طرد نازح من «مجمع بري»: رايح عند اليهود.. يا عيب الشوم

نازحين
تتنوع فصول معاناة الآلاف النازحين من الجنوب والبقاع كما الضاحية، وهم يئنون تحت وطأة تشريد فُرض عليهم، منذ اندلاع المواجهة بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي، الذي أجبر عدوانه أكثر من 1.2 مليون الى ترك بيوتهم الى أجل غير معلوم.

لم يوفر “الثنائي الشيعي”، وخصوصاً “حزب الله”، لبيئته الحاضنة أي مقومات للصمود، فيما الدولة الغارقة في أزماتها تسعى الى لملمة تداعيات مأساة، يعيش فيها قرابة 200 ألف من هؤلاء النازحين الموزعين في 1145 ملجأ، ممتلئة بأقصى طاقة استيعاب، ومع تزايد أرقام النازحين تتفاقم احتياجاتهم، التي تترافق مع “بلطجة” تمارس بحقهم من قبل المحسوبين على “الثنائي الشيعي” الذين يستقوون على ناس، ذنبهم الوحيد أنهم ينتمون الى مناطق التهمتها نيران العدو والصديق.

اشكال أدى الى طرده من قبل المشرفين على المجمع المحسوب على جماعة بري

داخل مجمّع الرئيس نبيه برّي في بئر حسن الواقع قرب المدينة الرياضية، تكشفت مظلومية أحد النازحين الجنوبيين، الذي أجبرته الحرب وعائلته الى ترك منزلهم واللجوء اليه، فتواجد مع 20 آخرين داخل غرفة واحدة، منذ شهر ونص  وهم كالبقية بحاجة الى أبسط المستلزمات، ومن ضمنها المياه داخل الحمامات، وهو ما تسبب باشكال أدى الى طرده من قبل المشرفين على المجمع المحسوب على جماعة بري.

بدأت القصة بحسب ما روى أحد أقارب النازح، الذي آثر عدم ذكر اسمه تحسباً للمزيد من المضايقات،  لـ”جنوبية” على خلفية عدم توافر المياه، ما اضطرهم الى٠ شرائها لاستخدامها في دورات المياه، مشيراً الى “أن المسؤولين عن المركز عمدوا الى اقفال الحمامات، كما سحبوا “غالونات مياه” يتم توزيعها عليهم بحجة أنه يوجد هدر في استخدامها”.

المسؤولون عن المركز عمدوا الى اقفال الحمامات كما سحبوا “غالونات مياه” بحجة الهدر

وأوضح أن “بعد اشكال وقع عندما طالب النازح بفتح الباب لبناته ظهراً، وهو ما حصل بعد أن قام بشراء المياه لاستخدامها، إلا أنهم فوجئوا باعادة اقفال الحمام بحجة عدم توفر المياه، وتطور الأمر الى  تضارب بعد ان اضطر الى الجوء الى الشارع لكي يتمكن أفراد العائلة من قضاء حاجتهم، ووصل الأمر الى ابلاغ النازح وعائلته بطرده من الغرفة وترك المركز”.

إقرأ أيضا: في أن ترامب «ممانع» أيضا

“حسيت انو نحنا من المغضوب عليهم”، هكذا نُقل عن النازح قوله، بعد أن تم وعده بنقله الى الدكوانة، ثم فوجئ بتغيير القرار وتحويلهم الى منطقة صبرا، وأشار الى أن المسؤولة عن المركز هنادي بري قالت بأنه “ممنوع أن تبقوا في المركز قال نحنا مشاغبين لا انا لا انتوا “.

المسؤولة عن المركز هنادي بري قالت بأنه “ممنوع أن تبقوا في المركز قال نحنا مشاغبين”

دفع أسلوب الإهانة الذي مورس بحق هذا النازح، من قبل من يرفعون شعارات المقاومة بالكلام الى اتخاذه قرار العودة الى قريته “رايح عند اليهود”، والعتب كبير على الذين يقولون بأنه يسيرون على نهج السيد موسى الصدر، وبعبارة واحدة اختصر النازح حسرته بالقول:”أنا بمشي عخط السيد موسى ونهج نبيه بري بس يا عيب الشوم على اللي هني ورا نبيه بري”.

إقرأ أيضا: «حزب الله» العالق بين «الوهم الاستراتيجي» و«الراعي الإيراني»

السابق
انهيار كامل لسبل العيش.. شبح المجاعة يخيم على قطاع غزة!
التالي
الجيش الإسرائيلي يزعم العثور على وسائل قتالية وبنى تحتية لحزب الله في الجنوب