![احمد بيضون](https://janoubia.com/wp-content/uploads/2015/08/ahmad-baydun-720x480.jpg)
كتب الباحث احمد بيضون في منشور على حسابه عبر “فايسبوك”: “واضحٌ أنّ فرحَ السوريّين العارمَ إلى الآن إنّما هو فرحٌ بانهيار النظامِ الذي انهارَ وليس – على التعميمِ – فرحاً بنظامٍ خلَفَه. النِظامُ الخلَفُ لم يَنْشَأ إلى الآنِ أصلاً حتّى تنجلي المواقفُ منه”.
اضاف، “السوريّون فرحون بأمورٍ حسّيّةٍ حصلَت منها انهزامُ القتَلةِ والجلّادين وإخلاءُ السجونِ وإطلاقُ الألسنةِ والعودةُ إلى التظاهرِ الحُرِّ ورجوعُ كثيرين من المنافي، إلخ. وهي كلّها من مَظاهرِ انهيار النظام البائد وليست من “منجزاتِ” خَلَفٍ له مستقِرّ الأركان والسِمات”.
وتابع، “المتوقّعُ من هذه الأركانِ والسِماتِ تُبْنى التوقّعاتُ السوريّةُ له على ما هو معلومٌ من ماضي القائمينَ بالتغييرِ الزلزاليِّ الذي وَقَعَ ولكن أيضاً على ما يظهرُ من مواقفَ راهنةٍ لهم يبدو بعضُها غيرَ منتظَرٍ منهم ويُثيرُ بعضُها الآخرُ احتجاجاً وتستوي كلّها أغراضاً لتكهّناتٍ شتّى.
غيرَ أنّ النظامَ الجديدَ يُفْتَرَضُ ألّا تكونَ سِماتُهُ مرهونةً برغَباتِ القائمين بالتغيير وحدَهم. فَهَؤلاء حائزون ثقةَ سوريّين كثيرين وتأييدَهم، بلا ريبٍ، ولكنّ تظهيرَ المواقفِ التي تتوزّع بينَها كُتَلُ عُمومِ السوريّين وتعيينَ أوزانِها النسبيّةِ أمرٌ يقتضي حصولُه تحريرَ العَمَلِ والتنظيمِ السياسيَّينِ – بعدَ قَمْعٍ رهيبٍ طالَ عُقوداً – ورَهْنَ تكوّنِ النظامِ الجديدِ، مؤسّساتٍ وسياساتٍ، بِما يتمخّضُ عنهُ هذا التحريرُ من إرادةٍ عامّةٍ تَتَعَيّنُ (وتَتغيّرُ) بالتَصويتِ الحُرّ”.
واستكمل بيضون، “هذا مفتَرَضُ الحُصولِ. وأمّا أن يكونَ هذا هو ما سيحصُلُ فِعلاً فأمرٌ ستُحَدِّدُه موازينُ الولاءِ والصراع ما بينَ القائمينَ بالتغيير، الممسكين بزِمامِ القَرارِ الآنَ، وغيرِهم من السوريّين: المتربِّصينَ حاليّاً أو الموزًعينَ بينَ توجُّهاتٍ شَتّى”.
وختم، “هذا كلّه يسعُهُ أن يكونَ موضوعَ اجتِهادٍ أو تخمينٍ ولكنّه ليس ممّا يُقْطَعُ بمَعْرِفتِه سَلَفاً”…