في تحول لافت يعكس التغيرات الجذرية التي تشهدها سوريا بعد سيطرة الفصائل المسلحة على العاصمة دمشق، تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً يظهر عملية إزالة صورة القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، والأمين العام السابق لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله من واجهة السفارة الإيرانية في دمشق.
تزامن هذا الحدث مع إعلان الفصائل السورية المسلحة صباح الأحد السيطرة الكاملة على دمشق، وذلك بعد ساعات من تأكيدها مغادرة الرئيس السوري بشار الأسد للعاصمة، ما دفع العديد من المهجّرين السوريين في الخارج إلى دعوة للعودة إلى “سوريا الحرة” بعد أن أعلنوا دمشق “حرة من الطاغية”.
ويأتي ذلك بعد إعلان الفصائل السورية المسلحة عن “تحرير” دمشق، بعد معركة استمرت اسابيع، تم خلالها السيطرة على معظم المدن الاستراتيجية في سوريا.
وأشارت مصادر متعددة إلى أن الرئيس بشار الأسد غادر دمشق إلى وجهة غير معلومة، وذلك بعد وقت قصير من بدء قوات المعارضة تقدمها نحو العاصمة. وتزامن ذلك مع إخلاء مطار دمشق الدولي وإيقاف كافة الرحلات الجوية، ما أدى إلى تفاقم حالة الفوضى في المدينة. كما أفادت تقارير محلية بأن الجيش السوري قد أصدر تعليمات بتسريح الجنود في العديد من الوحدات العسكرية، بينما تحدثت مصادر أخرى عن عمليات فرار جماعي لقوات النظام من مواقعها في العاصمة.
في ردٍ رسمي على هذه التطورات، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، الأنباء التي تحدثت عن إخلاء السفارة الإيرانية في دمشق. وقال بقائي في إفادة صحافية: “الادعاءات المتعلقة بإخلاء سفارة إيران في دمشق غير صحيحة، والسفارة ما زالت فعّالة وتواصل أنشطتها المعتادة”. إلا أن مقاطع الفيديو التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت بوضوح عملية إزالة صور قادة إيران وحزب الله من أمام السفارة، ما يعكس تراجع نفوذ طهران في سوريا بشكل كبير.
إقرا أيضا: قيادة الجيش السوري أبلغت ضباطها بسقوط النظام.. ما هو مصير الأسد؟
في هذا الوقت عمّت الاحتفالات التي عمّت شوارع دمشق بعد إعلان السيطرة عليها. فقد خرج السوريون في مسيرات عفوية، معبرين عن فرحتهم بسقوط نظام الأسد، ما يعكس بداية حقبة جديدة قد تشهد تغييرات جوهرية في مستقبل سوريا.
كما عبّر السوريون المهجّرون في الخارج عن أملهم في العودة إلى “سوريا الحرة”، في وقت يؤكد فيه قادة المعارضة السورية أن “الطريق أصبح مفتوحًا لمرحلة جديدة بعد 50 عامًا من القمع والاستبداد”.