في موازاة تقدم مسيرة “فجر الحرية” و”ردع العدوان” يجنح الخطاب السياسي عند السوريين من الأفراد، والتشكيلات السياسية وحتى الدينية، إلى تبني قيم إنسانية كونية والتأكيد على المباديء الوطنية الجامعة والقطع مع ما ساد في السنوات الماضية من نزوع إلى ابراز الطائفية والتباين القومي والاختلاف الايديولوجي وتسويد صورة الاخر.
وأبرز تجليات هذا التحول في الخطاب السياسي السوري ما جاء على لسان زعيم هيئة تحرير الشام من احتمال حل هذه الهيئة ذاتها. في المقابل يزداد عنف خطاب المهددين بالخروج من السلطة ضراوة وانغلاقا على القيم البدائية والعدوانية.
لا يوجد حل لمشكلة التطرف والانغلاق على الذات والكفر بالمبادىء الجامعة، دينية كانت او سياسية، إلا في الاعتراف بالحقوق الواحدة والاحترام المتبادل
والسبب في نظري ان الاقتراب من السلطة يفرض على المرشحين لها إبراز الدليل على قدرتهم على الارتفاع إلى مستوى المسؤولية العمومية ويحثهم على الارتقاء بأفكارهم ومشاعرهم الإنسانية وتجاوز انغلاقهم على عصبياتهم “العضوية”.
الاقتراب من السلطة يفرض على المرشحين لها إبراز الدليل على قدرتهم على الارتفاع إلى مستوى المسؤولية العمومية ويحثهم على الارتقاء بأفكارهم ومشاعرهم الإنسانية وتجاوز انغلاقهم على عصبياتهم “العضوية”
وبالعكس، ليس هناك اكثر من سياسة الحظر والإقصاء وتهميش الآخرين والتمييز ضدهم، في اي شكل جاء هذا التمييز، مايدفع بهم إلى تبني مواقف وافكار سلبية وإلى التمحور حول الذات وتطوير نزعات رفضوية او رافضية إقصائية وتمييزية معادية للاخر، هدفها الأساسي حماية الذات من التشكك والانحلال ومن التسليم بالدونية والاستقالة الاخلاقية.
إقرأ أيضا: «حزب الله العراق» يرد على الجولاني: إن بأسنا الشديد يطال الداعمين قبل أدواتهم!
لا يوجد حل لمشكلة التطرف والانغلاق على الذات والكفر بالمبادىء الجامعة، دينية كانت او سياسية، إلا في الاعتراف بالحقوق الواحدة والاحترام المتبادل والمتساوي، وهذا مصدر الاندماج والشعور بالانتماء للجماعة السياسية او الثقافية والمعيار الرئيس للعدالة.
العنف ينتج العنف المضاد والكراهية الكراهية المضادة تماما كما تنتج االمودة المودة والإخاء الاخاء.