المحور الإيراني.. حجارة «الدومينو» تتساقط!

ايران

“انظر لأحجار الدومينو واطرق واحدًا منها، وانظر ماذا سيحدث لآخر حجر دومينو، بالتأكيد سيسقط بسرعة أكبر”، مقولة لالرئيس الأميركي الأسبق دوايت أيزنهاور

نظرية سقوط أحجار الدومينو السياسية، تفترض وجود قوة خارجية وعوامل داخلية قادرة، على زعزعة حالة الاستقرار القائمة، بين مجموعة متجاورة من الكيانات المنتظمة في ترتيب معين، وتفترض أنه بمجرد نجاح تلك القوة، في زعزعة استقرار أيٍّ من تلك الكيانات؛ تبدأ موجة من عدم الاستقرار تمس كل عنصر من عناصر النظام، الواحد تلو الآخر، وتعزيز انتشار أثر الموجة. ومن شروط تحقُّق هذه النظرية أهمية العامل الخارجي لإحداث تغيير ما (…)، وقد استُخدمت هذه النظرية في مجال النظم السياسية المقارنة، وتوصَّلت الدراسات التي استخدمتها، إلى أن ارتفاع وانخفاض درجة الديموقراطية في دولة معينة؛ ينتشر ويعدي جيرانها من الدول، ومن ثمَّ فإن التغيير داخل دولة معينة، يحدث تغييرًا مماثلًا في الدول المجاورة لها، بما يشبه أثر العدوى.

إقرأ أيضا: خامنئي: قواعد أميركا في سوريا ستسحق بدون شك تحت أقدام الشباب السوري

لقد اصبحت هزائم وفضائح محور ايران الممانع على كل شفة ولسان، وذلك بعد سقوط اذرعها ذراعًا تلو الاخر.. وقطع أذيالها ذيلًا تلو الاخر.. والتي تتوّجت موخرا في سقوط نظام أل الاسدين المنتحل صفة دولة.. نظام المزرعة.. مزرعة الحيوان مع الاعتذار مقدمًا من الكاتب الروائي الكبير جورج اورويل، على هذا التشبيه الذي لا يليق بمزرعة الحيوان لديه، في رائعته الروائية الخالدة “مزرعة الحيوان”.. نعم، الاذرع، او الذيول التي سقطت او قُطعت، مع محاولات رأس الممانعة تبريرها مستخدمة او متقمصة، حنكة الثعلب صاحب الذيل المقطوع:

لعل وعسى تتعلم ايران مع سقوط ذراعها الاسدي، وذلك بعد سقوط اذرعها المتساقطة ذراعًا او ذيلاً تلو الاخر.. وتعود إيران إلى داخل إيران

“وقع حجر علىٰ ذيل ثعلب ماكر فقطعه، فرآه ثعلب آخر فسأله لم قطعت ذيلك؟

قال له إني أشعر وكأني طائر في الهواء.. يالها من متعة!

فأغراه أن يقطع ذيله!

فلما شعر بألم شديد ولم يجد متعة مثلما زين له، سأله: لم كذبت عليّ يا ماكر؟

قال: إن أخبرت الثعالب بألمك فلن يقطعوا ذيولهم وسيسخرون منا.

فظلوا يخبرون كل من يجدونه بمتعتهم حتىٰ أصبح غالب الثعالب دون ذيل!!

ثم إنهم صاروا كلما رأوا ثعلبا بذيل سخروا منه رغم أنها تخالف القوانين الطبيعية، التي لا يعرفها عالم الثعالب وغيرها!

فإذا عم الرياء والكذب والفساد والمؤامرات، صار الناس يعيرون الصالحين بصلاحهم، واتخذهم السفهاء سخرية!

إن المجتمع الفاسـد إذا لم يجد للمصلحيـن تهمة، عيّرهم بأجمـل ما فيهم… ألم يقل قوم لوط:

(أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهّرون)

لقد اصبحت هزائم وفضائح محور ايران الممانع على كل شفة ولسان، وذلك بعد سقوط اذرعها ذراعًا تلو الاخر.. وقطع أذيالها ذيلًا تلو الاخر

لعل وعسى تتعلم ايران مع سقوط ذراعها الاسدي، وذلك بعد سقوط اذرعها المتساقطة ذراعًا او ذيلاً تلو الاخر.. وتعود إيران إلى داخل إيران.. وتكون صادقة في تنصلها على لسان اكثر من مسؤول فيها، ولا سيما عبر وزير الخارجية عباس عراقجي من بشار الاسد وجيشه وتخاذله، والتسليم بهزيمتها دون التسويق لسيناريو ما بعد الأسد، وما بعد المزرعة وما بعد الغابة… ومحاولة التكييف، وان تكون صادقة مع الوقائع الجديدة في سوريا والمنطقة، وخصوصًا بعد إطاحة رئيس النظام السوري المخلوع الهارب بشار الأسد كما شاهدت، وشاهد العالم ايضا وأيضًا.. وأن تتكيف مع الوقائع في غزة ولبنان وسوريا، وتتصرف على أساسها فعلًا وليس قولًا.. شكلًا ومضمونًا… حيث أن العالم، وخصوصًا نحن العرب تعبنا من كذبها وخبثها وتآمرها.. ودفعنا دماءً ذكية وغالية… كما يجب أن تعي إن “الاستراتيجيات يجب أن تتغير، وذلك وفقًا للظروف المستجدة، ولا يمكن لأحد حل العديد من القضايا العالمية والإقليمية بالجمود والديماغوجية، واستخدام التكتيكات نفسها” التي تعودت إيران عليها وتحاول ان تعوّد العالم وتعودنا عليها!

