يتوجّه الأميركيون إلى صناديق الاقتراع، اليوم الثلاثاء، لاختيار الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة من خلال انتخابات الرئاسة الأميركية التي يتنافس فيها كل من الرئيس السابق ومرشح الحزب الجمهوري دونالد ترمب ومنافسته نائبة الرئيس ومرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس.
ويسعى ترمب، قطب العقارات الأميركي، إلى الفوز بولاية ثانية، بعدما رحل عن البيت الأبيض في عام 2020 عقب خسارته انتخابات الرئاسة آنذاك أمام الرئيس الحالي جو بايدن.
بينما تأمل هاريس أن تكون أول امرأة ترأس الولايات المتحدة، وبالتالي يضمن الحزب الديمقراطي استمرار وجوده داخل المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، حيث يحكم الرئيس.
سباق الرئاسة
وحظي ترمب (78 عاماً) بترشيح الحزب الجمهوري، دون منافسة تُذْكر، لخوض غمار الانتخابات حيث تصدر استطلاعات الرأي، معززاً مكانته بأداء قوي في مناظرته الوحيدة هذا العام أمام جو بايدن (82 عاماً)، الذي كان منافسه في بداية السباق الانتخابي.
تكتسب هذه النسخة من انتخابات الرئاسة الأميركية زخماً خاصاً في ظل توترات إقليمية ودولية في عدة بقاع ساخنة حول العالم، وفي مقدمتها توترات الشرق الأوسط بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الفلسطيني بعد هجمات السابع من أكتوبر 2023، والعمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان، وأيضاً الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت في فبراير 2022، وغيرها من قضايا خارجية
وأعلن ترمب لاحقاً اختيار سيناتور أوهايو، جي دي فانس، مرشحاً لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات، مراهناً بذلك على شاب حديث العهد بالسياسة وقدرته على جلْب طاقة جديدة إلى تذكرة الترشح الجمهورية للبيت الأبيض.
وعلى الجانب الآخر، وبعد دعوات متزايدة من أقرانه في الحزب الديمقراطي لإنهاء حملته الانتخابية، ووسط تدنّي مؤشرات دعمه في استطلاعات الرأي، أذعن بايدن للضغوط ليفسح الطريق أمام نائبته كامالا هاريس التي اكتسبت زخماً سياسياً كبيراً بعد انطلاقة ناجحة لحملتها.
وأعلنت هاريس (60 عاماً) اختيار حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز مرشحاً لمنصب نائب الرئيس حال فوزها بالسباق الرئاسي، في إشارة على قوة مواقع التواصل الاجتماعي، وكونه “لطيفاً نسبياً وغير مثير للانقسام”، بحسب تعبيرات وسائل إعلام أميركية.
وتكتسب هذه النسخة من انتخابات الرئاسة الأميركية زخماً خاصاً في ظل توترات إقليمية ودولية في عدة بقاع ساخنة حول العالم، وفي مقدمتها توترات الشرق الأوسط بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الفلسطيني بعد هجمات السابع من أكتوبر 2023، والعمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان، وأيضاً الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت في فبراير 2022، وغيرها من قضايا خارجية.
كما تبرز ملفات ذات أهمية خاصة في الداخل الأميركي، وفي مقدمتها؛ الاقتصاد، والهجرة وأمن الحدود، والإجهاض، والرعاية الصحية، وغيرها.
ما هو المجمع الانتخابي؟
وفي انتخابات الرئاسة الأميركية لا يفوز المرشح بالمنصب بحصوله على أغلبية أصوات الشعب، بل من خلال نظام يُسمّى “المجمع الانتخابي”، الذي يُقسّم الأصوات الانتخابية على الولايات الخمسين ومقاطعة كولومبيا (واشنطن العاصمة) إلى حد كبير على أساس عدد السكان.
وعندما يذهب الأميركيون إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد، لا يرون عادة أسماء المرشحين لمنصب الرئيس ونائب الرئيس، لكن الناخبين في واقع الأمر يصوتون لمجموعة، أو “قائمة”، من المقترعين يُسمّون “الناخبين” Electors يشكلون “المجمع الانتخابي”، وهم فعلياً مَن يدلون بالأصوات التي تقرر مَن سيصبح رئيس الولايات المتحدة.
