«حزب الله» في سوريا .. «أم المعارك» للدفاع عن معاقله الاستراتيجية

تعد سوريا شرياناً حيوياً ل"حزب الله"، ما دفعه للانخراط العسكري المباشر لدعم النظام السوري منذ اندلاع الحرب في عام 2011، حيث دافع عن النظام في مواجهة محاولات إسقاطه من قبل ثوار المعارضة السورية، ودفع اثمانا باهظة فسقط حوالي 5000 مقاتل من منتسبيه بين قتيل وجريح.

نقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين امنيين لبنانيين، أن “حزب الله” أرسل   أول من امس عددا صغيرا من “نخبة قواتها”من لبنان إلى سوريا، بهدف المساعدة في منع فصائل المعارضة السورية  من الاستيلاء على مدينة حمص ذات الأهمية الاستراتيجية.

وكانت هيئة تحرير الشام والفصائل الحليفة المعارضة للنظام السوري، قد شنت في 27 نوفمبر هجوما خاطفا انطلاقا من معقلها في إدلب (شمال غرب)، في اتجاه مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية، وسيطرت الخميس على مدينة حماة، رابع كبرى مدن سوريا، بعد أيام على سيطرتها على حلب التي خرجت من قبضة النظام بالكامل، للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع في 2011.

العودة الى سوريا

و اول من أمس اعطى  امين عام “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، اشارة العودة للتدخّل العسكري في سوريا عندما قال في كلمة له، “إنّ العدوان على سوريا ترعاه أميركا وإسرائيل،اللذان يريدان اسقاط النظام في سوريا وأن تحدث الفوضى وأن تُنقل من الموقع المقاوم إلى الموقع الآخر المعادي الذي يخدم العدو الإسرائيلي، وان “حزب الله” سيكون إلى جانب سوريا في إحباط أهداف هذا العدوان “.

إقرأ أيضا: الحزب عودٌ على عون الأسد.. «حيث لا يجرؤ الآخرون»!

وفي حين عارض المرصد السوري لحقوق الانسان أمس الجمعة معلومات وكالة “رويترز”، بتأكيده ان “حزب الله” لم يساند النظام السوري عسكريا حتى الان، فان معلومات خاصة ل”جنوبية” مصدرها احد الاعلاميين الجنوبيين المقربين من الحزب، افاد انه و”منذ يوم الثلاثاء الماضي وبعد سقوط مدينة حلب يقوم بإرسال مقاتلين واسلحة الى العاصمة السورية دمشق لحماية معاقله فيها، وخصوصا في منطقة السيدة زينب، حيث ما زال يملك “حزب الله” مواقع حصينة يسانده فيها كتائب فاطميون التي تضم مقاتلين افغان شيعة، اضافة الى الفرقة الرابعة في الجيش السوري التي يقودها شقيق الرئيس اللواء ماهر الاسد، وهي تتمركز في الاماكن الاستراتيجية في العاصمة اهمها قصر المهاجرين الرئاسي.

وبعد سقوط مدينة حلب يقوم الحزب بإرسال مقاتلين واسلحة الى العاصمة السورية دمشق لحماية معاقله فيها، وخصوصا في منطقة السيدة زينب، حيث ما زال يملك “حزب الله” مواقع حصينة

وحسب المصدر ان “الحزب يقوم كذلك بتعزيز مواقعه في منطقة القصير بمحافظة حمص، على حدود محافظة البقاع اللبنانية، التي كان الحزب قد سيطر عليها عام 2013 بدعم من الطيران السوري، وجعلها منطقة عسكرية بعد نزوح اهلها عنها، ويعتبر الحزب ان القصير ستكون هدفا لقوات هيئة تحرير الشام في حال نجحت بالسيطرة على مدينة حمص، حيث اخفى “حزب الله” في جبالها وبطون أوديتها، احتياطه العسكري من الاسلحة الثقيلة والمصانع، التي نجت من هجمات الطيران الاسرائيلي، وهو لن يتخلى عنها بأي ثمن وسيدافع عن تلك المنشآت الاستراتيجية حتى النهاية”.

حزب الله وحيدا

اذن، الالتحام لم يحصل بعد بين “حزب الله” وفصائل المعارضة السورية الغازية، التي تواصل تقدمّها من شمال سوريا باتجاه العمق، فبعد السيطرة الكاملة على إدلب وحلب وحماة، يقول خبراء ومراقبون إن معركة حمص ستكون “أم المعارك” نسبةً لأهميتها الاستراتيجية، بالنسبة ل”حزب الله” وللفصائل والحكومة السورية على حدٍ سواء، خصوصاً أنها قريبة ايضا من العاصمة دمشق، وتبعد عنها 150 كيلومتراً.

يقول خبراء ومراقبون إن معركة حمص ستكون “أم المعارك” نسبةً لأهميتها الاستراتيجية بالنسبة لحزب الله وللفصائل والحكومة السورية على حدٍ سواء

وفيما قاتلت قبل سنوات فصائل الحشد الشعبي العراقي، الى جانب “حزب الله” في معاركه ضد جبهة النصرة، وفصائل الجيش الحر المعارضة للنظام، فإن وزير الخارجية العراقية فؤاد حسين، يوم الجمعة، اكتفى بالقول أن العراق يساند دولة سوريا من خلال إرسال المساعدات الإنسانية، وهو ما يؤشّر الى تعاظم الضغوط الدولية لمنع العراق من مساندة النظام عسكريا، وكذلك ايران التي اكتفت اليوم بالقول انها سوف ترسل المساعدات العسكرية للجيش السوري، دون ذكر كيفية ارسالها بوجود الحصار البري والجوّي المستجد على نظام الاسد!

إقرأ أيضا: عن «سيكولوجية» تخوين.. اللبنانيين!

وبهذا يكون حزب الله قد تُرك وحيدا في الميدان السوري، كما تُرك في الميدان اللبناني يتلقى الضربات المتتالية من اسرائيل طيلة 66 يوما لغاية 27 تشرين ثاني 2024، فقد خلالها غالبية قادته العسكريين وعلى راسهم امينه العام السيد حسن نصرالله، الذي اغتالته الطائرات الاسرائيلية ايضا، بقصف مركزه المحصن تحت الارض بالضاحية الجنوبية لبيروت في 27 ايلول من العام الحالي.

السابق
المولوي: لبنان ملتزم بوقف إطلاق النار
التالي
هوكشتاين عن حزب الله وسوريا والإنتخابات الرئاسية.. ماذا قال؟