الم يحن الوقت إن يتغير الدستور الإيراني الذي يفوض المرشد الأعلى، الاضطلاع بمسؤولية القائد العام للقوات المسلحة وإعلان الحرب

الم يحن الوقت لنزول مؤسسة أسمها، أو تطلق على نفسها صفة “الولي الفقيه” أو “المرشد الأعلى” المتربعة على قمة هرم السلطة عن ظهر الشعب الإيراني، الذي عانى الأمرّين كي يعيد صناعة مستقبله.. ومستقبل الأجيال الصاعدة في عصر الذكاء النوعي التراكمي الكمي… الم يحن الوقت إن يتغير الدستور الإيراني الذي يفوض المرشد الأعلى، الاضطلاع بمسؤولية القائد العام للقوات المسلحة وإعلان الحرب، وتعيين وعزل الأفراد التاليين لوحده دون الرجوع أو مشاورة احد:

نصف أعضاء مجلس صيانة الدستور البالغ عدد أعضائه 12 عضوا: رئيس السلطة القضائية، رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، القائد الأعلى لقوات الحرس الثوري، القيادات العليا للقوات المسلحة وقوى الأمن.

إقرأ أيضا: السعودية.. إعدام 6 إيرانيين أدينوا بتهريب المخدرات

الم يحن الوقت في إيران لوقف هيمنة المرشد الأعلى على مجلس الشورى، وعلى رئاسة الجمهورية واعتبار ولاية الفقيه ولاية الرسول صلى الله عليه وسلم، فالولي الفقيه -بالنسبة للخميني- ومن جاء بعده معين من قبل الإمام المهدي الغائب، ولذلك لا يجوز الاعتراض على قراراته بناءً على الحديث المنسوب إلى المهدي -لا نعرف من أين جاءوا به- والذي يقول “إن الراد على الفقهاء كالراد علينا، وكالراد على الله” والعياذ بالله… إيران متهمة بتعليم وتوجيه ديني متخلف يفصل الإنسان عن الحياة الدنيا، وعن قدراته في تحديد الاشياء.

الم يحن الوقت في إيران لوقف هيمنة المرشد الأعلى على مجلس الشورى، وعلى رئاسة الجمهورية واعتبار ولاية الفقيه ولاية الرسول صلى الله عليه وسلم

يقول ألدوس هكسلي: ان أعظم خطيئة بحق العقل البشري، هي تصديق الأشياء بدون دليل. نعم، أعظم خطيئة… لم تعد إيران في موقع من يقرأ ويكتب في الكتب والدفاتر القديمة نفسها ويراهن على ماضيٍٍ مضى… لم يعش قائد فيلق القدس قاسم سليماني ليرى المجد الذي بناه يتهاوى. هو الذي أعلن قبل سنوات سيطرة إيران على أربع عواصم عربية اهمها سوريا. ها هي طهران بدأت تنكفئ عنها واحدة تلو الأخرى. حتى الأمين العامّ لـ”الحزب” السيّد حسن نصرالله لم يُكتب له أن يرى “الهزائم” التي تتوالى… نعم، لقد تأخّر مشروع تقويض نفوذ إيران في المنطقة وإنهائه أربع سنوات، وكانت شرارة إطلاقه اغتيال سليماني في العراق، علمًا أنّ طهران لم تلتقط الإشارة, وأصرّت على الانتقال إلى وحدة الساحات والجبهات التي تشهد تفكّكًا متتابعًا ساحة تلو الساحة.

لقد تأخّر مشروع تقويض نفوذ إيران في المنطقة وإنهائه أربع سنوات، وكانت شرارة إطلاقه اغتيال سليماني في العراق

الهزيمة ليست نصيبا ولا قدرا، ولا تقع مصادفة أو على حين غرة، وإنما هي من صنع أيدي المهزومين ومن نتاج ما فعلوا… إيران المنهزمة اليوم تدرك أنَّ أجنداتها في المنطقة تمزقت، وهلالها اختفى من سماء الشرق الأوسط، وأنَّ حسابات ما يجب فعله والمحافظة عليه، تندرج تحت بند واحد فقط هو البحث عن مصالحها فقط، وتعتمد سياسات تقارب.. وتصفير أزمات مع دول الجوار، وخفض التصعيد إلى أقصى حد مع الولايات المتحدة (إدارة الرئيس دونالد ترامب)، والسعي لإتفاق ينهي مسألة الملف النووي، يتيح لطهران فاعلية إقليمية، أمام تحولات الشرق الأوسط الجديد.

السابق
الأمم المتحدة: نظام غزة الصحي على شفير الانهيار التام
التالي
خبر سقوط نظام الأَسَد في الصّحافَة الإسرائيليّة!