الإعلام جند من جنود الحرب إما لك وإما عليك، وإما للمجتمع وإما على المجتمع، وإما للناس وإما على الناس، فالإعلام لا يمكن أن يكون كلام الناس، ولا يعتمد على مجموعات الواتس اب، لأن كلام الناس لغو، وفيه من اللغط والخلط والخوف والهلع والإرتباط والإرتهان والتبعية، ما يجعله كتلة من الكلام المقذوف يمنة ويسرى، يحتاج إلى فلاتر المتخصصين والعالمين والخبراء لتصفيته وتنقيته من الشوائب.
صار الوقت لكي نعي أن الإعلام، وخاصة الأخبار، ليس وسيلة لنقل الأخبار الممزوجة بالأخطاء والشائعات، ولا بالتوجهات ووجهات النظر والتطلعات الحزبية والمجتمعية والسياسية الضيقة، وليس نقل الخبر هو غاية بل الصحيح منه هو الغاية، وليس الخبر أداة للمقارعة السياسية وتثبيت أحقية فريق على الآخر…
صار الوقت لكي نعي أن الأخبار هي أمانة، ونقل الخبر هو كنقل آية أو سفر من أسفار التكوين، أو مادة من القانون أو الدستور..
صار الوقت لكي نعي أن الأخبار هي أمانة
صار الوقت لكي نعي أن الإعلام، يُعَدُّ من أهم الأدوات بل أهمها، في تشكيل الوعي الجماعي والإجتماعي لدى المجتمع، وصناعة مسار ومصير الأجيال، التي تنمو وتترعرع على أهم وسيلة من وسائل الإطلاع والمعرفة.
عينة على عدم الدقة والتشتيت
كنا نشكو من الاخبار غير للصحيحة أو الدقيقة التي يتم تدوالها عبر مجموعات الواتس اب… حتى انتقلت العدوى الى وسائل الاعلام المرئية…
بالأمس وبعد ضربتي حارة صيدا، والتي عايشتها مباشرة على ارض الواقع، تبين أن بعض وسائل الإعلام وسيما الأكثر متابعة، تقع في أخطاء ومغالطات في نقل الخبر وتعتمد على فيديوهات، على سبيل المثال، متداولة على مجموعات الواتس أب لا تمت الى الواقع بصلة… بمعنى أن قناة “الجديد” نشرت فيديو لضربة الحارة الاولى، هو كناية عن فيديو لضربة سابقة في مكان آخر، من الممكن أن يكون في الضاحية أو البقاع، والله اعلم… وكان هناك خلط في المعلومات وتحديد الاماكن واسماء الشوارع وعدد الشهداء والمفقودين، ولا يمكن لأحد أن يكتشف هذه الأخطاء، إلا لمن يتابع تلك الوسائل الإعلامية بدقة، وبالتالي يعايش الحدث المنقول على ارض الواقع، فيكتشف الإختلاف ما بين الواقع والخبر المنقول، فيشعر بخداع وغش معنوي، وتُحدثه نفسه عن حقيقة كل الأخبار، التي تنشرها وسائل الإعلام ومدى صحتها ومصداقيتها.
هناك خلط في المعلومات وتحديد الاماكن واسماء الشوارع وعدد الشهداء والمفقودين
أنا هنا لا أخصص “الجديد” فقط بالإنتقاد، فالكل صار موضع اتهام وتشكيك في بعض الأخبار وليس كلها بالطبع، وخاصة من خلال تجاربي السابقة مع وسائل الإعلام، وما تبثه على الشاشة ومدى اختلافه عن الواقع في مرات عديدة، وتجارب كثيرة عايشتها وعاصرتها على مدى سنوات طوال…
الكل صار موضع اتهام وتشكيك
قناة “الجديد” هي القناة الشعبية الأكثر متابعة من قبل الطبقات الشعبية والمتوسطة، لتتوسع مروحة المشاهدين لتصل إلى أغلب طبقات المجتمع، سيما أن لهذه القناة طريقة في الأداء، تجذب المشاهد أكثر من غيرها من المحطات، وبناء عليه نتمنى أن تراعي القناة المذكورة وكافة القنوات صحة الخبر ودقته شكلا ومضمونا.
وما أبرئ ال mtv.. إن النفس لأمارة بالسوء.