في انتخابات الرئاسة الأميركية لا يفوز المرشح بالمنصب بحصوله على أغلبية أصوات الشعب، بل من خلال نظام يُسمّى “المجمع الانتخابي”، الذي يُقسّم الأصوات الانتخابية على الولايات الخمسين ومقاطعة كولومبيا (واشنطن العاصمة) إلى حد كبير على أساس عدد السكان
على المستوى الوطني، يوجد في المجمل 538 مندوباً أو أعضاء المجمع الانتخابي وهذا العدد يوازي عدد أعضاء الكونجرس الأميركي بمجلسيه النواب والشيوخ، علاوة على 3 أعضاء من مقاطعة كولومبيا التي تضم العاصمة واشنطن على الرغم من عدم وجود أي تمثيل انتخابي لها في الكونجرس. ويعني هذا أن أي مرشح في انتخابات الرئاسة يحتاج إلى الحصول على 270 صوتاً للفوز.
وأعضاء المجمع الانتخابي هم عادة من الموالين للحزب الذين يتعهدون بدعم المرشح الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات في ولايتهم. ويُمثّل كل عضو صوتاً واحداً في المجمع الانتخابي.
وفي انتخابات 2020، فاز الرئيس جو بايدن بحصوله على 306 أصوات في المجمع الانتخابي ليهزم ترمب الذي حصل على 232 صوتاً.
وكان النظام، المطبق بموجب الدستور الأميركي، حلاً وسطاً بين مؤسسي الولايات المتحدة الذين ناقشوا ما إذا كان ينبغي اختيار الرئيس من قِبَل الكونجرس أو من خلال تصويت شعبي.
هل يستطيع المرشح الفوز بالانتخابات رغم خسارته للتصويت الشعبي؟
نعم، أصبح الجمهوري جورج دبليو بوش في عام 2000، وترمب في عام 2016 رئيسين رغم خسارتهما للتصويت الشعبي، كما حدث هذا 3 مرات في القرن التاسع عشر، وهذا ما يذكره المنتقدون في كثير من الأحيان باعتباره العيب الرئيسي في النظام.
ويقول أنصار المجمع الانتخابي إنه يجبر المرشحين على السعي للحصول على الأصوات من مجموعة من الولايات، بدلاً من الاكتفاء بحشد الدعم في المناطق الحضرية الكبيرة.
متى يصوت أعضاء المجمع الانتخابي؟
يجتمع أعضاء المجمع الانتخابي في 17 ديسمبر للإدلاء بأصواتهم رسمياً وإرسال النتائج إلى الكونجرس، ويصبح المرشح الذي يحصل على 270 صوتاً انتخابياً أو أكثر رئيساً.
ويقوم الكونجرس بإحصاء هذه الأصوات رسمياً في 6 يناير، ويتم تنصيب الرئيس في العشرين من الشهر ذاته.
يجتمع أعضاء المجمع الانتخابي في 17 ديسمبر للإدلاء بأصواتهم رسمياً وإرسال النتائج إلى الكونجرس، ويصبح المرشح الذي يحصل على 270 صوتاً انتخابياً أو أكثر رئيساً، ويقوم الكونجرس بإحصاء هذه الأصوات رسمياً في 6 يناير، ويتم تنصيب الرئيس في العشرين من الشهر ذاته.
ماذا يحدث إذا كان هناك تعادل في الأصوات؟
أحد عيوب هذا النظام أن الأصوات قد تتعادل من الناحية النظرية، أي أن يحصل كل مرشح على 269 صوتاً من إجمالي 538. وإذا حدث ذلك، يقرر مجلس النواب المنتخب حديثاً مصير الرئاسة في 6 يناير، إذ تصوت كل ولاية كوحدة واحدة، كما يقتضي التعديل 12 من الدستور الأميركي.
وفي الوقت الحالي، يسيطر الجمهوريون على 26 من مندوبي الولايات، في حين يسيطر الديمقراطيون على 22 مندوباً. وتتأرجح ولايتا مينيسوتا ونورث كارولاينا بين الأعضاء الديمقراطيين والجمهوريين.
