
في كلمته الأولى بعد انتخابه أمينا عاما لحزب الله أطل اليوم الشيخ نعيم قاسم في كلمة متلفزة تحدث فيها عن التطوارات السياسية والميدانية وموقف حزب الله من المفاوضات الجارية حول وقف إطلاق النار.
أكد قاسم : “أن برنامج عمله هو استمرارية لبرنامج عمل السيد حسن نصرالله في كل المجالات، السياسية والجهادية والإجتماعية والثقافية”، مشيراً إلى أننا “سنستمر في تنفيذ خطة الحرب التي وضعها مع قيادة المقاومة وسنبقى في مسار الحرب ضمن التوجهات السياسية المرسومة”، قائلاً: “نتعامل مع تطورات هذه المرحلة بحسبها”.
وشدد على أن مساندة غزة كانت واجبة لمواجهة خطر اسرائيل على المنطقة بأسرها من بوابة غزة، ولحق أهل غزة على الجميع أن ينصرونهم، معتبراً أن السؤال لا يجب أن يوجه إلى الحزب عن أسباب مساندته غزة بل إلى الآخرين عن أسباب عدم مساندتهم لأهل غزة.
سنستمر في تنفيذ خطة الحرب التي وضعها مع قيادة المقاومة وسنبقى في مسار الحرب ضمن التوجهات السياسية المرسومة”، قائلاً: “نتعامل مع تطورات هذه المرحلة بحسبها”
ولفت إلى أن المقاومة وجدت لمواجهة الاحتلال ونواياه التوسيعية ومن أجل تحرير الأرضي، مشيراً إلى أن البعض يعتبر أن اسرائيل استفزت، سائلاً: “هل تحتاج إسرائيل إلى ذريعة؟”، موضحاً أنه قبل أن يكون الحزب موجوداً اعتدت إسرائيل دخلت إلى جزء من الأرض في العام 1978 ولم تخرج رقم القرار الدولي 425، وفي العام 1982 اجتاحت لبنان ولم يكن الحزب موجوداً بحجة ضرب المقاومة الفلسطينية واللبنانية، وحتى العام 2000 بقيت لأنها كانت تؤسس لشريط حدودي يهيئ لها التوسع في المستوطنات وتستغل وجودها في الداخل اللبناني كي تضمن أن لا يعارضها أحد، لكن المقاومة هي التي أخرجت إسرائيل لا القرارات الدولية، في توافر جهود بين المقاومة والجيش والشعب.
ورأى قاسم أنه بعد عدوان تموز 2006 كان القرار 1701 وانتهى العدوان بناء للطلب الإسرائيلي وقناعة “حزب الله” أن هذا العدوان يجب أن يكون له حد، لافتاً إلى أنه من 2006 حتى تشرين الأول 2023 تعتدي اسرائيل على لبنان يومياً، داعياً إلى سؤال الجيش والأمم المتحدة وقوات الطوارئ الدولية عن الموضوع، مشيراً إلى أنهم كانوا يصورون ويرصدوا تحركات الحزب ويجمعون داتا للمعلومات حتى حصل ما حصل اليوم.
ننا “في المقاومة نعطل مشروع إسرائيل ونحن قادرون على ذلك، أما بالانتظار بحجة عدم اعطاء الذريعة نخسر كل شيء”، مؤكداً أن “إسرائيل لا تحتاج إلى ذريعة، والأفضل أن يكون لدينا مقاومة ذات هجوم دفاعي من أن نكون منتظرين أن تهاجمنا إسرائيل ولا نفعل أي شيء
وشدد على أن إسرائيل لم تكن ملتزمة بل كان هناك 39000 خرق، موضحاً أنه في 11 تشرين الأول في العام 2023 كان هناك نقاش جدي حول الدخول في حرب مع لبنان بين إسرائيل وأميركا، لكن واشنطن لم تقتنع أنها فرصة وكان هناك خلاف داخل الحكومة الإسرائيلية، وبالتالي النوايا موجودة، مشيراً إلى أنه قبل ذلك كانت النقاشات تتحدث عن إمكانية أن تكونه الحرب في لبنان في صيف 2023 أو 2024 أو في ربيع 2024، وبالتالي كانوا يستعدون ويدرسون الخيارات منذ ما قبل “طوفان الأقصى”.
