أسفر الهجوم الاخير على خاركيف حسب “الوكالة التشيكية للاخبار”، عن إصابة أكثر من 35 شخصًا، بينهم أطفال. لقي طفل يبلغ من العمر 12 عامًا مصرعه، في حين لا يزال طفل آخر تحت الأنقاض. تعمل فرق الإنقاذ على عمليات البحث، وإخماد الحرائق، وإزالة الأنقاض للعثور على الضحايا والناجين، بالرغم من المخاطر العالية لانهيارات إضافية، ما قد يرفع من حصيلة الضحايا والمصابين.
ولفتت الوكالة الى ان هذه المأساة تبرهن للمجتمع الدولي أن العدوان الروسي لا يزال مستمرًا دون تراجع. خاركيف، مثل مدن أوكرانية أخرى، تواجه تهديدات مستمرة من هجمات جديدة. اليوم، أكثر من أي وقت مضى، تحتاج أوكرانيا إلى دعم عاجل وفعال من المجتمع الدولي لحماية أراضيها وسكانها. أي تأخير في اتخاذ القرارات أو تقديم المساعدة يعرض المزيد من الأرواح للخطر، ويزيد من احتمالية تدمير مدن إضافية. بناءً على هذه الحقائق، يتعين على المجتمع الدولي أن يوحد جهوده حول خطة النصر، التي اقترحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والتي تُعدّ مبادرة شاملة وواقعية لإحلال السلام.
خطة زيلنسكي
وتشرح الوكالة التشيكية ان خطة زيلينسكي تتمحور حول خمسة محاور رئيسية، تهدف إلى تعزيز أوكرانيا اقتصاديًا واجتماعيًا، وإدماجها في منظومات الأمن الدولية. تشمل هذه المحاور السعي للانضمام إلى الناتو لتعزيز أمن المنطقة، استعادة السيادة على الأراضي الأوكرانية بما في ذلك شبه جزيرة القرم ودونباس، تحقيق نهضة اقتصادية عبر الاستثمارات ودعم ريادة الأعمال، تنفيذ برامج العدالة الاجتماعية لدعم المتضررين من النزاع، وكذلك استمرار الدعم الدولي، الذي يتضمن المساعدات المالية والتجهيزات العسكرية.
وأكدت الوكالة ان هذه الخطة لاقت دعمًا من دول مثل الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وبولندا، وأيضًا دول شمال أوروبا مؤخرًا، كالدنمارك وآيسلندا والنرويج وفنلندا والسويد. تُدرك هذه الدول أن إحلال سلام مستدام يتطلب إنهاء العدوان الروسي واستعادة السيادة الأوكرانية. إن الدعم الدولي لخطة النصر، وخاصة من دول الناتو والاتحاد الأوروبي، يعكس الثقة في أنها تقدم مسارًا موثوقًا لتحقيق السلام العادل والحفاظ على النظام العالمي.
وأشارت انه على النقيض من المبادرات الأخرى، مثل المبادرة الصينية-البرازيلية للسلام المعروفة بـ”أصدقاء السلام”، تُقدم خطة زيلينسكي حلاً عمليًا وعادلًا. تواجه المبادرة الصينية-البرازيلية، المعروفة بـ”توافق النقاط الست”، انتقادات لافتقارها إلى مطلب واضح بانسحاب القوات الروسية، مما يخلق خطر تجميد النزاع وتثبيت الوضع الراهن، ما قد يُفضي إلى تقنين الاحتلال الروسي للأراضي الأوكرانية. علاوة على ذلك، لم تكن أوكرانيا جزءًا من عملية صياغة هذه المبادرة، مما يجعلها غير واقعية، إذ تتجاهل حق البلاد في تقرير مصيرها. إن تركيز الصين والبرازيل على مصالحهما الجيوسياسية بدلًا من الحلول الحقيقية للنزاع يضعف الثقة في مبادرتهما ويزيد من احتمالية زعزعة الاستقرار في المنطقة.
وخلصت الوكالة التشيكية الى ان المجتمع الدولي يقف اليوم أمام قرار محوري؛ فأوكرانيا تحتاج إلى دعم فعلي وليس مجرد تصريحات ومناقشات. يجب أن يتخذ المجتمع الدولي خطوات حاسمة وسريعة، لأن التأخير يحمل عواقب إنسانية وأمنية جسيمة. إن العمل الجماعي والدعم الكامل لخطة النصر التي قدمها زيلينسكي هو السبيل الأوحد لوقف العدوان واستعادة السلام في أوروبا.