انتشر فيديو قبل ايام وزعه عدد من النشطاء اللبنانيين المحسوبين على محور الممانعة، يدعي فيه نازحون سوريون شيعة مقيمون في لبنان، انهم يتعرضون لتهديدات، كما تم توزيع فيديو آخر يقول فيه احد المشايخ الشيعة المقيمين في مديمة حمص، ان هناك عمليات تعدي وخطف، وان شقيقه وزوجته خُطفوا من قبل مسلحين مجهولين وما زال مصيرهم مجهولا، وقد تفاعل بعض الموجودين عندما هدد الشيخ بالدفاع عن النفس.
بالمقابل تم نشر فيديوهات قبل اسبوع، تظهر افرادا من “هيئة تحرير الشام”، وهي كبرى فصائل الثورة، يقومون بحراسة مقام السيدة، بصحبة رجال دين شيعة، يدعون السكان الى عدم الركون الى الخوف والذعر، ويؤكدون ان لا ممارسات طائفية ضدهم، ولا وجود لفوضى او حدوث عمليات امنية وعسكرية، تستهدف احدا من قبل الحاكمين الجدد.
فيديوهات كاذبة
وتعليقا على ذلك، قال الدكتور علي بعلبكي المقيم في منطقة السيدة زينب ل”جنوبية”، ان “الفيديوهات المنتشرة التي تصوّر ان هناك تعديات على الشيعة في مناطق تواجدهم في سوريا، هي فيديوهات تحريضية، محملة بأكاذيب وتلفيقات من قبل ضعاف النفوس، الذين يبغون الفتنة الطائفية بين فئات الشعب السوري، لأسباب سياسية واحيانا معيشية رخيصة، وقد رأيت الفيديو الاخير، الذي يدلي فيه بعض الموتورين النازحين المقيمين في لبنان، بتصاريح تدعي ان هناك تهديدات لأهالي السيدة زينب، ولأهالي مدينتي النبل والزهراء”، وأضاف “: أنا بالمقابل أؤكد ان لا أحد من مقاتلي الهيئة دخل الى بيوت ومنازل الشيعة، وهددهم او خطف منهم او تعدى عليهم، في تلك المواقع السكنية الآنفة الذكر”.
بعلبكي: أؤكد ان لا أحد من مقاتلي الهيئة دخل الى بيوت ومنازل الشيعة وهددهم او خطف منهم او تعدى عليهم
وكان كشف الدكتور بعلبكي في حديث سابق مع “جنوبية” عن “تشكيل لجنة برئاسة الشيخ أدهم الخطيب في بلدة السيدة زينب واتصل بمسؤوليي الهيئة، وارسل تطمينات من”الإخوان الثوار” ، وقام بحلّ بعض التجاوزات الفردية التي لم تؤثر الامن والسلم في البلاد، وهو ما زال يتواصل مع مقاتلي الهيئة باستمرار”.
وأوضح اليوم انه ” كما قلت سابقا،لا انكر انه جرت بعض التعديات الفردية غير المسؤولة بعد دخول الثوار الى المنطقة قبل اسابيع، وخصوصا على المؤسسات الايرانية الموجودة في منطقة السيدة وعلى حراسها، وهو امر كان متوقعا، وجرى معالجة هذه الاشكالات مع قيادة “هيئة تحرير الشام” وجرى انهاء هذه التعديات”. وتابع “من ناحية ثانية بالنسبة للوضع الانساني، وبعد توارد الانباء عن خروج عدد من سكان حي السيدة زينب من الشيعة، ونزوحهم الى لبنان خوفا من انتقام سلطة الثورة منهم التي قلبت حكم بشار الاسد، فإن اكثرهم عاد مصطحبا عائلته بعد تأكده من جدية التطمينات وعدم وجود تعديات على احد كما اسلفنا”.
بعلبكي: لا احد في سوريا لديه رغبة حاليا في حمل السلاح فثقافة السلاح غير موجودة لدينا، واللحمة الوطنية راسخة في وجداننا
وخلص الدكتور بعلبكي الى القول “ان التحريض الحاصل مصطنع، وهدفه احداث فتنة بين الطوائف والملل في صفوف الشعب السوري، غير ان لا احد في سوريا لديه رغبة حاليا في حمل السلاح، فثقافة السلاح غير موجودة لدينا، واللحمة الوطنية راسخة في وجداننا، لأننا غير طائفيين ولا نلتفت الى هذا التحريض الرخيص، ونتطلع الى التعاون بكل ايجابية محبة مع الحكم الجديد الذي يتطلع الى الحرية والسلام كما يعبر قادته دائما.