وشدد على أننا “في المقاومة نعطل مشروع إسرائيل ونحن قادرون على ذلك، أما بالانتظار بحجة عدم اعطاء الذريعة نخسر كل شيء”، مؤكداً أن “إسرائيل لا تحتاج إلى ذريعة، والأفضل أن يكون لدينا مقاومة ذات هجوم دفاعي من أن نكون منتظرين أن تهاجمنا إسرائيل ولا نفعل أي شيء”.
وأضاف: “اعتبرنا أنفسنا في إطار الدفاع الإستباقي والجهوزية وهذا هو مسار الحماية والتحرير”، قائلاً: “اليوم نواجه مشروعاً كبيراً، وهذه ليست حرب إسرائيلية على لبنان وغزة، بل حرب إسرائيلية أميركية أوروبية عالمية، فيها كل الإمكانات على مستوى العالم، حتى تقضي على المقاومة وعلى شعوبنا في المنطقة، وهذا مشروع بالحد الأدنى أميركي إسرائيلي، كامل التبني من قبل أميركا”.
السفيرة الأميركية في لبنان التي تجول على بعض القوى السياسية المعارضة لـ”حزب الله”، لن ترى لا هي ولا من معها هزيمة في المقاومة بل سترى هزيمة إسرائيل، “الحزب سيخرج من هذه المواجهة أقوى ومنصور”
ولفت إلى أنه في هذا المشروع تستخدم كل الوحشية والإبادة والإجرام، ولا يجوز على الإطلاق أن نقف ونتفرج بل يجب أن نواجه، معتبراً أن هذه المواجهة ستكشف أن القيم الغربية، كحقوق الإنسان والإطفال والمرأة، كلها كاذبة وهدفها الضحك على من يؤمن بهم ويؤمن بأنهم سادة العالم على مستوى التوجيه والتربية، وهم حثالة البشر بالتصرفات الشريرة التي يرتكبونها.
وشدد على أن إيران تدفع ثمناً كبيراً منذ عشرات السنين بسبب موقفها من فلسطين، وكان من الممكن أن تهتم بالشأن الإيراني فقط، كما شكر جبهات المساندة، مشيراً إلى أن الجميع يقدم من أجل قناعته بالتحرير، مشيراً إلى أن الصورة جلية: “نقاتل على أرضنا ونحرر أرضنا المحتلة ولا أحد يطلب منا شيئاً ولا نعمل من أجل اعطاء الأخرين شيئاً”.
وأكد أمين عام “حزب الله” أن الميدان هو الأساس، مشيراً إلى أن ما حصل في تفجيرات البيجر واللاسلكي مع جيش لكان قد هزم أو مع دولة لتفككت، لافتاً إلى أن الموضوع كان مؤلماً جداً، وبعد ذلك جاء اغتيال القادة، ومن الطبيعي أن هذا المستوى من الإستهداف أن يؤدي إلى نوع من الإهتزاز، قائلاً: “نحن توجعنا وكانت ضربة كبيرة، لكن في 8 تشرين الأول بدأ الحزب يستعيد وضعه في ملء الفراغات ووضع قيادات بديلة والعمل من أجل أن ينتظم كل شيء”، مشيراً إلى أن الميدان يثبت ذلك.
وأوضح أن “حزب الله” نهض لأنه “مؤسسة كبيرة ومتماسكة وأعدادها كثيرة وإمكاناتها كبيرة”، مشيراً إلى أن هناك قيادات من الصف الأول لا تزال موجودة، أما قاعدة الصف الثاني، في الموضوع الجهادي على الأقل، كل واحد منها لديه الخبرات، ولدينا مستويات كبيرة ومهمة جداً، وبالتالي لديها الحافز الكافي مع كل المعطيات لتكون في الصف الأول، ولذلك تم ملء الفراغ بشكل طبيعي وكل شخص لديه نائب أول ونائب ثاني.
