع أنهم يتعاملون مع الجاليات بشكل أفضل، فهذا لا يبني وطنا”.

إقرا أيضا: بعد حادثة مطار بيروت.. أماني يتهم السلطات اللبنانية بـ«عدم الوعي»

وقال: “بالنسبة للوضع العربي ،نحن متأثرون بالعالم العربي، وهو مفكك. هناك ثلاث قوى في المنطقة هي السعودية وايران وتركيا، ولطالما دعوناها وندعوها الى التعاون والتفاهم. كما ندعو لسوريا أن تقيم دولة حقيقية، وأن يوفق شعبها، وأن تتفادى التقسيم والتقاتل بين قواها.ونأمل أن يكون هناك تعاون عربي إسلامي لكي نختصر الطريق ونحمي شعوبنا وارضنا ونحافظ على كرامتنا”.

وبعد المداخلات اضاف الخطيب: “نحن نفضل أن يكون هناك حوار لإنتاج الحل، لأن لا أحد يمكنه أن ينتج حلا وحده. موضوع وقف إطلاق النار سنتركه لوقته. شعبنا لن يقبل احتلالا جديدا، ولن يترك اللبنانيون أرضهم مستباحة، ونترك التفاصي لأهلها. المجلس الشيعي الأعلى أبوابه مفتوحة للجميع، موالين ومعارضين، وخاصة من الشيعة، وهو مستعد لإقامة ورشات عمل تغني الأفكار، ولكن من يرفضون الحوار يريدون إخضاعنا. المطلوب الكثير من الواقعية، وسيندم اللبنانيون إذا خسروا هذا الوطن، وإذا ما هُجّر الشيعة من الجنوب سوف يتهجر كل اللبنانيين. ننبه إلى ما يحصل في المطار من ممارسات مشكوك فيها، ولن نرضى بإهانة الكرامات”.

السابق
بالصورة: شروط جديدة لدخول اللبنانيين إلى سوريا!
التالي
الدفاع المدني: انتشال جثامين 3 شهداء من حي الحومة في الخيام