يجتمع أعضاء المجمع الانتخابي في 17 ديسمبر للإدلاء بأصواتهم رسمياً وإرسال النتائج إلى الكونجرس، ويصبح المرشح الذي يحصل على 270 صوتاً انتخابياً أو أكثر رئيساً، ويقوم الكونجرس بإحصاء هذه الأصوات رسمياً في 6 يناير، ويتم تنصيب الرئيس في العشرين من الشهر ذاته
من هم مرشحو الأحزاب الثالثة والمستقلون؟
تنحصر المنافسة في الانتخابات الرئاسية الأميركية بين ترمب وهاريس، على الرغم من مشاركة مرشحين آخرين في السباق نحو البيت الأبيض.
ومع تعليق المستقل روبرت إف كينيدي جونيور حملته الانتخابية، في أغسطس، وإعلان تأييده ترمب، يتبقى 3 مرشحين إضافة لهاريس وترمب، وهم كورنيل ويست الذي بدأ كمرشح عن حزب “الشعب” ثم تحوَّل إلى مستقل، والمرشحة عن حزب “الخضر” جيل ستاين، وتشايس أوليفر مرشح الحزب “الليبرتاري”.
ولم يتأهل الثلاثة للظهور على بطاقات الاقتراع في الولايات الـ50، إذ لم يحققوا العتبة المطلوبة في كل الولايات، وبدلاً من ذلك، ظهروا في بعضها، إضافة إلى كينيدي، الذي أبقى على اسمه في بطاقات اقتراع بعض الولايات المتأرجحة.
وفي خضم السباق الانتخابي المتقارب بشكل كبير والذي قد تحسمه بضع آلاف من الأصوات في 7 ولايات متأرجحة، يبرز دور مهم وحاسم لمرشحي “الأحزاب الثالثة” والمستقلين، الذين لا فرصة لديهم في الفوز، لكن النسبة الضئيلة التي سيحصلون عليها من أصوات الأميركيين في هذه الولايات، قد تؤثر في تحديد النتائج النهائية، والفائز بالبيت الأبيض.
ما الولايات المتأرجحة؟
وفقاً للتعريف المعتمد، الولاية المتأرجحة هي التي يُنظر إليها على أنها تلعب دوراً رئيسياً في نتائج الانتخابات الرئاسية، حين يتمتع مرشحو الحزبين الديمقراطي والجمهوري بمستويات مماثلة من الدعم.
وهناك 7 ولايات يمكن أن تتأرجح لصالح كفة أي من الحزبين، وهي: ميشيجان، بنسلفانيا، ويسكونسن، أريزونا، جورجيا، نيفادا ونورث كارولاينا.
وكانت ولايات ميشيجان وبنسلفانيا وويسكونسن بمثابة “جدار أزرق” إذ أيّدت المرشحين الديمقراطيين لجيل كامل، لكن في عام 2016، فاز ترمب بفارق ضئيل في الولايات الثلاث، وهو ما ساعد في فوزه المفاجئ على الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وهناك 7 ولايات يمكن أن تتأرجح لصالح كفة أي من الحزبين، وهي: ميشيجان، بنسلفانيا، ويسكونسن، أريزونا، جورجيا، نيفادا ونورث كارولاينا
وبعد 4 سنوات، فاز بايدن بالرئاسة بعد استعادة دعم ولايات ميشيجان وويسكونسن وبنسلفانيا للديمقراطيين، بينما حقق انتصارات مفاجئة في جورجيا وأريزونا، وهما ولايتان صوتتا تاريخياً للجمهوريين.
متى تعلن نتائج الانتخابات؟
في ظل تقارب نتائج استطلاعات الرأي بين ترمب وهاريس إلى حد كبير حتى الساعات القليلة السابقة لبدء تصويت الناخبين، قد لا يتم الإعلان عن الرئيس الجديد في ليلة الانتخابات.
ومن بين العوامل التي قد تتسبب في تأخر الإعلان عن الرئيس الجديد أن يكون هناك تقارب في النتائج، أو تكون هناك حاجة لإعادة عَد الأصوات في بعض الولايات، أو إذا أعيدت الانتخابات في عدد من الولايات المتأرجحة الحاسمة.
