ستكون الحرب القائمة تصعيدية حتى تحقيق “النصر”، و”لا بديل عن النصر”، يقول رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو في المقابلة التي أجرتها معه بالأمس محطتا CNEWS وEurope 1 الفرنسيتان.
ويمكن حصر مقابلة نتنياهو في 18 عنواناً رئيسياً هم:
1 – لا وقف للنار… حتى النصر
لا يريد رئيس نتنياهو وقف الحرب في لبنان، وبالتالي، كل من يبني نظرياته على وقف النار لتطبيق القرار الأممي 1701 هو واهم، فإن وقف النار يعني إعادة تسليح حزب الله” بحسب نتنياهو
2 – لا قيمة للقرار 1701 وهو حبر على ورق
يعتبر نتنياهو أن القرار 1701 أصبح مجرد ورقة، وحبراً على ورق، فال 1701 و”اليونيفيل” لم ينجحا، برأيه، بمنع “حزب الله” من التسلح ب 150.000 صاروخ، معتبراً أنه لا يمكنه الاحتكام من جديد الى كتابة قرار يكون “حبراً على ورق”.
3 – “احتفاظ اسرائيل بحقها في دخول لبنان لحماية نفسها في أي وقت” أمر لا رجوع عنه.
ستحتفظ اسرائيل لنفسها بعد الحرب على لبنان، بحق الدخول الى أراضيه والى أجوائه لحماية نفسها، عندما ترى حاجة أمنية لذلك، وفي أي وقت. وهذا أمر لا تراجع عنه، وهذا العنصر هو أبرز الإضافات الى القرار 1701، فاسرائيل لن تتخلى عن حمايتها لنفسها لصالح أي كان. بحسب نتنياهو.
وهذا الطلب الذي يريد أن يفرضه نتنياهو بالنار، هو المؤشر الأساسي لاستمرار الحرب حتى انكسار أحد الطرفين.
4 – نتنياهو يريد كسر حزب الله لا التفاوض معه
لن يقبل نتنياهو بأنصاف الحلول، تجاه احتمال الخطر الذي قد يشكله “حزب الله” على أمن اسرائيل الآن أو في المستقبل. وهو ما يؤشر أيضاً الى إطالة عمر الحرب حتى تاريخ حسمها في الميدان.
5 – إعادة مستوطني الشمال الى “بيوتهم وقراهم” بالقوة
نتانياهو مصمم على إعادة مهجري الشمال الاسرائيلي الى “منازلهم” و”قراهم” بالقوة، وليس بالتفاوض، فهو يدرك أن “حزب الله” سيقوم بالمستحيل لمنعهم من العودة من دون فرض شروطه، التي يرفضها نتنياهو جملة وتفصيلاً.
ولا يريد نتانياهو فقط عودتهم. بل يريد أن يضمن أمنهم. وأن يمنع “حزب الله” لاحقاً من أدنى إمكانية، لتكرار 7 أكتوبر جديد تجاههم، ويريد بلوغ ذلك بالقوة.
نتنياهو يحاول بذلك إزاحة ضغط 60 الى 80 ألف مهجّر، من حوالى 43 قرية ومستوطنة شمالية عن كتفيه… بالنار.
6 – اسرائيل تقود محاربة الارهاب في العالم الحر
يعتبر نتنياهو أنه يقود الحرب على الارهاب. وهو كرر مرات عدة في الحوار مع محاورته الفرنسية أن “حربنا هي حربكم. ونصرنا هو نصركم”، مشدداً أن العالم كله يجب أن يكون الى جانبه. فهو أراح العالم من السنوار ومن نصرالله، كما قال.
7 – خلاف جذري مع ماكرون
لم يخفِ نتنياهو خلافه السياسي الحالي الكبير مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حتى بعد حديثه معه، وأن ماكرون خيّب ظنه كثيراً، وهو قال له أيضاً “حربنا هي حربكم”.
قال نتنياهو لمحاورته “لو استطاع هؤلاء (حماس وحزب الله…) قتلكم لقتلوكم” جميعاً، مذكراً بما تعرضت له فرنسا من عمليات إرهابية في الباتكلان وتولوز ونيس…وأكد لها أنه يحارب عن الجميع وبإسمهم، وأن فرنسا يجب أن تكون الى جانبه وأن تدعمه في حرب “الحضارة” ضد “البربرية”.
