لغز «الطائرة المنكوبة».. هل أسقطتها الصواريخ الروسية؟

حوادث الطيران

كانت طائرة الخطوط الجوية الأذرية التي سقطت في طريقها من باكو إلى غروزني في روسيا، تقل 62 راكبا و5 من أفراد الطاقم، لقي 38 منهم مصرعهم.

وكعادة حوادث الطيران المدني، أثار سقوط الطائرة لغزا كبيرا، خاصة مع الطريقة التي ارتطمت بها بشكل مفاجئ بالأرض، ما تسبب في انشطارها إلى نصفين.

وكشفت أحدث التحقيقات عن ظروف الحادث الذي وقع الخميس 26 ديسمبر، عن إمكانية تسبب الدفاعات الجوية الروسية في سقوط الطائرة، خاصة أنها سقطت في منطقة تقاتل خلالها روسيا المسيرات الأوكرانية.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تواجه خلالها روسيا اتهامات بإسقاط طائرة مدنية، إذ حدث ذلك في عام 2014 مع طائرة تابعة للخطوط الماليزية، فماذا نعرف عن سقوط الطائرة الأذرية، والاتهامات الموجهة لموسكو؟

هل أسقطت روسيا الطائرة؟

تشير النتائج الأولية للتحقيق الذي أجرته أذربيجان حول أسباب سقوط الطائرة إلى أن الحادث جاء نتيجة للإصابة بصاروخ روسي مضاد للطائرات، أو شظايا منه على الأرجح.

الاستنتاج الذي توصلت إليه التحقيقات كشف عنه أشخاص مطلعون على التحقيق، وفقا لما نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، وآراء خبراء الطيران وفقا للأضرار المرئية من صور الحادث.

إقرأ أيضا: «الصحة العالمية» تعلن خروج آخر مرفق صحي رئيسي شمالي غزة عن الخدمة

وقال شهود من بين 29 شخصا كُتبت لهم النجاة من الحادث، إنهم سمعوا انفجارا قوية قبل سقوط الطائرة التي كانت تقل الرحلة رقم 8243 في طريقها إلى غرزوني في منطقة الشيشان الروسية، قادمة من باكو في أذربيجان.

وانحرفت الطائرة عن مسارها فجأة فوق جزء من روسيا كانت تتعامل خلاله الدفاعات الجوية مع مسيرات أوكرانية، قبل أن تسقط الطائرة لاحقا في غرب كازاخستان بالقرب من مدينة أكتاو على بحر قزوين.

وكشف مطلعون على التحقيقات إن روسيا هي التي تسببت في تحول مسار الطائرة الجوي، وقامت بتعطيل نظام تحديد المواقع العالمي “GPS”.

لكن وكالة مراقبة الطيران الفيدرالية الروسية قالت إن الحادث جاء نتيجة اصطدام سرب من الطيور بالطائرة، بينما قال رئيس هيئة الطيران المدني الروسية، دميتري يادروف، إن أوكرانيا كانت تشن هجوما على روسيا بالمسيرات خلال وقت سقوط الطائرة.

وأعلن يادروف أن الطائرة حاولت مرتين الهبوط في مطار عاصمة الشيشان، قبل أن تتوجه نحو كازاخستان لتتحطم هناك، مشيرا إلى أن كييف كانت تستهدف منشآت مدنية في نفس التوقيت.

وأصدرت الخطوط الجوية الأذربيجانية في بيان نقلته “رويترز” بيانا قالت خلاله إن النتائج الأولية للتحقيقات أظهرت تحطم الطائرة بسبب “تدخل مادي وفني خارجي”.

وعلقت الخطوط الأذرية رحلاتها إلى 7 مدن روسية بعد حادث التحطم، وقالت في بيان لها إن ذلك يأتي من أجل “سلامة الرحلات” والحد من المخاطر المحتملة.

وقال مسؤول أميركي لم يكشف عن هويته، في تصريحات نشرتها صحيفة “تلغراف” إن المؤشرات الأولية تؤكد أن روسيا أسقطت الطائرة بأنظمة الدفاع الجوي لديها.