وقد تستغرق عملية الإعلان عن الفائز في الانتخابات الرئاسية ساعات أو أيام بحسب المعطيات التي تظهر بعد انتهاء التصويت.
كيف يختار الأميركيون أعضاء الكونجرس؟
بينما تتجه الأنظار نحو معركة الوصول إلى البيت الأبيض، إلا أن الانتخابات الرئاسية ليست الوحيدة هذا الشهر، إذ سيصوّت الأميركيون أيضاً في انتخابات أخرى لاختيار أعضاء الكونجرس البالغ عددهم 535 عضواً، والذي يُعد بمثابة الهيئة التشريعية في النظام السياسي الأميركي.
ويختار الناخبون جميع أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 435 عضواً، كما سيختاروا ثلث أعضاء مجلس الشيوخ (34 عضواً) من إجمالي 100 عضو.
وقد تستغرق عملية الإعلان عن الفائز في الانتخابات الرئاسية ساعات أو أيام بحسب المعطيات التي تظهر بعد انتهاء التصويت
وبينما يشترك مجلسا الكونجرس في سلطة إعلان الحرب، يمتلك مجلس الشيوخ الحق في تعديل أي تشريع يسنه مجلس النواب.
مجلس الشيوخ
يُعتبر مجلس الشيوخ الأميركي الهيئة العليا في الكونجرس وأعلى سلطة تشريعية في الولايات المتحدة، ويتم انتخاب أعضائه كل 6 سنوات على أساس التناوب، حيث يُنتخب ثلث أعضائه كل عامين، بينما يتم الإبقاء على الثلثين الآخرين من الأعضاء في المجلس. فيما يرأس المجلس حالياً نائبة الرئيس كامالا هاريس بحكم منصبها.
وتجرى انتخابات مجلس الشيوخ على 3 مراحل، يتم انتخاب 33 من أعضائه في كل مرحلة من المرحلتين الأولى والثانية، بينما يتم انتخاب 34 عضواً في المرحلة الثالثة.
وفي مجلس الشيوخ، يخصص لكل ولاية عضوان، بغض النظر عن حجم الولاية سكانياً.
كما يمتلك المجلس بصورة حصرية سلطة قبول أو رفض مرشحي الرئيس لشغل المناصب التنفيذية والقضائية، وتقديم أو حجب مشورته والموافقة على المعاهدات التي يتم التفاوض عليها من قِبَل السلطة التنفيذية.
ولدى مجلس الشيوخ أيضاً صلاحية الفصل في تبرئة أو إدانة الرئيس عند محاولة مجلس النواب عزله، كما حدث مع رؤساء سابقين.
مجلس النواب
يمتلك مجلس النواب سلطة عزل الرئيس والمسؤولين الفيدراليين، وانتخاب رئيس في حالة ظهور نتائج غير حاسمة من المجمع الانتخابي، وكذلك سن مشاريع قوانين الموازنة، ويرأس مجلس النواب حالياً الجمهوري مايك جونسون.
كما أن مدة العضوية في هذا المجلس عامان، لذا تُطرح جميع المقاعد للتصويت كل عامين وتجري مع انتخابات الرئاسة وبعدها بعامين وتعرف بالانتخابات النصفية.
وتتوزع مقاعد مجلس النواب بناء على عدد الأعضاء الممثلين لكل ولاية بناء على التعداد السكاني الذي يجري كل 10 سنوات.
يمتلك مجلس النواب سلطة عزل الرئيس والمسؤولين الفيدراليين، وانتخاب رئيس في حالة ظهور نتائج غير حاسمة من المجمع الانتخابي، وكذلك سن مشاريع قوانين الموازنة، ويرأس مجلس النواب حالياً الجمهوري مايك جونسون
وبخلاف دورهم الهجومي في انتخابات مجلس الشيوخ هذا العام، يلعب الجمهوريون دور الدفاع في مجلس النواب، على أمل حماية أغلبيتهم البسيطة، إذ يستحوذون على 220 مقعداً، مقابل 212 للديمقراطيين، مع وجود 3 مقاعد شاغرة، وهو الفارق الأضيق في تاريخ المجلس.
