عامٌ مضى.. ظلال ثقافية خافتة في ظل الحرب!

ظلال الثقافة والأدب والفن في السنة المنصرمة، كانت خافتة ومواربة بنسب متفاوتة. وما ساهم في ترسيم هذا الخفوت والتراجع والمراوحة، تلك الأحوال القاسية التي ألمّت بمرافق البلاد،حيث اندلعت الحرب بين اسرائيل و”حزب الله”، وتأثرت البلاد بظلال هذه الحرب،فكانت ظلال النار والدمار والخراب، جراء الحرب الإسرائيلية على لبنان، هي الظلال الكبيرة والقاتمة، وخيمت فوق كل حركة ونشاط، فوق كل ظل ثقافي ممكن،على طول البلاد وعرضها،وخصوصاً العاصمة بيروت.

السنة الثقافية-الأدبية في 2024، انعكست سلباً على حركة النشر والمعارض الفنية والتظاهرات الثقافية، وأبرزها معرض الكتاب السنوي الذي احتجب هذه السنة لظروف قاهرة، فلا الفعالية التي دأب عليها «النادي الثقافي العربي» منذ عام 1956 (وهو أول معرض للكتاب في المشرق العربي) أبصرت النور في عاصمة الكتاب والنشر، وكذلك تأجّل المعرض المنافس الذي تقيمه نقابة الناشرين اللبنانيين لموعد يحدد لاحقاً. وبدورها أعلنت دور النشر، بحذر وبخجل عن إصداراتها،القليلة وربما النادرة قياساً بأعوام سابقة.

وشهدت سنة 2024 إنطفاء شعلة ثقافية ،تمثّلت برحيل قامات أدبية رفيعة. فمن أبرز الأسماء التي غيّبها الموت عن الساحة الثقافية والأدبية: الشاعر شوقي أبي شقرا، أحد وجوه مجلة «شعر» وصاحب القصيدة السوريالية الريفية في الشعر اللبناني،والذي حقق نقلة في اللغة الفصحى، بعدما أضاف الى علائقيتها ما يصنع جديداً في البناء التعبيري والدلالي. كما ورحل الكاتب والناقد الياس خوري صاحب «باب الشمس» الذي ودّع محبيه بكتاب مرجعي حول معنى النكبة الفلسطينية، والشاعر جاد الحاج، أحد الأصوات المميزة في جيل السبعينيات الشعري وصاحب رواية «شجرة الحنبلاس»، التي يحلل فيها أسباب الحرب اللبنانية، بما يغاير التفسير الطائفي والفئوي، توفى في استراليا حيث كان يعيش.

وأبى اليوم الأخير من السنة أن يترك الساحة الثقافية دون أن يخطف رائد الأدب والثقافة،الشاعر والكاتب سمير سعد مراد ، صاحب رواية “هاجر” وسواها من الكتب، التي افتتحت سيرة موت الحياة في بداية الحياة نفسها.

السابق
«ما تشرب وتسوق» وحذارِ اطلاق النار.. حملات لـ«قوى الأمن»
التالي
بعدسة «جنوبية»: مولوي يُطلق الدوريات الأمنية ويُعوّل على اللبنانيّين!