اذا كان هذا «إنتصاراً»..فكيف «الهزيمة»؟!

قصف اسرائيلي جنوب لبنان

ثمة مشكلة عقائدية لدى حركات واحزاب الاسلام السياسي، حيث انهم لا يعتبرون للإنسان قيمة، وهو مجرد اعداد في قائمة المستشهدين في سبيل مشروع إلهي فحسب، وكل اعمالهم تتوج بالنصر المؤزر، من إله يتبعدونه دون سواهم من بني البشر.

وهنا تأتي مقولة “حزب الله” الحالية، انه انتصر في الحرب الاخيرة والتي توقفت منذ ايام، وقد وردت على لسان نواب الحزب في البرلمان اللبناني، وقياداتهم الحزبية وعلى رأسهم الاأمين العام الحالي الشيخ نعيم قاسم في اخر كلمة له حيث قال “إن النصر الحالي هو اهم واكبر من نصر العام ٢٠٠٦”، اي حرب تموز والتي احتفل فيها “حزب الله” بنصر الهي عظيم.

وهنا، وفي الوقائع على الارض، والتي تتظهر يوميا لدى القاصي والداني، وخصوصا لدى قيادات “حزب الله”، والتي لغاية اليوم لا تعرف اعداد المفقودين الاحياء منهم والاموات، كما ليس لديها إحصاء رسمي لأعداد الاسرى، الذين وقعوا بيد جيش العدو الصهيوني.

هذا من ناحية الخسائر البشرية داخل صفوف الحزب، اما عن المدنيين، فقد فاق عددهم وفق وزارة الصحة الاربعة الاف ضحية، كما ان اعداد المصابين تعدت الاربعة عشر الف مواطن، مصاب بين جريح ومعوق .

ايعقل ان يكون حزب الله منتصرا وقد تم قتل قياداته من الصف الاول والثاني والثالث وقتل كامل اعضاء المجلس الجهادي والذي يعتبر هو القيادة الاعلى والابرز في “حزب الله”؟

اما في الخسائر المادية، فهي زادت اضعاف ما كانت عليه في حرب تموز من العام ٢٠٠٦، عدا عن اعداد القرى والبلدات الجنوبية المحاذية لفلسطين المحتلة، والتي زادت عن ثلاثين قرية ومزرعة، تم مسحها عن وجه الارض، حيث اقدم العدو على تفجير منازلها وجرفها وبالتالي اصبحت خرابا، وهذا ما لم يحدث في العام ٢٠٠٦.

إقرأ ايضاً: مجرم «متعدد المواهب» في بنين..يخطف الشباب بعد ايهامهم بالهجرة البحرية!

وإذا اضيف قبول الحزب بورقة وقف إطلاق النار، والتي اصبحت اساسا لاتفاقية وقف الحرب، والتي تنص صراحة على انسحابه الى شمالي نهر الليطاني بكامل عتاده وسلاحه، وهذا ما كانت قيادته التاريخية بزعامة حسن نصرالله ترفضه، كما ان فصل ساحة لبنان عن ساحة غزة والذي وافق عليه صاغرا بعد ان تمنع عنه من قبل خلال الزيارات المتكررة للوسيط الامريكي اموس هوكستين، وهذا غيض من فيض مما تنص عليه ورقة التفاهم، والتي بقيت طي الادراج والكتمان لتاريخه.

اما في الخسائر المادية فهي زادت اضعاف ما كانت عليه في حرب تموز من العام ٢٠٠٦ عدا عن اعداد القرى والبلدات الجنوبية المحاذية لفلسطين المحتلة والتي زادت عن ثلاثين قرية ومزرعة تم مسحها عن وجه الارض

عدا عن كل هذا، ايعقل ان يكون حزبا منتصرا، وقد تم قتل قياداته من الصف الاول والثاني والثالث، وقتل كامل اعضاء المجلس الجهادي والذي يعتبر هو القيادة الاعلى والابرز في “حزب الله”؟

فإذا كانت كل هذه الخسائر يعتبرها “حزب الله” نصرا، فحبذا لو يخبرنا كيف تكون الهزيمة، وكيف يتم قياس نتائجها، لعل في ذلك نظريات جديدة في العلوم السياسية والجغرافية والتاريخ والحروب العسكرية، تدرسه الاجيال المقبلة لتستفاد منه

السابق
مجرم «متعدد المواهب» في بنين..يخطف الشباب بعد ايهامهم بالهجرة البحرية!
التالي
الأسد-الجولاني: ثنائي الخراب!