كيف يختار الأميركيون حكام الولايات وما دورهم؟
سينتخب الأميركيون في انتخابات هذا الشهر حكام 11 ولاية، هي: ديلاوير، إنديانا، ميزوري، مونتانا، نيوهامشير، ويست فيرجينيا، نورث كارولاينا، نورث داكوتا، يوتا، فيرمونت وواشنطن.
ويشغل حاكم الولاية منصبه لمدة 4 سنوات، باستثناء نيوهامشير وفيرمونت، حيث يتم انتخاب الحاكم لمدة عامين فقط.
وفي بعض الولايات تحدد فترات الترشح لمنصب الحاكم بفترة واحدة فقط، أو اثنتين، وبعضها لا تضع سقفاً لعدد مرات الترشح لهذا المنصب.
في أغلب الولايات، يمكن لحاكم الولاية الترشح لفترة ثانية، لكن لا يحق له الخدمة لأكثر من 8 سنوات، خلال 12 عاماً.
ويلعب حكام الولايات الأميركية دورين أساسيين فيما يتعلق بالهيئات التشريعية للولايات، أولهما: الدعوة إلى جلسات تشريعية خاصة، بشرط تحديد الغرض منها وجدول أعمالها.
أما ثاني الأدوار الأساسية للحكام فيتمثل في التنسيق والعمل مع الهيئات التشريعية للولاية على عدة مهام أبرزها: الموافقة على موازنات الولاية والاعتمادات، وسن تشريعات الولاية، والموافقة على موازنات الدولة والاعتمادات، وتأكيد التعيينات التنفيذية والقضائية، وغيرها.
كما يتمتع جميع حكام الولايات بسلطة استخدام “حق النقض” ضد الإجراءات التشريعية.
ما أبرز الملفات التي تنتظر رئيس أميركا القادم؟
تنتظر رئيس الولايات المتحدة القادم ملفات حيوية كانت حاضرة وبقوة خلال ماراثون الانتخابات الرئاسية، وبشكل خاص خلال مناظرتي ترمب أمام بايدن، ثم هاريس.
وتنوعت هذه الملفات بين الاقتصاد والإجهاض، والهجرة والحدود، والسياسة الخارجية، وغيرها.
تنتظر رئيس الولايات المتحدة القادم ملفات حيوية كانت حاضرة وبقوة خلال ماراثون الانتخابات الرئاسية، وبشكل خاص خلال مناظرتي ترمب أمام بايدن، ثم هاريس
الاقتصاد
تعهد ترمب بفرض رسوم جمركية 10% على الواردات من جميع البلدان، ورسوم جمركية 60% على الواردات من الصين.
ومن شأن هذه الرسوم أن تؤثر على سلاسل التوريد على مستوى العالم، مما قد يؤدي على الأرجح إلى إجراءات انتقامية وزيادة التكاليف.
وبينما لم تتحدث هاريس عن خططها للتجارة على وجه التحديد، احتفظت إدارة “بايدن/ هاريس” بالكثير من الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب في ولايته الأولى، بل وزادت بعض تلك الرسوم.
وانتقد ترمب إدارة بايدن بسبب التضخم المرتفع وتعهد بخفض الأسعار على الفور، واتهم هاريس بالرغبة في فرض “ضوابط أسعار شيوعية”.
وعلى النقيض، يعتبر مسؤولو المالية فوز هاريس استمراراً لعودة الرئيس الحالي بايدن إلى التعاون متعدد الأطراف على مدى السنوات الأربع الماضية في مجالات المناخ وضرائب الشركات وتخفيف أعباء الديون وإصلاحات بنوك التنمية.
ومع أن من المرجح أيضاً أن تؤدي خطط هاريس إلى زيادة الديون فسيكون ذلك بدرجة أقل بكثير مقارنة مع خطط ترمب.
ووصفت هاريس أجندتها التقدمية بأنها “اقتصاد الفرص”، حيث يُمنح الأميركيون فرصة حقيقية للنجاح، بينما قالت إن ترمب يركز فقط على مساعدة الأثرياء والشركات الكبرى.