ماكرون الذي كان يريد تأسيس ائتلاف لدعم اسرائيل، اتخذ مواقف مضادة لسياسة وأفعال نتنياهو. وهو أعلن مؤخراً مرتين، أنه ضد تزويد اسرائيل بالأسلحة، وأن اسرائيل هي وليدة قرارات الأمم المتحدة وأنه يجب أن تلتزم بها.
8 – محكمة العدل الدولية تحولت كالأمم المتحدة الى “أضحوكة
يؤكد نتنياهو فعلياً أنه فوق القانون، وهو لا يتحمل فكرة أن محكمة العدل الدولية قد قارنته بالسنوار وبنصرالله، وأصدرت مذكرت توقيف بحقه؛ وهو الرئيس المنتخب ديمقراطياً في وجه قادة ميليشيات، على حد قوله
وفي هذا الشأن، طلب نتنياهو من ماكرون انتقاد رأي المحكمة. فأحابه ماكرون إنه سينتظر قرار المحكمة ليبني موقفه. فاعتبر نتنياهو إجابة ماكرون طعنة له، وأنه في الديمقراطيات يجب انتقاد قرارات المحاكم “غير العادلة”.
نتنياهو كرر تشبيه قضية محاكمته، بمحاكمة تشرشل مثلاً بعد الحرب العالمية الثانية، بدلاً من محاكمة هتلر وغوبلز، وهو طالب الأوروبيين باتخاذ موقف قادة (Leadership).
وذكّر نتنياهو ماكرون والفرنسيين بالقضية التاريخية الشهيرة، التي كتب فيها الأديب الفرنسي إميل زولا مقاله “أنا اتهم” (J’accuse)!
ومن أخطر ما قاله نتنياهو، أنه يعتبر محكمة العدل الدولية، أنها قد أصبحت بالنسبة له كالأمم المتحدة مجرد “أضحوكة” (Joke).
وبجواب على سؤال هل يخاف أن توقفه المحكمة الدولية خلال تنقلاته، أجاب أن لا شيء سيثنيه عن متابعة المعركة حتى النصر، و”نصرنا سيكون نصركم أيضاً”.
نتنياهو أكد انه يحارب عن الجميع وبإسمهم، وأن فرنسا يجب أن تكون الى جانبه وأن تدعمه في حرب “الحضارة” ضد “البربرية”.
9 – تحرير لبنان من حزب الله وإيران
ركّز نتنياهو هجومه في مقابلته التفزيونية على “حزب الله” بشكل أساسي، واعداً اللبنانيين ب “تحريرهم” من إرهاب “حزب الله” ومن إرهاب إيران، معتبراً أن مشكلة لبنان أنه محتل من إيران، وليس أنه محتل من اسرائيل!
وهو قال “وجدنا أنفاقاً بناها حزب الله على بعد 100 و200 متر بعيداً عن الحدود لمهاجمة اسرائيل. أنفاق تحوي على دراجات نارية وذخيرة وصواريخ… ” وتوعد بتدميرها.
10 – قوات تضمن أمن اسرائيل بعد الحرب… لا احتلال للبنان
لا يريد نتنياهو البقاء في لبنان بعد الحرب، كما قال. وليس هناك نية لإبقاء الحيش الاسرائيلي على الأراضي اللبنانية بعد نهاية الحرب، ولكنه يريد قوات عسكرية تضمن فعلاً، على حد قوله، السلام وأمن اسرائيل.
11 – اغتيال السنوار بداية النهاية في غزة
اعتبر نتنياهو أن “حماس” تُذكر بالنازية، وأن اغتيال السنوار هو “بداية النهاية”، وليس نهاية الحرب، معتبراً أن قدرات “حماس” العسكرية تدمرت بشكل كامل. وإن ما واجهته اسرائيل هو أسوأ من الارهاب. وهو نوع من عودة الى القرون الوسطى.
وعاد نتنياهو ليكرر في المقابلة مرات عدة مقولاته التسويقية السابقة، إن “حماس” أحرقت في عملية 7 أكتوبر الأطفال وهم أحياء، وقطعت رؤوس الرجال، واغتصبت النساء وقتلت 1.200 شخصاً..
وهو ذكّر المحاورة أن “حماس قطعت” رأس بروفسورين فرنسيين (دومينيك برنار، وباتي) وكاهن فرنسي كرملي في كنيسته.
