يستحوذ ملف إعادة الإعمار والأضرار على إختلافها، على الحيز الأكبر من إهتمام غالبية الجنوبيين، مع بداية العام 2025، الذين دمرت منازلهم او تضررت بيوتهم، او أحرقت سياراتهم ومزروعاتهم ومؤسساتهم ومصانعهم، التي تقدر مجتمعة بعشرات عشرات آلاف الملفات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، وسط مخاوف من تأخر عملية الإعمار لأسباب مادية ولوجستية وسياسية.
فبعد ايام قليلة على وقف العدوان الإسرائيلي في السابع والعشرين من تشرين الثاني الماضي، بدأ المواطنون، لا سيما أصحاب المنازل والمؤسسات الصغيرة المتضررة جزئياً والمهشمة زجاج واجهاتها ونوافذها، بإصلاح الأضرار على نفقتهم الخاصة، بعدما أبلغوا بواسطة بيانات متلاحقة من مؤسسة جهاد البناء، التابعة ل ” حزب الله” أنها ستدفع لهم بدلات الأضرار، بموجب فواتير يقدمونها أو إنتظار عمليات المسح وتسجيل الأضرار، فيما أبلغ أصحاب المنازل المدمرة بالطريقة نفسها، انهم سيتقاضون بدل إيواء سنوي، قدره أربعة آلاف دورلار، وثمانية آلاف دولار بدل أثاث منزلي.
أنجزت اللجان التابعة لجهاد البناء المنتشرة في كل مدن وبلدات وقرى الجنوب، عدداً كبيراً من ملفات الأضرار، وبدأ المتضررون يتلقون تعويضات، إستحسنها البعض، فيما لم ترض آخرين.
إقرأ ايضاً: اليوم الاخير من العام..شمع محررة والجنوبيون لا تغادرهم أحزانهم!
أما على خط بدلات الإيواء، فإن عدداً كبيراً ممن دمرت منازلهم يحصلون على بدلات الإيواء تباعاً ومن بينهم أصحاب المنازل الغير صالحة للسكن، الذين حصلوا على بدلات إيواء فصلية، بمعدل وسطي يبلغ 350 دولاراً.
وفيما يتعلق بأصحاب البيوت المدمرة كلياً، التي لم تشملها تعويضات “جهاد البناء”، وتكتفي حالياً بدفع الأضرار، وإعداد ملفات للسيارات المدمرة والمتضررة، والأضرار الزراعية والطاقة الشمسية وغيرها، فإن هؤلاء ينتظرون إستكمال مجلس الحنوب عمليات مسح الأضرار، لا سيما الهدم، تحضيراً لدفع التعويضات المفترضة من الحكومة اللبنانية، ولم تتضح وسائل تمويلها الكبيرة.
تجمع جهاد البناء، التي تعاملت بنفس الطريقة في عدوان تموز 2006، ومجلس الجنوب، وكل المهتمين بعمليات الإحصاء والخبراء، وحتى أبناء القرى، بأن أضرار حرب 2024، تفوق مرات كثيرة، عدد البيوت المدمرة والمتضررة وغيرها من الممتلكات، وهذا ما يشير إلى الحاجة لوقت كيير لإنجاز مراحل دفع التعويضات.
ولفت حسن خ، الذي دمر منزله، في محيط صور، إلى جانب منازل أشقائه، الذين إستأجروا جميعاً منازل لإيواء انفسهم، انهم لم يتلقوا اي بدلات حتى تاريخه، سواء بدل الهدم أو الإيواء.
لفت حسن خ، الذي دمر منزله في محيط صور إلى جانب منازل أشقائه الذين إستأجروا جميعاً منازل لإيواء انفسهم انهم لم يتلقوا اي بدلات حتى تاريخه سواء بدل الهدم أو الإيواء
وأكد أبو حسن، الذي تضرر منزله بشكل طفيف، انه تلقى بدلاً مرضياً، من مؤسسة جهاد البناء، وذلك بدل زجاج نوافذ منزله، فيما إشتكى إسماعيل من عملية مسح الأضرار وعملية التخمين.
ويقول محمد، احد أصحاب المنازل المتضررة في صور، وبحاجة إلى مال ووقت لإنجاز إصلاحه، فإنه تلقى مبلغ 1000 دولار بدل ثلاثة أشهر، وقد إستأجر منزلاً، بقيمة تقارب هذا الرقم.
جهاد البناء
وأصدرت مؤسسة جهاد البناء، التي نشرت فرق مسح على كافة الأراضي اللبنانية، جدولاً بعدد المباني المتضررة التي كشفت عليها المؤسسة في لبنان، وشملت 185,720 مبنى، و46 مركزاً، تولى تنفبذها 1,319 مختصاً، وتوزعت كما يلي:
جبل عامل الأولى (جنوب نهر الليطاني):
40,731 وحدة سكنية، شملت 116 قرية ومربع سكني، وضمت، 11 مركزا هندسياً ومعلوماتياً، و400 مختصاً.
في بيروت والضاحية وساحل المتن جرى الكشف على 70,813 وحدة سكنية من قبل 518 مختصاً 6 مراكز هندسية ومعلوماتية وتوزعت على 93 قرية ومربع سكني
جبل عامل الثانية (شمال نهر الليطاني والبقاع الغربي)، وقد تم فيها الكشف على50,227 وحدة سكنية، في 107 قرى ومجمع سكني، من خلال 285 مختصاً، و15 مركزاً هندسياً ومعلوماتياً.
وفي بيروت والضاحية وساحل المتن، جرى الكشف على 70,813 وحدة سكنية، من قبل 518 مختصاً، 6 مراكز هندسية ومعلوماتية، وتوزعت على 93 قرية ومربع سكني.
أما في البقاع وبعلبك الهرمل، فقد تم الكشف، على 23,781 وحدة سكنية، شملت 126قرية ومربع سكني،
وذلك من خلال، 14 مركزاً هندسياً ومعلوماتياً، و216 مختصا، كما أشار التقرير إلى الكشف على منطقتي الشمال وجبل لبنان.