ودعا كل من ترمب وهاريس إلى إلغاء الضرائب الفيدرالية على الإكراميات، رغم أن ترمب كشف عن هذه الفكرة أولاً، وانتقد منافسته بشدة، متهماً إياها بـ”نسخ خطته”. وأصبح هذا المقترح أحد تعهدات ترمب المفضلة أمام حشوده الانتخابية.
وتتباين رؤى ترمب وهاريس بشأن كيفية التعامل مع انتهاء تخفيضات ضريبية فردية تبلغ قيمتها أكثر من 3.4 تريليون دولار في العام المقبل.
وقال الرئيس السابق إن أحد أهدافه الرئيسية يتمثل في تمديد مجموعة واسعة من التخفيضات الضريبية، التي نص عليها قانون التخفيضات الضريبية والوظائف لعام 2017، وهو ما يعد “أحد الإنجازات” المميزة لولايته الأولى.
وانتقدت نائبة الرئيس بشدة ترمب لرغبته في تمديد جميع التخفيضات الضريبية لعام 2017، وقالت إنها ستواصل إنجاز تعهد بايدن بعدم رفع الضرائب على أي شخص يقل دخله عن 400 ألف دولار سنوياً.
السياسة الخارجية
أكد ترمب في أكثر من مناسبة على أنه سيحل النزاعات في الشرق الأوسط والعالم دون تأخير، لكنه لم يوضح كيف سيفعل ذلك.
وفيما يتعلق بملف أوكرانيا، ندد المرشح الجمهوري بالدعم الكبير الذي قدمته واشنطن إلى كييف، زاعماً أن الحرب الروسية الأوكرانية ما كانت لتحدث لو كان هو رئيساً للولايات المتحدة، متعهداً بإنهائها في أقرب وقت.
في المقابل، تعهدت هاريس بالوقوف إلى جانب أوكرانيا، مؤكدة أنها لن تكون “صديقة للدكتاتوريين”، على عكس منافسها.
وفي حين أكد ترمب وهاريس في أكثر من مناسبة على “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، حاولت المرشحة الديمقراطية خطب ود الناخبين المعارضين للحرب على غزة، لافتة إلى ضرورة إنهاء معاناة الفلسطيين كذلك.
أكد ترمب وهاريس في أكثر من مناسبة على “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، حاولت المرشحة الديمقراطية خطب ود الناخبين المعارضين للحرب على غزة، لافتة إلى ضرورة إنهاء معاناة الفلسطيين كذلك
الإجهاض
برزت قضية الإجهاض كورقة انتخابية استغلها ترمب الرافض لها “دون ضوابط”، وأيضاً هاريس التي تدعمها وبقوة، وقد يصب هذا الدعم في مصلحة الديمقراطيين إذا قرر الأميركيون الأقل انخراطاً في السياسة الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، خاصة من النساء، حيث تجري استفتاءات حول هذا الموضوع في 10 ولايات.
وجعلت هاريس من قضية الإجهاض أمراً محورياً، خاصة خلال حملتها الانتخابية، كما اتهمت ترمب بأنه مسؤول عن الوضع الحالي “الفظيع”، بحسب وصفها.
ومنذ أن ألغت المحكمة العليا الحماية الفيدرالية للإجهاض عام 2022، نفّذت عدة ولايات قيوداً على الإجهاض الطوعي.
الهجرة
منذ اللحظات الأولى لانطلاق سباق الانتخابات الأميركية، يلوّح ترمب بورقة قضية تأمين الحدود، لتصبح حاضرة في كل تجمعاته.
واتهم ترمب كلاً من بايدن وهاريس بأنهما السبب في تدفق ملايين المهاجرين غير النظاميين إلى البلاد، متعهداً بتنفيذ أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة، دون تحديد طريقة فعل هذا.
من جهتها، تعهدت هاريس بأنها ستتبنى سياسة صارمة حيال قضية الهجرة وأمن الحدود، لافتة إلى أنه يجب أن تكون هناك “عواقب لمن يدخلون بشكل غير قانوني”.
ودعمت هاريس مشروعاً لتشديد سياسة الهجرة التي يتبعها بايدن، والتي تتضمن استثمارات في الحواجز الحدودية.