روسيا تحاول فتح صفحة جديدة مع القيادة العسكرية السورية، فهل هذا ممكن الآن بظل سياسة روسيا السابقة التي مارستها في سورية ضد الشعب السوري وحماية النظام، واعتبار سوريا قلعة بشار الاسد الابدية، لكن الذي حدث العكس تماما.
روسيا حاولت التصدي للمعارضة، ونفذت العديد من الضربات الجوية في حمص وحلب وحماة، ولكن لم تستطيع ردع المدافعين عن أرضهم
سوريا انتزعت عنوة من روسيا، وكل الكلام والأحاديث التي تشير الى ان روسيا ساهمت بنظام الاسد فهذا غير صحيح، لان روسيا حاولت التصدي للمعارضة، ونفذت العديد من الضربات الجوية في حمص وحلب وحماة، ولكن لم تستطيع ردع المدافعين عن أرضهم نظرا للتالي:
1- روسيا فهمت تعنت بشار الاسد، وفشله في الذهاب لتسوية، فتحت له كل الأبواب مع الجانب العربي والتركي وحمته من هجمات اسرائيلية، طوال فترة عام كامل بعد عملية طوفان الأقصى.
2- الروس لم يقتنعوا بقدرات بشار الاسد وجيشه، الذي تديره إيران والميليشيات، وخاصة بان روسيا كانت ترى بأن قدراتها على الأرض ضعيفة جدا.
3- الروس فهموا أنهم لم يعدوا باستطاعتهم الدفاع عن الاسد، و فتح جبهتين عسكريتين بعد الصراع التي تواجه في أوكرانيا.
الروس لم يقتنعوا بقدرات بشار الاسد وجيشه، الذي تديره إيران والميليشيات
4- الروس فهموا جيدا، بان إيران باتت في عين العاصفة الاسرائيلية والاميركية بعد غزة ولبنان، والوصول الى طهران واليمن العراق، والشعار الأميركي الإسرائيلي بات واضحا، قطع خط الإمداد العسكري ل”حزب الله” من طهران الى بيروت، فيعني ذلك بأن سوريا هي المركز لتنفيذ هذه الخطة.
إقرأ أيضا: «حزب الله»..ماذا عن «اليوم التالي»؟
5- روسيا لا تريد فتح المواجهة مع تل ابيب، وخاصة بعد إعلان اسرائيل عن السيطرة على سلاح روسي المصدر لدى “حزب الله” في جنوب لبنان”الأنفاق”، ولم يمض على إنتاجه منذ عدة شهور معدودة، وروسيا لا تريد فتح الاشتباك مع إسرائيل.
لذلك كان سقوط الاسد ونظامه قد اربك روسيا، وباتت تحاول نقل الفاجعة التي حصلت والخسارة التي منيت بها، لذلك باتت تحاول الاشارة الى انها تريد فتح باب التواصل مع الإدارة العسكرية، ولذلك نرى تصريحات الخارجية، التي تعبر فعلا من خلال اعتبار القوة العسكرية بانها إرهابية ومتطرفة، وفي تصريحات مختلفة، ترحب بفتح العلاقات مع النظام الجديد، وتحترم ارادة سوريا الجديدة، ويهمها فتح صفحة جديدة انطلاقا من العلاقة الدائمة بين الشعبين الروسي والسوفياتي والسوري.