«السباق المحموم» على وقف النار..متى يتصاعد «دخان البيت الأبيض»؟!

علي الأمين
يربط لبنان ساعة الحرب المشؤومة، على عقارب البيت الابيض، بإنتظار ان تصنع اروقته، ما بين الرئيس السلف والخلف، حلاً يبدو "سلحفاتيا" ما بين التسلم والتسليم بين الإدارتين، عله يتصاعد "دخان البيت الابيض"، و يُعمل عليه من خلال وسطاء كثر، في مقدمهم الاميركي آموس هوكستين، على الحد من إستغلال إسرائيل لهذه الفترة الضبابية، ولجم، الى حد ما، آلة قتلها ودمارها الفالتة على خراب كل لبنان، وإستنقاذ بشره وحجره من "الإبادة الممنهجة"، حيث لا يعود يجدي لا وقف إطلاق نار.. ولا من يحزنون.

ضوضاء مثارة، حول فرص الوصول الى وقف اطلاق النار بين “حزب الله” واسرائيل، مصدرها الاعلام الاسرائيلي، وكذلك الاعلام اللبناني مدعما ببعض المواقف الرسمية، لا سيما ما صدر عن نائب رئيس مجلس النواب الياس ابي صعب، الذي تحدث عن زيارة قريبة للموفد الأميركي آموس هوكستين الى بيروت قريبا، فيما نقل الاعلام الاسرائيلي عن قيادات عسكرية “اننا نقترب من اتفاق لوقف اطلاق النار، انجز ٩٠ في المئة من بنوده”.
وبنظرة بموضوعية الى المشهد السياسي والعسكري على ضفتي الجبهة المشتعلة، يتبين ان احتمالات التصعيد النوعي من قبل اسرائيل تبدو هي الراجحة، سيما ان ذلك يأتي بعد اقالة وزير الدفاع يوآف غالنت، الذي كان المزعج الوحيد لرئيسه بنيامين نتنياهو على طاولة الكابينيت، باعتباره الداعي الى الاستثمار السياسي لما انجزه جيشه عسكريا، واكمل مهمته على هذا الصعيد.
السؤال الذي يطرح اليوم، ماذا يمكن ان يحقق هوكستين في زيارته المرتقبة الى اسرائيل ولبنان؟

مصادر خاصة متابعة في واشنطن: الهدف من زيارة هوكشتاين ليس التسوية البعيدة المنال بل محاولة منع نتنياهو من استغلال الفراغ في البيت الابيض للذهاب نحو تصعيد نوعي في لبنان وربما ايران

ما يزيد من اهمية هذا السؤال، هو توصيف “البطة العرجاء” لحال ادارة جو بايدن خلال المدة الفاصلة، بين انتخاب الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب، ودخوله البيت الابيض في ٢٠ كانون الثاني المقبل، اي ان الادارة الحالية في حالة ضعف، خصوصا حين تكون اسرائيل، هي الطرف المعني باي ضغط اميركي وبالتالي، ما الذي يدفع هوكستين الى المجيء، وما هو المنتظر من جولته؟

الوضعية الحالية على مستوى ادارة الملفات في واشنطن ولا سيما في الشرق الاوسط المؤسسات الاكثر تأثيرا هي الادارة التقنية وليست السياسية او البيت الابيض ويتعزز دور البنتاغون والمخابرات على حساب الادارة السياسية

الشيء الجوهري في هذه الزيارة بحسب مصادر خاصة متابعة في واشنطن، “ليس الوصول الى تسوية التي لاتزال بعيدة، انما الهدف محاولة منع نتنياهو من استغلال الفراغ، او المرحلة الانتقالية في البيت الابيض، للذهاب نحو تصعيد نوعي في لبنان وربما ايران، وزيارة هوكستين غايتها جعل نتنياهو تحت المراقبة من البيت الابيض، في ظل اشتباك مفتوح حتى شباط على الاقل، ويجب ان يبقى بنظر الاميركيين مضبوطا، حتى لا يقع خطأ كبير في الحرب الجارية، ويصعب التحكم بتداعياته”.

إقرأ ايضاً: نتانياهو يُناور بالـ«هدنة» إعلامياً ودبلوماسياً لكسب الوقت..وحصار أميركي لـ«حماس-الخارج»!

في الوضعية الحالية على مستوى ادارة الملفات في واشنطن، ولا سيما في الشرق الاوسط، المؤسسات الاكثر تأثيرا هي الادارة التقنية وليست السياسية او البيت الابيض، ويتعزز دور البنتاغون والمخابرات على حساب الادارة السياسية، وبالتالي، فالغاية العملية من زيارة هوكستين، ليس استكمال الاتفاق على وقف النار او الهدنة، بل اعادة انتاج شروط التسوية في ظل المستجدات، وطالما ان هناك ولو 5 في المئة من الاتفاق، مازالت عالقة، فان ذلك يشكل باباً لاعادة رسم معالم التسوية، من دون الوصول الى خواتيم الاتفاق.

زيارة هوكستين غايتها ابقاء ابواب انضاج التسوية مفتوحة لجم اي مفاجآت قد يقوم بها نتنياهو ضبط ايقاع الحرب وترتيب اوراق الحل الى حين بروز معطيات جديدة يتوقعها الاميركيون من طهران

زيارة هوكستين غايتها ابقاء ابواب انضاج التسوية مفتوحة، لجم اي مفاجآت قد يقوم بها نتنياهو، ضبط ايقاع الحرب، وترتيب اوراق الحل، الى حين بروز معطيات جديدة يتوقعها الاميركيون من طهران، استجابة لرسالة وجهها الرئيس المنتخب الى طهران عبر سلطنة عمان، مفادها اتفاق نووي جديد، وعلاقة جيدة مع اميركا مقابل زعامة اقليمية لايران بدعم اميركي.. هل يتصاعد “الدخان الابيض” من البيت الابيض عما قريب؟!

السابق
بالصور: 3 شهداء من «الهيئة الصحية» في مجزرة عدلون!
التالي
بالفيديو: استهداف منزل عائلة من آل الحاج حسن في شعت وسقوط شهداء!