فرضت الحرب وقعها، إذ لا صوت يعلو على تداعياتها التي طالت بسهامها كل لبنان، وفي مشهد فرضته تطورات العدوان، تحولت المدينة الرياضية في بيروت من صرح رياضي إلى مركز إيواء، يجري العمل على إعداده لاستقبال النازحين، بحسب ما أعلنت غرفة إدارة الكوارث والأزمات في محافظة بيروت، حيث يتم العمل بالتعاون مع جمعية “بنين” على تجهيز مركز الإيواء، الذي تم استحداثه داخل مدينة كميل شمعون الرياضية، لاستقبال النازحين الموجودين في محافظة بيروت، ووفق ما قاله الملازم أول فادي بغدادي، المسؤول الإعلامي لغرفة إدارة الكوارث والأزمات في محافظة بيروت لـ”جنوبية”، أنه “خلال 10 أيام تنتهي عمليات تجهيز القسم الأول”، وأضاف: “الأولوية لهؤلاء الموجودين في الشوارع وفي حرش بيروت والساحات العامة للعاصمة، علمًا أننا عملنا على تأمين مراكز لكل الموجودين فيها، ولكن مع كل ضربة يعود العدد ليزداد مما يجعل الحاجة إلى أماكن جديدة”.
الأولوية لهؤلاء الموجودين في الشوارع وفي حرش بيروت والساحات العامة للعاصمة
وحول آلية التسجيل، أوضح بغدادي “أن حرس بيروت يجول على المراكز، ويقوم وفق قاعدة بيانات إحصائية، تم إعدادها لنقل النازحين المتواجدين في الأماكن والمدارس الخاصة إلى المركز، فور الانتهاء من تأهيله”، لافتًا إلى “أنه إلى جانب الغرف التي يتم تجهيزها، يتم أيضًا توفير كافة الخدمات التي يحتاجها النازحون، من مطبخ ودورات مياه ومركز للدراسة، إلى جانب تقديم نشاطات ترفيهية للأطفال، في محاولة لإخراجهم من الوضع الذي يعيشونه في مدينة كاملة”.
حرس بيروت يجول على المراكز ويقوم وفق قاعدة بيانات إحصائية تم إعدادها لنقل النازحين
وأشار بغدادي إلى “أنه تم فتح المدينة بتوجيهات من رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ووزير الداخلية بسام مولوي، بعد مسعى من محافظ بيروت مروان عبود، بالتعاون مع جمعية بنين، والمشروع يتم تنفيذه ضمن جزء معين من المدينة تحت المدرجات، وبناءً على حجم التبرعات والدعم، تم تنفيذ هذه المرحلة، ومن الممكن تنفيذ مرحلة أخرى في حال توفر المال”، مشددًا على “أن محافظ بيروت يجهد كي لا تبقى أي عائلة في الشارع، وبالتحديد في العاصمة التي باتت كل الأماكن فيها ممتلئة”.
بدوره، اعتبر مدير عام جمعية “بنين” جاد بيضون “أن البلوك الذي يتم العمل عليه، سيكون مجهزًا بكل وسائل الراحة لاستضافة أهلنا النازحين، وسيضم صيدلية وصفوفًا للدراسة”.
سيكون المعسكر مجهزًا بكل الوسائل لاستضافة النازحين وسيضم صيدلية وفصولاً للدراسة
وحول الشائعات التي يتم ترويجها، عن الخطر الأمني لتواجد النازحين في مكان واحد، وتجميع 6 آلاف في المدينة لجعلهم عرضة للاستهداف الإسرائيلي، قال بيضون: “هذا كلام معيب وناجم عن قلة الوعي، فالنازحون يتواجدون في مدارس تفوق مساحتها المدينة الرياضية كمجمع زقاق البلاط حيث يوجد 8 مدارس تحوي 10 آلاف نازح، أي أكبر من مساحة المدينة الرياضية”.
البلوك بسعة تتراوح من 800 إلى ألف شخص شارف على الانتهاء في مدة أقصاها 10 أيام
أضاف: “في بئر حسن أيضًا يوجد 3 آلاف وفي العازارية 4 آلاف، فلماذا لا يتم الحديث عن وجود خطر؟، والكلام عن وجود تواطؤ وضرورة توفير ضمانات غير منطقي فالعدو الإسرائيلي يستهدف دون أي اعتبارات”، مشيرًا إلى “أن البلوك الأول بسعة تتراوح من 800 إلى ألف شخص شارف على الانتهاء في مدة أقصاها خلال 10 أيام، وتكملة البلوكات المتبقية التي تستوعب جميعها 6 آلاف نازح، متوقفة على دعم الأيادي البيضاء والمجتمع “الدولي”.
وأوضح أن “الجمعية تقدم خدمات طبية مجانية في مركز بالحمرا، وفي طرابلس ندير مدرسة بالشراكة مع آخرين، إلى جانب خدمات متفرقة في المناطق ونتوسع بها بفضل الأيادي البيضاء”.
إقرأ أيضا: وزير الدفاع الإسرائيلي: لن نوقف إطلاق النار في لبنان قبل تحقيق الأهداف