العلامة فضل الله : آن لهذا البلد أن يستقر ويرتاح وألا يكون صدى للآخرين

أشار العلامة السيد علي فضل الله في خطبة الجمعة اليوم إلى “إننا أحوج ما نكون إلى الكلام العقلاني الهادئ والرصين الذي لا يستفز الآخر أو يثير انفعاله ويؤدي إلى توتيره، في ظل أجواء التوتر التي نعيشها إن على الصعيد الطائفي أو المذهبي أو السياسي، لنتجنب بذلك الفتن التي يراد لها أن تعصف بواقعنا وتضعف أي موقع من مواقع القوة لدينا، ونكون بذلك أقدر على مواجهة هذه التحديات.
 
وتابع :”ونحن أمام ما يجري في الجنوب، نعيد دعوة اللجنة المكلفة بتنفيذ وقف إطلاق النار إلى أداء دورها كاملا على هذا الصعيد، والقيام بمسؤوليتها بالتطبيق لبنود هذا الاتفاق، وعدم التعامل معه بمعايير مزدوجة، واتخاذ الإجراءات الصارمة التي تمنع العدو من الاستمرار باستمرار خرقه لوقف إطلاق النار.

إقرأ أيضا: الهيئة الوطنية للمفقودين: المطلوب اعتماد منهجيّة عمل تقوم على الموضوعية العقلانية
 
ودعا فضل الله الحكومة اللبنانية  التي اجتمعت أخيرا في مدينة صور إلى تنفيذ القرارات التي تضمن الإسراع في رفع الركام الهائل الذي يغطي مساحات كبيرة في الضاحية والجنوب والبقاع الأقصى الذي لا يزال يشهد بطئا مع كل التبعات التي قد تحصل من وراء ذلك، وفي العمل على مسح الأضرار في المباني والمؤسسات تمهيدا لتقديم المساعدات التي تضمن للمتضررين العودة إلى أماكن سكناهم وتوفير الإيواء لمن فقدوا بيوتهم إلى حين إعمارها وعدم إبقاء ذلك على عاتق البلديات التي لا تمتلك الإمكانات المادية والبشرية أو القدرات للقيام بهذا الدور أو على الجهات المعنية التي تقوم بدورها، في ضوء ما تمتلكه من إمكانات”.

كما دعا القوى السياسية إلى توفير الظروف التي تضمن انتخاب رئيس للجمهورية في الموعد المحدد له وعدم تأخيره في ظل الحاجة إلى تأمين هذا الاستحقاق، والذي بات ملحا في هذه المرحلة للتداعيات السلبية في استمرار الفراغ على صعيد بناء مؤسسات الدولة واستقرارها.

ودعا اللبنانيين إلى الوحدة لمواجهة أعباء هذه المرحلة والتحديات التي تنتظرهم إن على صعيد الداخل حيث يعاني على المستوى الاقتصادي والأمني وعلى مستوى إعمار ما تهدم، أو على صعيد ما يجري في المنطقة.

وقال :”لقد تعب البلد من الفتن والتوترات وإثارة الحساسيات، وقد آن لهذا البلد أن يستقر ويرتاح وألا يكون صدى للآخرين ولكل من لا يريد خيرا به”..

واعتبر فضل الله أن سوريا تشهد مرحلة جديدة على الصعيد السياسي، وهي بذلك تطوي مرحلة حكمت هذا البلد لعقود من الزمن. إننا نأمل أن تأتي التطورات لما فيه مصلحة الشعب السوري وخيره، وبأن يتحقق له الأمن والأمان والسلام والعدالة والوئام بين مكوناته وطوائفه ومذاهبه وأعراقه. 

إقرأ أيضا: هكذا يعيد إسقاط الأسد تشكيل الشرق الأوسط

وأضاف: نريد لسوريا أن تبقى رائدة على الصعيد العربي والإسلامي وتؤدي دورها فيه، وأن تعي مدى خطورة العدو الصهيوني الذي يجب أن تكون البوصلة دائما في اتجاه العداء له والتصدي لمطامعه في أرضه وثرواته ولمشاريعه التفتيتية، وهو سارع ومنذ اليوم الأول لوصول النظام الجديد إلى استهداف مقدرات هذا البلد وتدمير كل عناصر القوة فيه على نحو غير مسبوق وفي ظل صمت مطبق بما يعيق قيامه ونهوضه وتطلعه إلى استعادة وحدته وسيادته على بلده ودوره الطليعي والفاعل في هذه المنطقة”.
 
واكد فضل الله على ضرورة ألا ننسى الشعب الفلسطيني الذي لا يزال يقاوم العدو في قطاع غزة ويكبده الخسائر رغم كل الكوارث التي حلت به، وخصوصا أن العدو قد يعمل على الاستفادة من كل التطورات في المنطقة ليضاعف من ضغطه على هذا الشعب لدفعه للتهجير من الضفة أو غزة إلى الأردن بوصفها الوطن البديل للفلسطينيين الذي يسعى الإسرائيليون لتحقيقه، وهو ما ينبغي للجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي أن يواجها هذا المشروع ويحولا دون تحقيقه”.

السابق
إسرائيل تأمر جيشها للبقاء على جبل الشيخ المطل على دمشق خلال الشتاء
التالي
مجازر دموية في غزة.. اكثر من 33 شهيدا وسط القطاع