ما جرى في وادي الحجير، إبتداء من ساعات الصباح الأولى وحتى بعيدة الخامسة عصراً، حيث سجل إنسحاب الدبابات الإسرائيلية المتوغلة من ناحية القنطرة وعدشيت القصير- دير سريان.
و يحمل هذا التوغل في طياته أبعاداً إضافية، ترتبط على الأقل، بترتيب تنفيذ الإنسحاب الكامل لجيش العدو، في مهلة الستين يوماً، التي أعطته بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، حرية نبش المناطق التي يتواجد فيها، وتدمير ما لا يروق له من بيوت ومؤسسات، ومقار وأنفاق مفترضة لـ”حزب الله”.
ويؤكد نزول دبابات الميركافا، التي نالت مثيلاتها التدمير على ايد رجال المقاومة، في تموز العام 2006 حجم الثغرات او الترجمة، لقرار وقف إطلاق النار، المؤلف من 13 بنداً، الذي وقع عليه لبنان وحكومة الإحتلال، ما يتيح لإسرائيل أكثر فأكثر “العربدة” في ظل موازين القوى في محور المقاومة السابق، بعد التطورات الدراماتيكية في سوريا والأضرار البالغة في جسم المقاومتين اللبنانية والفلسطينية وإنكفاء الجبهة العراقية، وإستهداف البنية التحتية في اليمن.
فمنذ بدء سريان إتفاق وقف إطلاق النار صبيحة السابع والعشرين من تشرين الماضي، ضاعفت إسرائيل من عمليات التوغل والتقدم، التي كانت “عصية” عليها أثناء المواجهات مع “حزب الله”، خصوصاً في محاور الطيبة والبياضة ومربع التحرير، بين بنت جبيل وعيناثا وعيترون ومارون الراس، فإلتهمت مساحات جغرافية جديدة، منها التقدم إلى كل نواحي الناقورة وشمع والبياضة وديرميماس، وصولاً إلى اليوم، بحيث توغلت في دير سريان وعدشيت القصير والقنطرة، التي كان ما يزال قسم من أهلها فيها، ونزحوا عنها بعد تقدم آليات العدو.
وبذلك تظهر خارطة الإحتلال، تمركز قواته، بشكل مباشر أو تحت السيطرة النارية، في المناطق، التي كانت تحت سيطرته، ما قبل العام ألفين، بإستثناء
بعض القرى المحيطة بمدينة بنت جبيل، من ناحية الغرب.
وفي هذا الوقت، تتجه الأنظار، إلى لجنة المراقبة الخماسية، برئاسة الولايات المتحدة الأميركية، التي من المقرر، أن يزور مبعوث رئاستها الخاص، عاموس هوكشتين، مهندس إتفاق وقف إطلاق النار، العاصمة اللبنانية بيروت، وعاصمة الكيان الإسرائيلي، مطلع السنة المقبلة، لبحث تنفيذ آليات وبنود الإتفاق.
وفي هذا الإطار أكدت مصادر متابعة للوضع في الجنوب ل” جنوبية”، أن “إسرائيل نفذت المرحلة الأولى، التي أتيح لها خلالها القيام بكل ما تريده، من تفجيرات وهدم وإستكشاف”.
وأوضحت أن “المرحلة الثانية، التي يرتقب أن يبحثها هوكشتاين، تتعلق بالوضع في المنطقة المقرر إنسحاب إسرائيل منها، في غضون ستين يوماً، وربما وضع شروط أو عراقيل” لإطالة فترة الإحتلال، والتذرع بعدم سحب اسلحة “حزب الله”، من جنوب الليطاني.