حرب «أولي البأس».. «العالمية»!

غزة

تقييم حرب “أولي البأس” ، كما أسماها “حزب الله”، يتطلب معرفة الظروف الدولية والاقليمية، التي جري في ظلها الصراع، حتى نحدد سقف الطموح الممكن، والذي لا يمكن التحليق فوقه.

دوليا، الولايات المتحدة في فترة انتخابات رئاسية، حيث يتبارى الحزبان الرئيسان، هناك في طلب ود اسرائيل، وتقديم المساعدات والوعود لهذا الكيان الغاصب. كما ان الدولة العميقة في الولايات المتحدة وأوروبا، تشعران بعبء الحرب الاوكرانية السياسي والاقتصادي والامني، اضافة إلى عبء المنافسة الصينية الاقتصادية، وتوسع المشاريع والطموحات الصينية الاقتصادية، بما يهدد النفوذ والسيطرة الاميركية على العالم. كما ان اميركا تعاني من حجم الديون، التي باتت لا تحتمل وتهدد الاقتصاد الاميركي.

اوروبيا، تتجه أوروبا بمعظم دولها نحو اليمين، والتشدد في مواقفها من كل ما يهدد امنها ومصالحها، خاصة بعد الحرب الاوكرانية، وبعدما شعرت ان ضعفها أدى إلى خسارة نفوذها، في بعض الدول الافريقية وتوسع المصالح الصينية في تلك القارة.

تتجه أوروبا بمعظم دولها نحو اليمين، والتشدد في مواقفها من كل ما يهدد امنها

في ظل هذه الظروف، شعرت اميركا واوروبا، انه لا بد من وضع حد للنفوذ الإيراني في المنطقة، وأن المواجهات العالمية تتطلب الإمساك الكامل، بمنطقة استراتيجية حيوية لموقعها وثرواتها، أي منطقة الشرق الأوسط ببحارها ومضائقها ونفطها، والتخلص مما يهدد قاعدتها المتقدمة، اسرائيل.

الدول المؤثرة في المنطقة، فسبق وتم عزلها

اما اقليميا، فإن الدول المؤثرة في المنطقة، فسبق وتم عزلها عبر تدمير العراق وعزل مصر، وانشغال سوريا في حروبها الداخلية، وأما بقية الدول العربية، فهي اما ملحقة بالسياسات الاميركية كالاردن والمغرب والدول الخليجية، وأما بعيدة عن التأثير لبعدها الجغرافي او انشغالها في حروبها الداخلية.

هذا المناخ الدولي والاقليمي كان لا بد من ان يلقي بظلاله عل حربي غزة ولبنان

في ظل هذه المعطيات جرت حرب غزة وحرب الإسناد من لبنان والتي تطورت إلى حرب ضارية في فترة لاحقة. هذا المناخ الدولي والاقليمي كان لا بد من ان يلقي بظلاله عل حربي غزة ولبنان، ويؤثر في نتائج هاتين الحربين.. وللموضوع تتمة.

السابق
نتانياهو يتحرش بالجيش اللبناني لمنع انتشاره جنوباً..وقلق ايراني على مصير الاسد!
التالي
بلينكن: وقف اطلاق النار في لبنان صامد.. وما يحصل في سوريا بسبب حلفاء الاسد!