في 8 تشرين الأول بدأ الحزب يستعيد وضعه في ملء الفراغات ووضع قيادات بديلة والعمل من أجل أن ينتظم كل شيء”، مشيراً إلى أن الميدان يثبت ذلك
وشدد على أن الإمكانات متوفرة وموضوعة مع ما يتلائم مع ميدان الحرب الطويلة، لافتاً إلى أن كل الإستعدادات على أساس أن الحرب من الممكن أن تكون طويلة، مؤكداً أن شباب المقاومة في الخطوط الأمامية لديهم قدرات عظيمة، لأن لديهم الإيمان والإتكال على الله، مشيراً إلى أن المتواجدين على الخطوط الأمامية تشبعوا من روح الإمام الحسين والسيد نصرالله.
الإمكانات متوفرة وموضوعة مع ما يتلائم مع ميدان الحرب الطويلة، وكل الإستعدادات على أساس أن الحرب من الممكن أن تكون طويلة
وشدد أن هؤلاء استشهاديين ولذلك لا أحد يستطيع أن يهزمهم أو يتقدم عليهم، مشيراً إلى أننا “ننتظر الإلتحام ونعتبر أن المواجهة الأمامية تأخذ كم يوم ونتمنى أن يقتربوا”، لافتاً إلى أن الإسرائيلي خائف ومرعوب ولا يريد أن يتقدم وقيادته تقول أنها أنجزت أهدافها، مشدداً على أن “لدى المجاهدين كل الإمكانات المطلوب والعزيمة موجودة لديهم، وصابرين وصامدين والأمر سينتهي بالنصر الأكيد”.
أما بالنسبة إلى الصواريخ والطائرات، شدد على أن أنها تضرب ضمن برنامج مدروس يومياً، والحياة مشلولة عند مئات الآلاف من الإسرائيليين، لافتاً أننا “نقاتل بشرف ونستهدف الثكانات والدبابات والجنود، بينما هو يقتل المدنيين ويدمر البشر والحجر، لأنه جبان وضعيف وليس لديه أخلاق، وشمروع مشروع إحتلال ووحشية”، مشيراً إلى أنه بذلك يزيد الألم لكنه لن ينتصر ونحن مصممون على الإنتصار.
وشدد على أن الحزب يوجع أيضاً إسرائيل، لافتاً إلى المقاومة نجحت في إرسال مسيرة إلى غرفة نوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وهو مرعوب، مشيراً إلى أنه “زمط” لكن من الممكن أن يقتل على يد أحد الإسرائيليين، كما ضربت المقاومة قاعدة بنيامينا، وفي بعض الأحيان تصل الطائرة المسيرة أو الضاروخ إلى تل أبيب ما يجبر مليوني و3 ملايين على النزول إلى الملاجئ.
نتانياهو يتحدث عن نصر مطلق، فإنه لن يكون هناك نصر مطلق بل هزيمة مطلقة، ولن يعود سكان الشمال في هذه الحرب بل سيهجر المزيد ومئات الآلالف، مؤكداً أنه “كما انتصرنا في تموز سننتصر الآن وسنبقى أقوياء مع نمو تصاعدي لقوتنا”
وشدد على أنه إذا كان نتانياهو يتحدث عن نصر مطلق، فإنه لن يكون هناك نصر مطلق بل هزيمة مطلقة، ولن يعود سكان الشمال في هذه الحرب بل سيهجر المزيد ومئات الآلالف، مؤكداً أنه “كما انتصرنا في تموز سننتصر الآن وسنبقى أقوياء مع نمو تصاعدي لقوتنا”.
ورداً على السفيرة الأميركية في لبنان التي تجول على بعض القوى السياسية المعارضة لـ”حزب الله”، مؤكداً أنها لن ترى لا هي ولا من معها هزيمة في المقاومة بل سترى هزيمة إسرائيل، مشيراً إلى أن “المقاومة حمت اللبنانيين من الإستسلام والذل والإنكسار، لكنها لا تمنع التضحيات، والمقاومة جعلتنا نأخذ خياراتنا بكل فخر، وهذا له ثمن مؤلم”، قائلاً: “الحزب سيخرج من هذه المواجهة أقوى ومنصور”.