«حرب الإسناد» بين «خطأ» الإعلان والميدان!

حزب الله قصف كريات شمونة

أخطأ “حزب الله”، عندما أعلن انتصاره في حرب إسناد غزة مع العدو الصهيوني. فهذا الاعلان عدا عن عدم صحته، على الرغم من تحقيقه إنجازات مهمة، حصر النقاش بين الإقرار بهذا النصر، وبين اعتبار ما حصل هو الهزيمة بعينها.

اعتقد ان هذا النقاش ظالم للحزب قبل غيره. فحصيلة الحرب لم تكن نصرا له، وإن كان قد ربح عددا من المواجهات بمعنى تأكيد حضوره وشجاعة مقاتليه. وللمفارقة، فإن وراء كل فوز للعدو، فوز مختلف للحزب، اذا أردنا ان نكون منصفين. لقد نجح العدو بإغتيال مختلف قيادات الصف الأول والثاني والثالث للحزب، وعلى رأسهم امينهم العام وهذا انجاز هائل لصالح العدو ، الا ان ورغم هذه الخسائر الفادحة في صفوفه،استمر الحزب، في المواجهة وصمد طيلة شهرين في معارك ملحمية، اثبت خلالها جدارته وعمق ايمانه بمبادئه.

لقد نجح العدو بإغتيال مختلف قيادات الصف الأول والثاني والثالث للحزب، وعلى رأسهم امينهم العام

 ظهر ان اسرائيل، تعرف أدق التفاصيل عن قيادات الحزب وطاردتهم ونالت منهم، من قادة المسيرات، والصواريخ، وقادة ، ميدانيين، ورغم ذلك لم يتوقف إطلاق الصواريخ والمسيرات على العمق الاسرائيلي، كما بان ان الحزب يعرف الكثير عن مختلف مواقع العدو، ومدى ودور كل منها. وعلى الرغم من وجود مئات وربما آلاف المسيرات للمراقبة والمزودة بأحدث الصواريخ، فوق رؤوس مقاتلي الحزب، فإنه استمر في امطار العدو بالصواريخ والمسيرات، والتحم معه في مواجهات شرسة وغير متكافئة، حيث من المرجح ان كل جريح ضمن قواته هو على الأغلب شهيد.

ظهر ان اسرائيل، تعرف أدق التفاصيل عن قيادات الحزب وطاردتهم ونالت منهم، من قادة المسيرات، والصواريخ، وقادة، ميدانيين

   اعتمد الحزب على الانفاق، وعلى راجمات الصواريخ وعلى المسيرات، وهذا ما ساعده على الصمود، ومنع العدو من سحقه بالطيران، كما حصل بالحروب مع الجيوش العربية و بالقيادة المشتركة عام ٨٢، حيث ابيدت مختلف الآليات ومواقع المدفعية الثابتة قبل بدء المعركة.

الاستخفاف بصمود الحزب، لاسباب سياسية قد تكون محقة، تؤسس وتقود، ولو عن غير قصد، إلى مناخ انهزامي علينا الحذر من الوقوع به.

هذا بعض ما بإمكان الحزب الفخر به وشرحه وتوضيحه ويحقق التوازن، مع أي تقييم نقدي لدوره وحساباته الخاطئه، ربما حول توقع دخول اقوى للحلفاء في محور المقاومة، وحول ما سمعنا فترة الحرب عن عدم السماح له، بإستخدام صواريخ اكثر تطورا، خشية من تطور المواجهات حتى تطال ايران.

إقرأ أيضا: بالصور: الجيش الإسرائيلي يزعم العثور على وثائق لـ «قوة الرضوان» في الجنوب

قد يكون الحزب مضطرا لعدم الادلاء بإيضاحات، تبرر عدم تدارك الأمور والاستماع إلى نصائح المحبين والمبغضين، بالتوقف عن حرب الاسناد، وقد اثبتت عدم جدواها بإنقاذ غزه، الا ان الصمت ربما يُريح حلفاؤه ولكنه يظلمه.

الاستخفاف بصمود الحزب، لاسباب سياسية قد تكون محقة، تؤسس وتقود، ولو عن غير قصد، إلى مناخ انهزامي علينا الحذر من الوقوع به

على الحزب ان يقيم ويعلن اين أخطأ بالحساب وأين خذل، لأن سمعته ومصيره على المحك، لأن بديل تقديم التفسيرات المقنعة،  هو الاستسلام واليأس من مواجهة اسرائيل وحلفائها.

 هذا رأي حول الميدان، أما بالسياسة ربما من المفيد ان يستمع الحزب إلى رأي الآخرين، حول اخطائه.

السابق
استهدفت أسلحة استراتيجية لحزب الله.. ما جديد الغارة الاسرائيلية على البقاع أمس؟
التالي
خاص «جنوبية»: إسرائيل «تتمدد» وإيران «تتشدد».. هل «تتجدد» الحرب؟!