كما قالت شركة “أوسبري فلايت سوليوشنز” وهي شركة أمن طيران في المملكة المتحدة، إن طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية ربما سقطت نتيجة لضربة من نظام دفاع جوي عسكري روسي.

سابقة تدين روسيا

قبل ما يزيد عن 10 سنوات، تحطمت طائرة ركاب تابعة لشركة الخطوط الجوية الماليزية، في منطقة تحت سيطرة قوات تابعة لروسيا في شرق أوكرانيا.

وقالت الولايات المتحدة إن الطائرة أسقطت بصاروخ، وفقا لما نشرته “سي إن إن” آنذاك، بعد أن أثبت نظام الرادار رصد تشغيل نظام صاروخي “أرض – جو” تتبع الطائرة قبل سقوطها مباشرة.

الطائرة الماليزية التي سقطت في أوكرانيا، كانت تقل 298 شخصا بينهم 80 طفلا، وجميعهم ماتوا في الحادث، وأكدت أميركا فيما بعد أنه وقع نتيجة لصاروخ روسي الصنع، أطلق من اللواء 53 المضاد للطائرات التابع للجيش الروسي.

وقالت الخارجية الأميركية في يوليو الماضي، في بيان لإحياء الذكرى العاشرة لسقوط الطائرة، إن القوات الروسية المتمركزة في كورسك هي التي أسقطت الطائرة، وطالبت بمحاسبة موسكو على الحادث بالإضافة إلى “جرائم الحرب” في أوكرانيا.

إقرأ أيضا: سوريا.. من ثورة «الإسلام الأصولي» إلى دولة «إسلام الهوية»

وأكدت الحكومة الأميركية أنها ستعمل على محاسبة جميع المسؤولين عن إسقاط طائرة الركاب المدنية، الذين فقدوا أرواحهم في حادث 17 يوليو 2014، مهما كان الطريق طويلا.

ماذا قالوا عن سقوط الطائرة؟

طالب أندري يرماك رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، في بيان، الجمعة، بمحاسبة روسيا على سقوط طائرة الخطوط الأذربيجانية، مؤكدا أن موسكو أسقطتها بصاروخ.

لكن الكرملين حذر من “الفرضيات” التي تشير إلى أن روسيا أسقطت الطائرة بأنظمة دفاعاتها الجوية، وقال المتحدث باسمه، دميتري بيسكوف: “سيكون من الخطأ طرح أي فرضيات قبل نتائج التحقيقات”.

وعلق جاستن كرومب، الذي يعمل في شركة الاستشارات في مجال المخاطر “سيبيلين” في حديث لـ”بي بي سي” إن الطائرة سقطت نتيجة لاستهدافها بصاروخ دفاع جوي روسي في الجزء الخلف واليسار من الطائرة.

وأشار مسؤول كازاخستاني في تصريحات للصحافيين، الخميس 26 ديسمبر، إلى أن أسطوانة أكسجين على متن الطائرة انفجرت قبل لحظات من وقوع الحادث، دون الإشارة إلى الدفاعات الجوية الروسية.

وقال نائب رئيس الوزراء الكازاخستاني، كانات بوزومباييف، لوسائل إعلام محلية، إن المحققين نجحوا في العثور على الصندوق الأسود في موقع تحطم الطائرة، فيما يعني أن هناك الكثير من الأسرار سيكشف عنها لاحقا.

وأصدر رئيس كازاخستان، قاسم جومارت توكاييف، قرارا بإجراء تحقيق شامل في الحادث، مع تشكيل لجنة خاصة للإشراف على الإجراءات، وأرسلت طواقم طبية ومتخصصين لمساعدة الناجين.

السابق
ضربة جوية جديدة على صنعاء.. و«الحوثي» تتهم أميركا وبريطانيا
التالي
أزمات إيران الهيكلية: صراع بين الشعب والنظام