نتانيهو أكد على “إنسانية” اسرائيل، التي تسمح بمرور شاحنات الطعام والمساعدات الانسانية، وأن حماس تقوم بمصادرة بعضها وتمنع وصولها الى أهل غزة.
12 – لا استهداف ل”اليونيفيل”
يؤكد نتنياهو أن الجيش الاسرائيلي لا يستهدف قوات “اليونيفيل” في جنوب لبنان على الاطلاق، ولكنه اتهم “حزب الله” أنه يتلطى بها، كما فعلت حماس في المدارس والجوامع في غزة.
13 – الرد على إيران حتمي
اعتبر نتنياهو الهجومين الايرانيين على اسرائيل بحوالى 300 صاروخ باليستي، هو الأكبر من نوعه بالتاريخ، وهو اعتبر أن مهاجمة واستهداف رئيس دولة منتخب في غرفة نومه عمل إرهابي كبير. وهو أكد حق اسرائيل بالرد على إيران.
14 – تحرير الأسرى أولوية “مقدسة”.. ولا إعلان للنصر من دون تحقيقه
يعتبر نتنياهو أن تحرير الأسرى الاسرائيليين، يبقى من أولوياته “المقدسة”، ذاكراً في المقابلة أن شقيقه مات في عملية تحرير للأسرى. وهو ذكر أن اسرائيل نجحت بتحرير 117 أسيراً أحياء. وأنها تريد إعادة الجميع، حوالى 101 أسير الى أسرهم أحياءًا أو أمواتاً (فيما يُظن أن حوالى نصفهم قد قتلوا).
اعتبر نتنياهو أن إيران وأذرعها تهدد الدول العربية. وأن كثير من العرب يتصلون به، وملايين من الايرانيين يطالبونهم (أي الاسرائيليين) بالاستمرار بالحرب لتحريرهم
15 – ضرورة التخلص من محور الشر
تحدث نتنياهو عن علاقة إيران بأذرعها؛ من “حماس” الى “حزب الله” الى الحوثيين… والذين يشكلون محور الشر برأيه.
معركة الشرق الاوسط بالنسبة لنتنياهو هي الخيار بين ديكتاتورية محور الشر، وبين السلام والازدهار
وبرأيه، يتساءل كثيرون من سيفوز، هل تفوز إيران أو تفوز اسرائيل، من يفوز بين محور الشر (الايراني) ومحور الحرية (الاسرائيلي)؟ وهو يؤكد على فوز اسرائيل في النهاية، وعلى القضاء على محور الشر الذي يهدد العالم.
16 – محاربة معاداة السامية
معاداة السامية هي أقدم أنواع الحقد بحسب نتنياهو. وهي آفة عالمية وفي كل المجتمعات. وإيران وأذرعها يشجعون على ذلك. وهي برأيه استمرار للهتلرية التي نفذت “المحرقة”.
وقد تعجب نتنياهو من بعض الحركات المؤيدة لحركة حماس “الإرهابية”، مثل “حركة المثليين مع غزة” Gays for Gaza، وسألهم هل تدركون من تدعمون، ألا تدركون أنكم لو كنتم في غزة لتمّ إعدامكم؟!
17 – إيران تهدد العرب والغرب
اعتبر نتنياهو أن إيران وأذرعها تهدد الدول العربية. وأن كثير من العرب يتصلون به، وملايين من الايرانيين يطالبونهم (أي الاسرائيليين) بالاستمرار بالحرب لتحريرهم، وهو قال لمحاورته: “إذا فازت إيران في الشرق الأوسط، فستكونون أنتم الهدف التالي”!
18 – “لا بديل عن النصر..حربنا حربكم”
كرر نتنياهو هذه التعابير مرات عدة خلال المقابلة، لتأكيده على إرادته الاستمرار في الحرب حتى النهاية في غزة وفي لبنان… وصولاً الى إيران. كما ليؤكد ويشد على ضرورة دعم العالم الغربي له من دون حدود.
نعي فرص السلام والديبلوماسية
إن أبرز مؤشرات مقابلة نتنياهو، هو نعيه أي فرصة حقيقية للسلام، وأي نتيجة حالية للديبلوماسية، للوصول الى وقف النار على المدى المنظور.
وقد ذكّر نتنياهو محاورته الفرنسية، أن “حزب الله” قتل 56 جندياً فرنسياً في مثل هذا الوقت بالتحديد (عملية دراكار)، وأن الحزب نفذ عملية إرهابية داخل فرنسا.