قال مستشار کبیر للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أمس الاربعاء، إن القيادة الإيرانية وصلت إلى قناعة بضرورة التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة، وذلك في وقت أعطى فيه المرشد الإيراني علي خامنئي، الضوء الأخضر لإزاحة الغبار عن ملف الخطة الحكومية، لقبول شروط مجموعة دولية معنية بمكافحة تمويل الإرهاب وغسل الأموال، بعد أن ظل المشروع الحكومي عالقاً لمدة 5 سنوات في أدراج مجلس تشخيص مصلحة النظام.
تطورات انقلابية
يأتي هذا التطوّر الانقلابي التنازلي في السياسة الايرانية الذي فاجأ الاوساط الداخلية والخارجية، على اثر ما حدث تطورات انقلابية مثيلة على مستوى المنطقة، ادت نتيجتها الى حصر نفوذ ايران، وتهشيم محورها الممانع الذي فقد سوريا، بفعل خروج نظام الاسد منها قبل اسابيع، وكان سبقه توجيه ضربات قاصمة لحليفها اللبناني القوي “حزب الله” من قبل اسرائيل، التي اغتالت قياداته السياسية والعسكرية وعلى راسها امينه العام السيد حسن نصرالله، وفجرت معظم مخازن ذخيرته بما فيها من صواريخه الاستراتيجية، ما وضع الحزب في موقف دفاعي بحت، منتظرا تحديد مصيره، وفق ما سوف تؤول اليه الاوضاع حسب التوازنات الاقليمية الجديدة.
التوازنات الجديدة اضعفت ايران وجعلت المرشد الايراني السيد علي خامنئي يقبل بما كان يرفضه سابقا
هذه التوازنات الجديدة اضعفت محور الممانعة، وقدّمت تركيا واسرائيل بوصفهما قوتين اقليميتين عاتيتين على حساب ايران في المنطقة، فجعلت المرشد الايراني خامنئي يقبل بما كان يرفضه سابقا، وهو الموافقة على الجلوس والتفاوض مباشرة مع “الشيطان الاكبر” الاميركي للبحث في ملفاته العالقة، ويأمر بانخراط بلاده في الاتفاقات المالية الدولية منعا لمحاصرتها بشكل تام من قبل العالم الغربي من جهة، ولقطع الطريق من جهة اخرى على رئيس الوزراء الاسرائيلي بننيامين نتنياهو، الذي يعمل جاهدا لاقناع الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب على دعم بلاده في جهودها الرامية لضرب المفاعلات النووية الايرانية ومنشآتها العسكرية الاستراتيجية واسقاط نظامها الديني.
حصر أوراق التفاوض
وقال محللون مختصون بالشأن الاميركي، ان ادارة جو بايدن التي تخالف توجهات نتنياهو وترامب تجاه ايران، ولا ترى موجبا لضربها أو محاولة اسقاط نظامها، هذه الادارة عمدت الى التصرّف بسرعة قبل تسلم ترامب مقاليد الرئاسة، فدعمت اسرائيل بشروط ميدانية، تساعدها في القضاء عسكريا على “حزب الله” دون تدمير البنى التحتية في لبنان، وكذلك اتفقت مع تركيا على دعم هيئة تحرير الشام عسكريا في هجومها على سوريا، واقصاء حكم بشار الاسد”.
وأضافوا “: ان هذه التغييرات الدراماتيكية في التوازنات الاقليمية التي قامت بها ادارة بايدن في المنطقة، هدفها تأمين اوراق التفاوض الاميركية الرابحة لترامب مع ايران، عندما تتسلم ادارته السلطة في العشرين من الشهر الحالي، وبهذا تكون تلك الانقلابات في موازين القوى قد بدلت فعلا وجه الشرق الاوسط كما اراد نتنياهو، وهي ستكون بالمقابل، بديلا ناجعا عن استخدام القوة العسكرية المباشرة ضد ايران في المرحلة اللاحقة، بعد حصر نفوذها وانتهاء دوافع ضربها عسكريا.
الانقلابات في موازين ستكون بديلا ناجعا عن استخدام القوة العسكرية المباشرة ضد ايران بعد حصر نفوذها وانتهاء دوافع ضربها عسكريا
والمعلوم ان مطالب ترامب التي أصرّ عليها في ولايته الأولى تجاه ايران، واعلنها سابقا جورج بومبيو وزير خارجيته آنذاك، تتضمن ثلاثة الغاءات: الغاء التخصيب النووي، الغاء اذرعها الخارجية، والغاء برنامجها الصاروخي.
إقرأ أيضا: ما الذي تريده إسرائيل من لبنان؟
لذلك فانه من المتوقع ان تكون هذه المواضيع الثلاث، حاضرة على طاولة المفاوضات المباشرة بين طهران وواشنطن، اذا وافقت ادارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب على تحديد موعد بدئها قريبا.