بعد حرق مقام مؤسس المذهب في حلب.. بيان للمجلس الاسلامي العلوي في لبنان

المجلس الاسلامي العلوي

تمنى المجلس الاسلامي العلوي في لبنان “الأمن والأمان لشعب سوريا”، وذلك في بيان دعا فيه إلى إعطاء الحقوق لأصحابها و آداء الامانات الى أهلها ، وهو القاعدة المتينة التي تحفظ لأي مجتمعٍ تلاحم بنائه و مكوناته. 

وقال البيان: “لما كان حفظ الامن و الامان هو اساس قيامة دولة العدل “التي يقيمها الله ولو كانت كافرة ويبخسها ولو كانت مسلمة)، فإننا نراقب حال أهلنا في سوريا، وما يتعرضون له من اعتداءات سافرة على المقدسات والكرامات والارواح والممتلكات، وآخرها الاعتداء على مقام السيد أبي عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي الذي لن يضرَّ رتبتهُ الشريفة جهالة بعض القوم، وتجاهل آخرين”. 

وأضاف: “لا يمرّ يومٌ دون سماع نبأ اعتداء على قريةٍ هنا أو مقام هناك، أو أحد الأعيان، أو قاضٍ أو جندي سابق أو موظف، وصولا الى طرد آلاف الموظفين من أعمالهم التي فيها قوتُ عيالهم (على قلّة الزاد) مما يوحي بحملة انتقامية ممنهجة على طائفة بعينها، وتحميلها أوزار الماضي الذي شارك الجميعُ فيه، والاقتصاص من أبنائها ممن لا ذنب لهم سوى إيمانهم بمنطق الدولة الوطنية، وعدم جواز الخروج عن النظام العام فيها، لما فيه من مفاسد مقدمة على جلب المصالح، وهذا معمول به عند ابناء الطائفة المسلمة العلوية، وهو ما اتفق عليه جمهور أهل السنة منذ القرن الثاني”.

إقرأ أيضا: اشتباكات عنيفة في طرطوس وريف اللاذقية وسقوط قتلى وجرحى

واعتبر البيان “إن إيمان المسلمين العلويين بمنطق الدولة، هو الذي جعلهم كغيرهم من أبناء سوريا يؤيدون نظام الحكم السابق، وهم أنفسهم سيؤيدون نظام الحكم الجديد إذا ما قدّم لهم نموذج الدولة المدنية التي تلبي طموحاتهم، وترضي تطلعاتهم في الأمن والأمان والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، دولة مدنية، الدين فيها لله و الوطن للجميع، ترعى حقوق جميع مكونات الشعب السوري الطيب العريق، من مختلف الطوائف والقوميات. دولة مدنية يشارك في صياغة دستورها جميع أبنائها من مختلف المكونات، وسيكون المسلمون العلوين جزءا لا يتجزّاُ من هذه الدولة، وسيكونون من خيرة بنّائيها وحماتها والمدافعين عنها، وقد رفعوا علم التغيير، علم البلاد الجديدة”.

ودعا البيان الإدارة الجديدة لسوريا، والتي سالمها المسلمون العلويون، لا عن ضعف بل عن إيمان وقناعة بضرورة التغيير، والتمهيد لبناء سوريا الجديدة، أن تتحمل مسؤلياتها بضبط مسلسل الاعتداءات المتكرر، وعدم تسخيفها بوصفها “مجرد تصرفات فردية” لأن تراكمها المريب يؤكّد أنها حملة انتقامية ممنهجة، كما نطالبها بمحاسبة الذين اعتدوا على المقام و قتلوا الابرياء المتواجدين في حرمه، والمسارعة بإعادة ترميمه، وكذلك محاسبة كل من تسول له نفسه الاعتداء على الآمنين العزل في أي مكان”.

وختم: “نناشد الدول الراعية لما يسمى اتفاق استانة، والدول التي حضرت في اجتماع الدوحة قبيل سقوط النظام، والمجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة، التدخل السريع لوقف هذه الانتهاكات قبل طوفان الغضب العلوي الذي لن يتنازل عن كرامته ووجوده وحقه في الحياة الحرة الكريمة له ولسائر أبناء الشعب السوري تحت أي ظرف كان. ونسأل الله الأمن و الأمان لشعب سوريا كل سوريا ، و السلامة لوحدتها أرضاً و شعبا”.

إقرا أيضا: وجيه قانصو: السقوط الخاطف للنظام السوري يدل على رهانات النظام الإيراني الخاطئة

ويشار إلى أن اعتداءات حصلت على عدد من المقاومات التابعة للطائفة العلوية في سوريا بعد سقوط النظام السوري وسيطرة الفصائل السورية المسلحة على دمشق.

وقال مصدر بالداخلية السورية للجزيرة: أن عناصر من بقايا النظام البائد أحرقت المقام العلوي بعيد سقوط حلب لإثارة الفتنة.

وشهدت اليوم المدن السورية تظاهرات حاشدة احتجاجا على الإعتداء على مقام مؤسس المذهب العلوي في حلب الشيخ أبي عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي في حلب، وفق ما أفاد به شهود عيان ومصادر محلية.

وتداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة تظهر تجمع الأهالي في مدن اللاذقية، جبلة، والقرداحة، وهم يهتفون يطالبون بحماية الأماكن الدينية ومطالبين بعفو عام عن عناصر النظام السابق الموقوفين.

السابق
اشتباكات عنيفة في طرطوس وريف اللاذقية وسقوط قتلى وجرحى
التالي
متهم بارتكاب جرائم بحق سوريين.. جدل بعد «تسوية أوضاع» أحد أبرز «ضباط الأسد»